كلمة محمد بن زايد بعيد الاتحاد الـ52.. خارطة طريق نحو مستقبل أكثر إشراقا
خارطة طريق "نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً" رسمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ52.
وشكل تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
ويكمل تلك المسيرة حاليا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
وبتلك المناسبة المهمة، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلمة آثر أن تكون فرصة "لبث روح التحدي والطموح في الأجيال الجديدة" من وحي تلك المناسبة الوطنية، وذلك عبر استلهام الدروس المستفادة من "الإنجاز التاريخي الذي تحقق يوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971"، للمضي قدما نحو "مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً"، تتحقق فيه "إنجازات أكبر وأكثر طموحاً".
وإضافة إلى الدروس المستفادة من تلك المناسبة، حدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ملامح السياسة الخارجية لبلاده خلال الفترة القادمة، وأبرز إنجازاتها التاريخية، وتوجهاتها العامة في عام 2024، لمواصلة مسيرة الإنجازات.
إنجازات تاريخية في مختلف المجالات حتى "أصبحت دولة الإمارات في قلب كل تحرك إيجابي من أجل التنمية والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي"، كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته.
وتوج ذلك بثقة دولية متزايدة في سياسات بلاده، ظهرت جلية في استضافة دولة الإمارات حاليا أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) بحضور عالمي رفيع المستوى، إضافة إلى عضويتها في مجلس الأمن الدولي لعام 2022-2023، وانضمامها إلى مجموعة "بريكس"، بدءا من العام 2024.
فخر واعتزاز.. وتحفيز
واستهل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلمته برسالة تعبر عن الفخر والاعتزاز بتلك المناسبة الوطنية الهامة واصفا الثاني من ديسمبر/كانون الأول بأنه "من أغلى الأيام".
وآثر أن تكون تلك المناسبة فرصة لشحذ الطاقات، وتحفيز الهمم لمواصلة مسيرة الإنجازات، قائلا إن "عيد الاتحاد هو مناسبة لبث روح التحدي والطموح في الأجيال الجديدة لكي تصنع مجدها وتضع بصمتها في صفحات كتاب الوطن، كما صنع السابقون مجدهم".
وأردف: "في عيد الاتحاد نستذكر بكل تقدير وامتنان، ما قام به المؤسس وإخوانه حكام الإمارات "رحمهم الله"، من إنجاز تاريخي يوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، ونجدد العزم على صون الأمانة والحفاظ على راية الإمارات عالية خفّاقة ورمزاً لوطن يشق طريقه إلى الأمام بثقة وإيمان".
الدروس المستفادة
وقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات نصائح ذهبية ثمينة من وحي المناسبة الوطنية الملهمة.
وقال في هذا الصدد: "ونحن ندخل عاماً جديداً من عمر دولتنا، فإننا نحتاج اليوم إلى تدبُر دروس يوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، وأهم هذه الدروس:
1- مهما عظم التحدي فإنه يمكن تجاوزه بالعزيمة والإصرار والعمل الجاد والثقة بالنفس والقدرات.
2- الإنسان هو الأساس والمحور لأي عمل حقيقي لصنع التقدم.
3- الإخلاص والإيثار لأجل الوطن هو الذي يحقق المنجزات.
4- الوحدة وائتلاف القلوب والولاء للوطن، هي الأسس الراسخة التي أقام عليها زايد وإخوانه صرح دولتنا، وهي القاعدة المتينة لكل ما حققناه خلال العقود الماضية وكل ما سنحققه خلال العقود المقبلة، بإذن الله تعالى.
وطن الإنجازات
وبعد أن وصف في كلمته "ما قام به المؤسس وإخوانه حكام الإمارات "رحمهم الله"، من إنجاز تاريخي، اختص في كلمته بعض الإنجازات التاريخية التي حققتها الإمارات خلال العام الجاري.
مسيرة إنجازات تاريخية متواصلة منذ تأسيس الاتحاد وحتى اليوم وستتواصل في المستقبل، كما أكد رئيس دولة الإمارات.
وقال في هذا الصدد: "لقد حققنا إنجازات حضارية كبيرة خلال العقود الماضية، لكننا نمضي بإذن الله وتوفيقه إلى إنجازات أكبر وأكثر طموحاً، ونسير نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً، هذا المستقبل نصنعه الآن ونعمل من أجله اليوم قبل الغد".
وأبرز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإنجاز التاريخي الذي حققته الإمارات في قطاع الفضاء.
وقال في هذا الصدد: "حققت دولة الإمارات خلال عام 2023 إنجازاً حضارياً تاريخياً يُضاف إلى سجل إنجازاتها على مدى الأعوام الماضية لدعم التنمية وخدمة العلم والبشرية، وهو نجاح ابنها رائد الفضاء سلطان النيادي في القيام بأطول مهمة عربية في الفضاء".
وأردف: "ومن خلال هذا الإنجاز أكدت دولة الإمارات أنها تعتبر أبناءها ثروتها الحقيقية قبل أي مصدر آخر للثروة، وأن العلم طريقها الرئيس لصنع المستقبل الأفضل الذي تطمح إليه".
وأضاف: "فالإمارات دولة لا تتوقف عن السير إلى الأمام في جميع مجالات التنمية، لأنها تؤمن بأن التوقف عن السير لا يعني الثبات في المكان ولكنه يعني التراجع إلى الخلف".
أيضا يتزامن عيد الاتحاد الـ52 مع إنجاز دولي مهم، يبرز ثقة العالم في الإمارات. وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "يأتي عيد الاتحاد هذا العام بينما تستضيف دولة الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ، وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) بحضور عالمي رفيع المستوى".
واعتبر أن هذا الحضور العالمي رفيع المستوى "تأكيد للمصداقية التي تحظى بها الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية، ودورها البارز في خدمة القضايا العالمية وفي مقدمتها قضية التغير المناخي، وسجلها الثري في دعم الاستدامة منذ عهد الشيخ زايد، رحمه الله".
وأعرب عن ثقته بأنه "سيبقى أثر هذا المؤتمر عالقاً في الأذهان بوصفه أحد أهم المؤتمرات حول المناخ على المستوى العالمي".
وأكد أن "دولة الإمارات ستعمل بالتعاون مع شركائها على الخروج بنتائج تصب في مصلحة الجميع".
دعم السلام والحوار
وحرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على إعادة التأكيد على التمسك بمبادئ وقيم السياسة الخارجية لبلاده خلال الفترة القادة.
وقال في هذا الصدد: ستواصل دولة الإمارات سياستها الخارجية القائمة على:
- دعم التعاون والسلام والحوار.
- تعزيز التضامن والعمل الجماعي الدولي في مواجهة التحديات العالمية المشتركة.
- مد يد العون والمساندة للدول والمجتمعات الفقيرة.
- بناء الشراكات التنموية الإيجابية مع مختلف الدول والتجمعات الإقليمية والعالمية.
وبين في هذا الصدد أن الإمارات عملت من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي في عامي 2022 و2023 على تجسيد هذا المعنى عبر جهودها ومبادراتها التي تصب كلها في دعم السلام العالمي. ولعبت دوراً أساسياً في اعتماد مجلس الأمن الدولي في شهر يونيو/حزيران الماضي قراره التاريخي حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، والذي أقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف مصدر لعدم الاستقرار وزيادة النزاعات حول العالم.
وأردف: "لقد أصبحت دولة الإمارات في قلب كل تحرك إيجابي من أجل التنمية والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي".
وأبرز أن "انضمامها إلى مجموعة "بريكس"، بدءاً من العام 2024، تأكيداً للثقة الدولية التي تحظى بها وتجسيداً لنهجها في دعم العمل الجماعي الدولي لمصلحة الازدهار لجميع شعوب العالم".
التوجهات العامة للإمارات 2024
واستكمالا لمسيرة الإنجازات، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن 4 توجهات عامة لبلاده عام 2024، فصَّلها في 12 هدفا.
أول التوجهات يتعلق بترسيخ سمات الشخصية الإماراتية، والاعتزاز بالهوية الوطنية.
ودعا في هذا الصدد "جميع الإماراتيين والجهات المعنية إلى العمل معاً خلال العام المقبل على ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً".
التوجه الثاني يتعلق بالتعليم المستمر، ودعا في هذا الصدد إلى "تحويل التعلم المستمر إلى مهارة راسخة في المجتمع"، والاهتمام بالتعلم والتأهيل النوعي، والاهتمام بالتعلم المستمر للإماراتي والمقيم.
التوجه الثالث يتعلق بتعزيز الاستدامة واستمرارية برامجها محليا ودوليا.
التوجه الرابع الذي أعلن عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتعلق بتطوير التعليم، مؤكدا أن "التعليم هو رهاننا للتقدم، فمكاننا في المستقبل سيحدده التعليم، ومكانتنا بين الدول سيبنيها التعليم، والظفر بثمار التنمية والتطور لن يقرره سوى التعليم".
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز