احتفاء دولي بمحمد بن زايد "رجل الإنسانية".. يداوي جراح كورونا حول العالم
بأحرف من نور، يسجل تاريخ الإنسانية جهود الإمارات لدعم وإغاثة المحتاجين حول العالم في ظل جائحة كورونا "كوفيد - 19".
هذه الجهود توجت بتقدير وعرفان دولي، بمنح المؤسسة البابوية التربوية التابعة للفاتيكان، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وسام "رجل الإنسانية"، الثلاثاء، تقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة " كوفيد- 19".
يأتي هذا الوسام بعد يومين، من إشادة منظمة الصحة العالمية بالدعم المتواصل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجهوده في مكافحة شلل الأطفال وإيصال اللقاحات إلى الأطفال العالم رغم تحديات تفشي فيروس "كوفيد–19".
كما يأتي هذا الوسام بعد نحو 3 أشهر من اختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021 لعطائه ودعمه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
الوسام يؤكد التقدير الدولي المتواصل والإشادات الدولية الدائمة، عرفانا بالدور الريادي الذي يقوم به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ودعمه المتواصل للجهود الرامية إلى مكافحة وباء كورونا.
وتبذل الإمارات جهودا كبيرة لمساعدة الدول الشقيقة والصديقة على تجاوز الظروف الصحية التي خلفتها جائحة "كوفيد -19"، والوقوف إلى جانبها وتعزيز قدراتها الصحية لمواجهة تداعيات هذه الجائحة، من خلال توفير اللقاحات للعديد من الدول التي تواجه تحديات في هذا الصدد.
وحرصت دولة الإمارات منذ بداية أزمة "كوفيد - 19"، على القيام بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعوب في مختلف أنحاء العالم، وقدمت ولا تزال تقدم الدعم والمساعدة للعديد من الدول لتجاوز تداعيات جائحة "كوفيد - 19".
كما تدعم دولة الامارات وتشارك في كل تحرك دولي جماعي للتصدي لجائحة كورونا، بما في ذلك دعم الجهود الدولية لتسريع عملية اللقاحات والتوزيع العادل للقاح، حيث أطلقت مبادرة "ائتلاف الأمل" من أجل الاستعداد لتسهيل ودعم توزيع 6 مليارات جرعة من التطعيمات حول العالم مع رفع هذه القدرة إلى 18 مليارا في نهاية عام 2021.
وسام " رجل الإنسانية "
جهود الإمارات والشيخ محمد بن زايد آل نهيان توجت بتقدير وعرفان دولي، بمنح المؤسسة البابوية التربوية التابعة للفاتيكان، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وسام "رجل الإنسانية"، وتسلم الوسام نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال احتفال أقيم، الثلاثاء، في "قصر الإمارات" بأبوظبي، الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير دولة بالإمارات، من نيافة الكاردينال جوزيبي فرسالدي رئيس المؤسسة البابوية التربوية، عميد التعليم الكاثوليكي في العالم، وزير تربية الفاتيكان، بحضور سفراء الدول المعتمدين لدى دولة الإمارات.
ويأتي منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الوسام عرفاناً وتقديراً لدعمه المستمر وجهوده الخيرة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي وتكريماً لدوره في تعزيز قيم السلام والتعايش وتأكيد أهمية الحوار وسيلةً لتجنب الصراعات، وإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية، وتقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة "كوفيد - 19".
تقدير وعرفان دولي
يأتي هذا الوسام بعد يومين، من إشادة اللجنة الفرعية لإقليم شرق المتوسط التابعة لمنظمة الصحة العالمية المعنية باستئصال مرض شلل الأطفال والتصدي له بالدعم المتواصل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وما يقدمه من تمويل في هذا الشأن ضمن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال وفي إطار المشروع الإماراتي لدعم باكستان وأفغانستان في مواجهة هذا المرض.
وثمنت اللجنة، الأحد الماضي، الجهود الرائدة التي تبذلها دولة الإمارات في مكافحة مرض شلل الأطفال وإيصال اللقاحات إلى الأطفال في العالم بالرغم من تحديات تفشي فيروس "كوفيد–19".
وسبق أن أشادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في 28 إبريل/ نيسان الماضي بالدور الريادي الذي يقوم به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودعمه المتواصل للجهود الرامية إلى مكافحة وباء كورونا، وإلى استئناف عمليات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال والأمراض الأخرى المسببة للوفاة بين الأطفال.
أيضا توجت جهود الإمارات لمكافحة كورونا بتقدير وعرفان دولي، باختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" منتصف مارس/ آذار الماضي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021 لعطائه ودعمه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
جسور إنسانية
هذا العطاء ظهر جليا في جسور المساعدات الإنسانية التي دشنتها الإمارات لتصل إلى أكثر من 135 دولة حول العالم، حملت مساعدات طبية وإنسانية عاجلة استفاد منها نحو مليونين من العاملين في المجال الطبي.
وتجاوزت الإمارات حسابات السياسة الضيقة، وأعلنت التضامن الإنساني، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء، إيمانا منها أن التضامن الإنساني بين الشعوب راسخ، والخلاف السياسي عابر مهما امتد.
وفي ترجمة عملية لتلك المبادئ والقيم، جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار 2020 مع بدء تفشي الفيروس، لبحث دعم الشعب السوري جراء تفشي جائحة كورونا.
وتطبيقا لتلك المبادئ، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في 14 يونيو/ حزيران الماضي المرحلة الثانية من برنامج تطعيم اللاجئين السوريين في الأردن ضد فيروس كورونا.
وسبق أن أرسلت الإمارات إلى دمشق 3 طائرات مساعدات خلال شهر إبريل/ نيسان الماضي، على متنها كميات كبيرة من لقاحات "كوفيد-19" والأدوية والمواد الطبية، سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السوري، لدعم قدرة القطاع الصحي السوري على مواجهة تداعيات جائحة "كورونا" وتعزيز الإجراءات الوقائية للحد من تفشيها.
دعم فلسطين
جسور الإمارات الإنسانية امتدت أيضا لفلسطين، كان أحدثها في 21 يونيو/ حزيران الماضي، حيث أرسلت الإمارات 20 سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الإسعافات ومعدات الأمن والسلامة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، للمساهمة في دعم القطاع الصحي والتخفيف من حدة التداعيات الإنسانية في القطاع.
وفي مارس/أذار الماضي، أرسلت الإمارات شحنة ثانية من اللقاح الروسي "سبوتنيك - في" المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، إلى قطاع غزة تحتوي على 38700 جرعة، وتسلمتها وزارة الصحة الفلسطينية عبر معبر رفح.
وعبرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي عن شكرها وامتنانها إلى دولة الإمارات على هذا الدعم، الذي يعزز من الإجراءات الصحية في مواجهة جائحة "كوفيد-19" في قطاع غزة.
وكانت الإمارات أرسلت في فبراير/ شباط الماضي 20 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك-في" الروسي المضاد لكوفيد-19.
وتأتي هذه المساعدات في إطار التزام دولة الإمارات المستمر في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز جهود الكوادر الطبية في مكافحة الجائحة، حيث أرسلت دولة الإمارات في هذا الصدد 3 طائرات مساعدات طبية تحمل 36.6 طن بالإضافة إلى 10 آلاف جهاز فحص كورونا و10 أجهزة تنفس، ليستفيد منها 36.6 ألف من الكوادر الطبية.
وفي إطار نهج دولة الإمارات وجهودها المستمرة في مساندة الشعب اليمني وتقديم العون له في المجالات كافة، أرسلت دولة الإمارات في 17 يونيو/ حزيران الماضي 60 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد-19" إلى سقطرى اليمنية، لتعزيز جهود التصدي للجائحة في الأرخبيل.
وبعدها بأسبوع، وتحديدا في 23 يونيو/ حزيران الماضي، أرسلت الإمارات طائرة تحمل على متنها 30 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لجائحة كوفيد-19، لدعم جهود السودان في الحد من انتشار الجائحة.
وكانت السودان من أوائل الدول التي تلقت المساعدات التي أرسلتها دولة الإمارات في إطار جهودها لمكافحة كوفيد-19، وبلغت في مجملها 100 طن.
أيادي الإمارات البيضاء لم تقتصر على الدول العربية، بل امتدت لمعظم دول العالم، وفي أحدث تلك الجهود، أرسلت الإمارات 8 يونيو/ حزيران الماضي طائرة تحمل على متنها 11 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد - 19"، إلى بيلاروسيا لدعم جهودها في التصدي للجائحة.
ائتلاف الأمل
المبادرات الإماراتية لدعم الجهود العالمية لمكافحة كورونا، كان أبرزها، مبادرة "ائتلاف الأمل"، التي أعلنت الإمارات إطلاقها من أبوظبي في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، التزاما منها بدعم الجهود العالمية في توزيع لقاحات "كوفيد-19" لجميع أنحاء العالم.
و"ائتلاف الأمل"، وهو شراكة بين القطاعين العام والخاص تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، تهدف إلى الإشراف على تنسيق عملية التوزيع الآمن لمليارات الجرعات من لقاح "كوفيد-19" حول العالم.
ومنذ إطلاقه وسّع الائتلاف نطاق تغطيته العالمية عبر شراكات جديدة مع شركات شحن إقليمية وعالمية رائدة لتعزيز قدراته اللوجستية.
وقام الائتلاف منذ تشكيله بتوريد وتخزين وتوزيع ملايين الجرعات من لقاح "كوفيد-19" من الشركات المصنعة إلى المراكز الطبية في جميع أنحاء العالم.
ووقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، و"ائتلاف الأمل" بمقر الهيئة 8 يونيو/ حزيران الماضي مذكرة تفاهم لتعزيز دور الدولة في التصدي لجائحة "كوفيد-19" عالميا، من خلال توفير حلول لوجستية عالية السرعة لنقل المساعدات الطبية والأدوية ومعدات الحماية الشخصية ومستلزمات المستشفيات المتعلقة بالحد من تفشي الجائحة للعديد من الدول، إلى جانب توفير الاحتياجات الصحية الأخرى.
مبادرات إنسانية
وبرز العمل الإنساني للإمارات خلال أزمة "كوفيد- 19" في العديد من المبادرات منذ بداية الأزمة على الصعيدين الوطني والدولي، عبر تسيير رحلات عاجلة لإجلاء رعايا الدول الصديقة من المناطق المصابة واستضافتهم والتكفل بعلاجهم وعودتهم لدولهم.
انطلاقا من قيم التضامن الإنساني وترسيخا لمبادئ التآخي والتآزر بين بني البشر، جمعت الإمارات في 14 يونيو / حزيران الماضي شمل عائلة أسترالية ضاقت بها السبل في سريلانكا لأكثر من 30 يوما نتيجة إجراءات الإغلاق التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" ليلتئم شملها مع "الأب" الذي يقيم في دبي منذ 15 عاما.
وعلقت العائلة الأسترالية خلال قضائها إجازة قصيرة في سريلانكا وحال الإغلاق الذي فرضته إجراءات الحد من انتشار جائحة "كورونا" دون عودتها إلى الإمارات التي مثلت لهم الملاذ الآمن في محنتها.
وفي استجابة سريعة من الجهات المعنية في الإمارات لحالة العائلة الإنسانية تم التنسيق مع السلطات في سريلانكا لإتمام إجراءات لم شمل العائلة، والتي تكللت بالنجاح وعاد أفرادها جميعا إلى الوالد بعد لوعة الفراق وتم لم شملهم في "دار زايد" وطن وعنوان الإنسانية.
ولا ينسى العالم مبادرة "الإمارات وطن الإنسانية" حيث قامت دولة الإمارات في مارس/ آذار 2020 مع بدء تفشي كورونا بإجلاء 215 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا إلى أبوظبي مدينة الإمارات الإنسانية، ومن ثم نقلهم إلى دولهم بعد وضعهم تحت الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم.
كما أسست الإمارات صناديق دعم ضمن جهودها الوطنية الإنسانية منها "صندوق الإمارات - وطن الإنسانية" لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء "كوفيد-19".
وفي الوقت الذي شهد فيه العالم صراعا خفيا على شحنات الكمامات والمعدات الطبية بين الدول، كانت الإمارات تسير طائرات مساعدات طبية في إطار التزامها بتقديم يد العون للجميع، ومن هذه المساعدات 10 أطنان لإيطاليا و13 طنا لكازاخستان و10 أطنان لكولومبيا وإنشاء مستشفى ميداني بسعة 4000 سرير في بريطانيا و11 طنا لأوكرانيا.
ميزة فريدة
وعلى الصعيد المحلي، أثبت تعامل الإمارات مع أزمة "كوفد-19" نجاح الإجراءات التي اتخذتها منذ ظهور الجائحة، فاليوم ومع تخطي عدد اللقاحات حاجز 15 مليونا و500 ألف جرعة، تسير دولة الإمارات بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف المنشود بقرب تحقيق مرحلة التعافي.
وبلغت نسبة الحاصلين على الجرعة الأولى من إجمالي السكان 74.5 في المائة في حين بلغت نسبة متلقي جرعتي اللقاح 64.3 في المائة من إجمالي السكان.
ولا تزال دولة الإمارات تحتل المرتبة الأولى عالميا في توزيع الجرعات اليومية للقاحات بمعدل 158.24 جرعة لكل 100 شخص.
ويكتسب توزيع لقاحات كورونا في الإمارات ميزة إنسانية فريدة خاصة مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها الأمر الذي يجعل عملية التطعيم تشمل أشخاصا من جميع المناطق الجغرافية بالعالم ومن مختلف الأديان والأعراق والأجناس، بلا تفرقة، وهو ما ينسجم مع نهج الدولة التي تعد حاضنة عالمية لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين.
ومع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كانت الإمارات والشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضرين دائما لتقديم يد العون والمساعدة تجسيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ، الذي يعُد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة لجميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، بل استناداً إلى موقف إنساني نبيل.