زيارة محمد بن سلمان للقاهرة.. 5 ملفات رئيسية بالمنطقة
أبرزها مواجهة التدخلات الإيرانية والاستعداد للقمة العربية
الزيارة هي الأولى من نوعها للأمير محمد بن سلمان للقاهرة، منذ توليه منصب ولي العهد، رأى الخبراء أنها "زيارة الضرورة".. لماذا؟
يتوقع خبراء سياسيون أن تثمر زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي تستغرق ثلاثة أيام، عن تعاون اقتصادي وتفاهمات سياسية مشتركة، تركز على 5 ملفات رئيسية في المنطقة العربية.
وطالما كانت الرياض شريكًا اقتصاديًا وحليفًا سياسيًا مهمًا لمصر، حيث تمتد العلاقات التاريخية بين البلدين لأكثر من 90 عامًا، وتحديدًا في عهد الملك الراحل عبدالعزيز بن آل سعود، مع تدشين أول معاهدة صداقة مصرية سعودية عام 1926، مرورًا بتأييد السعودية لثورة 30 يونيو/حزيران 2013، ووصولًا لدعم القيادة السعودية لمصر في المحافل الدولية حتى الآن.
وشهدت العلاقات المصرية السعودية مسيرة من التعاون المشترك حول أزمات مشتعلة، أبرزها الملف اليمني، والسوري، والليبي، إلى جانب القضية الفلسطينية، ومواجهة تهديدات إيران في المنطقة العربية.
وفي مقابلة سابقة مع التلفزيون السعودي، وصف الأمير محمد بن سلمان هذه العلاقات بين الرياض والقاهرة بـ"الصلبة"، وأن مصر والسعودية تاريخيًا "دائما تقفان مع بعضهما البعض في كل الظروف والأوقات، ولن يتغير هذا الشيء".
صياغة جديدة لمواجهة إيران
الأكاديمي السعودي وعضو مجلس الشورى السعودي السابق خليل الخليل، رأى أن "زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة غير مستغربة وتطلبها المرحلة الحالية؛ بسبب التحولات الكبيرة في المنطقة، وهو ما يعكس أهمية إيجاد صياغة جديدة لمواجهة الأزمات الحالية".
كما أن الزيارة، وفق ما أفاد الخليل في اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية" "يُنتظر أن تسفر عن جبهة عسكرية أمنية موحدة لمواجهة ما فيه تهديد للأمن الإقليمي والقومي"، في إشارة واضحة للتدخلات الإيرانية بالمنطقة.
وتوقع الخليل أن "يكون بناء جبهة موحدة لمواجهة تهديدات إيران في المنطقة وامتدادها في العراق ولبنان وسوريا واليمن، من بين الملفات الرئيسية على أجندة الأمير محمد بن سلمان في زيارته القاهرة".
ملف آخر -كما أوضح الخبير السعودي- أنه سيكون ضمن القضايا المطروحة في النقاشات بين الزعيمين وهو "القضية اليمنية التي أصبحت مدخلًا للتدخلات الإيرانية في المنطقة"، معتبرًا أن "القضايا الحاضرة اليوم صعبة، وتتطلب جهودا أمنية وعسكرية استخباراتية وسياسية كبيرة".
متفقًا مع ذات الرؤية، رأى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية طارق فهمي أن "هناك أربع ملفات رئيسية مطروحة بقوة، خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة، يأتي في مقدمتها الملف الإيراني بما يحمله من تحديات ومخاطر للإقليم".
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" قال فهمي: "الملف الإيراني له أولوية تامة في هذا التوقيت، على اعتبار أن الإدارة الأمريكية تسعى لتشكيل قوة عربية لمواجهة إيران"، لافتًا إلى أن "هذا الملف يهم الجانب السعودي التي ترحب بانضمام مصر في طرح سبل مواجهة الوجود الإيراني".
الملف الثاني بحسب فهمي، "يتعلق بتطورات الأوضاع الأمنية والعسكرية في اليمن، والتي تسعى كل من القاهرة والرياض لمناقشة أي تغييرات تطرأ على المشهد اليمني".
وأوضح فهمي أن "الأمير محمد بن سلمان يهتم لاستماع وجهة النظر المصرية في إشكالية اليمن".
فيما يرى مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية أن "الرغبة مشتركة لدى القاهرة والرياض في الاستماع لوجهات النظر في التطورات المتلاحقة في اليمن"، واصفًا الملف بـ"الخاص جدًا"، لكلا البلدين، سواء على مستوى تأمين مضيق باب المندب، أو تأمين الخط الملاحي بشكل عام من أي خطر محتمل.
القمة العربية والأزمة القطرية
بموازاة مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة، رأى الخبراء أن الأزمة القطرية ستكون ضمن الملفات المطروحة على أجندة لقاء الزعيمين، جنبًا إلى جنب لترتيب القمة العربية.
وأوضح طارق فهمي أنه "سيكون هناك ترتيب مصري سعودي لإنجاح القمة العربية المرتقبة نهاية هذا الشهر، من خلال الطرح الذي يمكن أن يقدم"، لافتًا إلى أن "الرياض ترى خطورة الأزمة القطرية في الاستقواء بالجانب الأمريكي في هذا التوقيت، وهو ما يستلزم تنسيقا مصريا سعوديا أردنيا".
الأمر الذي يؤيده خبير الأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية بمصر سعد الزنط، بقوله: "الملف القطري ضمن أولويات النقاش بين الرئيس المصري وولي العهد السعودي على اعتبار أن قطر أكثر دولة داعمة للإرهاب".
وأشار الزنط إلى التنسيق المصري السعودي على مستوى المعلومات الأمنية والمخابراتية، قائلًا: "أتوقع أن يعرض الرئيس المصري على ولي العهد السعودي الوضع في سيناء، وما تم إنجازه في عملية سيناء 2018، خاصة أن هذا كله يصب في مكافحة الإرهاب".
القضية الفلسطينية.. طرح جديد
يعتبر مختار غباشي "القضية الفلسطينية، ضمن الملفات الرئيسية، حتى وإن لم يتم إبرازها مثل بقية القضايا المشتعلة، لكن من المؤكد أنه سيتم مناقشة آليات التحرك العربي بما هو مرتبط بالقضية الفلسطينية".
ويضيف غباشي أن "هناك عنصرا مشتركا بين القاهرة والرياض سيمكّنهما من متابعة هذا الملف وهو خصوصية العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية"، واصفًا اختيار الأمير محمد بن سلمان للقاهرة كأول محطة ضمن جولته الخارجية بزيارة "الضرورة".
بينما ذهب الزنط إلى "احتمالية وجود طرح عربي لحل القضية الفلسطينية قارب على التبلور، وهو ما سيتم خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان وعليه سيطرح على الأمريكيين في المحطة الأخيرة لولي العهد السعودي ضمن جولته الخارجية".
ولم يوضح الخبيران طبيعة آليات التحرك العربي أو الطرح الذي سيتم مناقشته مع الجانب الأمريكي، غير أنهما أكدا أن هذا الأمر لا مناص منه قبل القمة العربية المرتقبة.