محمد بن زايد ورئيس كوريا يشهدان تدشين المحطة النووية الأولى في براكة
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، ورئيس كوريا الجنوبية يشهدان احتفالية بمناسبة اكتمال أعمال المحطة الأولى للطاقة النووية.
شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومون جي إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة، الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية.
وجرى الاحتفال بهذه المناسبة في موقع العمليات الإنشائية للمحطة النووية الأولى بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، إيذاناً بهذا الإنجاز التاريخي الذي يضع دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً التي تملك محطة سلمية تجارية للطاقة النووية، ولتصبح أول عضو جديد ينضم إلى القطاع النووي السلمي العالمي منذ عام 1985.
وتم خلال الاحتفال عرض فيلم يوثق مراحل إنشاء المحطة النووية الأولى حتى اكتمال الأعمال الإنشائية.. بعدها التقطت صورة تذكارية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الكوري أمام مجسم تشبيهي يمثل المحطة.
ثم التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الكوري مسؤولي ومهندسي المشروع، حيث تبادلا معهم الأحاديث الودية ثم التقطت صورة جماعية لهم.
حضر الاحتفالية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في دولة الامارات وجمهورية كوريا الجنوبية إلى جانب المهندسين والخبراء الإماراتيين والكوريين الذي أسهموا في تطوير المحطة الأولى.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى يعد إنجازاً تاريخياً لدولة الإمارات، ويسهم في ترسيخ مكانتها المشرفة على الخريطة الدولية لما للبرنامج النووي السلمي الإماراتي من دور محوري في دعم النمو وتنويع الاقتصاد وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.. مشيداً بالكوادر الإماراتية ودورها القيادي في إنجاز هذا المشروع.
وأضاف أن البرنامج النووي السلمي الإماراتي يحظى بمكانة استراتيجية ودور مهم وحيوي في دعم نمو الدولة عبر تعزيز أمن الطاقة وتنويع الاقتصاد.
وأعرب عن اعتزازه وفخره بالكوادر الإماراتية من مهندسين وفنيين في قيادة وتنفيذ هذا المشروع الوطني وتعاونهم مع الجهات الحكومية المعنية، خلال كل مراحل المشروع لضمان إنجاز المحطة الأولى، وفق أعلى معايير السلامة والجودة والأمان.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "اليوم هو يوم تاريخي لقطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن نمضي قدماً في إنجاز أحد أهم المشروعات الاستراتيجية في الدولة".
وأضاف "سعدت اليوم برفقة صديقي رئيس كوريا والاطلاع معه على اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية.. كل الشكر للرئيس والشعب الكوري وأصدقائنا هناك.. وتحية للجهود المشتركة والدؤوبة التي أثمرت عن تحقيق أولى مراحل هذا المشروع العملاق".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن الإمارات وكوريا بلدان طموحان تجمعهما رؤية متقاربة ويرتبطان بعلاقات استثنائية هي نموذج يحتذى به.. مؤكداً أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين متينة ومثمرة ومتطورة وتخدم مصالحنا العليا وستحظى بدعم وافر لتكون أكثر رسوخاً وقوة في المرحلة المقبلة وبما ينعكس خيراً على شعبي البلدين.
وأكد أن دولة الإمارات تواصل ريادتها عبر الاستثمار في مشروعات التنمية المستدامة.. ونحن فخورون بهذا الإنجاز الحيوي الذي تقف خلفه كفاءات ومهارات إماراتية.. هي اليوم رصيدنا للمستقبل.. نعول عليها في ترجمة تطلعاتنا إلى واقع ملموس.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تبرهن يوماً بعد آخر أن الآمال والطموحات مهما كبرت وتباعدت وصعبت.. فليس من المستحيل تحقيقها..
وهذا نهج المؤسسين الأوائل وإرادتهم التي ورثناها عنهم.. وهي ذاتها التي تمنح أبناء الإمارات الشعور بالثقة والعزيمة لاستكمال مسيرة الإنجاز والبناء عليها.. ويعد هذا الإنجاز ثمرة التعاون الوثيق بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" المقاول الرئيسي للمشروع وشريكها في الائتلاف المشترك، حيث استغرق إنشاء المحطة 69 شهراً "5.7 عام" مع الالتزام بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والأمان وطبقاً لجميع اللوائح التنظيمية الصادرة عن الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
وتم خلال الاحتفال تسليط الضوء على العلاقات المتينة التي تجمع بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية، والتعاون الوثيق الذي يعود إلى عام 2009، عندما وقع اختيار مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على "كيبكو" لتكون المقاول الرئيسي في عمليات تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي في موقع براكة.
من جانبه قال خلدون المبارك، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "يمثل احتفالنا باكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مشروع محطات براكة للطاقة النووية لحظة تاريخية في مسيرة التقدم لدولة الإمارات".
وأضاف: "مع اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى تنضم دولة الإمارات إلى نخبة من البلدان التي تمكنت من إنجاز مشروع متطور بهذا المستوى وفق أعلى معايير السلامة والجودة.. هذا الإنجاز هو شهادة على الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، علاوة على كونه دليلاً على متانة علاقة الشراكة بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية".
وقال: "نركز جهودنا الآن على الانتقال إلى المرحلة التشغيلية للمحطة النووية الأولى مع مواصلة الالتزام بتطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والأمان".
وشهدت الفعالية لقاءات لوفد كبار الشخصيات مع فريق عمل المشروع من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و"كيبكو" بالإضافة إلى موظفين من شركة "نواة" للطاقة التي ستتولى مهام التشغيل والصيانة.
وقام الوفد بجولة في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية استعرض خلالها المهندسون الإماراتيون التقدم الجاري في المحطات الأربع بالمشروع.
وأوضحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أنه مع تحقيق هذا الإنجاز الاستراتيجي فإن مرحلة الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى قد اكتملت وستتركز الجهود الآن على مرحلة التحضيرات والاستعدادات التشغيلية، بهدف الحصول على رخصة تشغيل المحطة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
وأضافت المؤسسة أنه بالتزامن مع "برنامج الاختبارات الأولية" تعكف كل من المؤسسة و"كيبكو" و"نواة" على إجراء اختبارات شاملة، استعداداً للمرحلة التشغيلية بهدف ضمان اكتساب فرق العمل في المحطة الكفاءات والمهارات الدقيقة المطلوبة.
ووفقاً للقانون النووي لدولة الإمارات يخضع تطوير وتشغيل محطات الطاقة النووية السلمية في براكة للوائح الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وهي الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات.
وفور تأكيد فريق عمل المشروع لدى شركة "نواة" للطاقة على جاهزية المحطة وفرق العمل والبرامج والإجراءات ذات الصلة، سيقوم الفريق بطلب الموافقة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بالبدء في عملية تحميل الوقود النووي وتشغيل المحطة الأولى.. وقبل الموافقة وإصدار الرخصة التشغيلية للمحطتين الأولى والثانية، ستجري الهيئة فحصاً كاملاً ومراجعة جميع الجوانب المتعلقة بالمحطة والشركة التشغيلية.
وإلى جانب إجراءات المراجعة الشاملة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وانسجاماً مع إعلان الدولة عام 2008 عن التزامها بأعلى معايير السلامة والشفافية التشغيلية، فإن المحطة النووية الأولى وفريقها التشغيلي تخضع لتقييمات عديدة من قبل خبراء عالميين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين، حيث تجري الفرق الخاصة بالتقييم الشامل فحصاً دقيقاً لجميع مكونات وأنظمة المفاعل، فضلاً عن كفاءة وخبرة الطاقم التشغيلي والإداري بالمحطة.
وكانت المحطة النووية الأولى في براكة قد اجتازت العديد من الاختبارات المتخصصة لأنظمتها بنجاح مثل اختبار التوازن المائي البارد واختبار الأداء الحراري، وذلك في إطار المرحلة الأولى من سلسلة الاختبارات الشاملة التي تدعى بـ"برنامج الاختبارات الأولية"، والتي تهدف إلى ضمان تطوير المحطة الأولى في مشروع براكة، وفق أعلى المعايير العالمية في الجودة والسلامة والحفاظ على هذا المستوى العالي من الأداء لعقود مقبلة.
وبالتزامن مع الإجراءات المذكورة فإن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تواصل الإشراف على عملية تطوير المحطات الثلاث الأخرى وتطبيق الخبرات والدروس المستفادة من العمل على المحطة الأولى، لتتمكن من إنجاز أعمال البناء بمدة أقصر.
ويعد مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية أكبر مشروع جديد من نوعه للطاقة النووية السلمية في العالم، والذي يشهد تطوير أربع محطات متطابقة في آن واحد، تضم كل منها مفاعل من طراز "PR-1400" المتقدم، حيث بدأ تطوير المشروع عام 2012 وشهد تقدماً متواصلاً منذ ذلك الحين.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة الإنجاز في المحطة الثانية وصلت إلى 92% والمحطة الثالثة إلى 81% والرابعة إلى 66%، في حين تبلغ نسبة الإنجاز الكلية للمشروع 86%.
وستوفر المحطات الأربع فور تشغيلها ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة، كما ستحد من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 21 مليون طن سنوياً.