محمد بن زايد.. رؤية حكيمة تدعم أمن واستقرار العالم
ترحيب خليجي وعربي وإسلامي ودولي واسع بتولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة.
ذلك الترحيب كان محاولة من قادة العالم للتعبير عن امتنانهم وتقديرهم لدولة الإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان على جهوده الرائدة لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم ودعم قضايا الإنسانية.
جهود تنبئ بمستقبل واعد ينتظر دولة الإمارات والمنطقة والعالم مع توقعات بسياسة خارجية حكيمة ورائدة ومتوازنة في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صاحب المبادرات الملهمة والجريئة والشجاعة لتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر السلام، وصاحب الجهود الرائدة لدعم الأمن والاستقرار في العالم، وصاحب البصمات البارزة والرؤى الحكيمة لدعم قضايا الأمة العربية والإسلامية.
وبايع حكام دولة الإمارات، السبت، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للبلاد، وقائدا لمسيرتها، خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الجمعة.
وبتوليه مقاليد الحكم، تبدأ حقبة تاريخية جديدة في دولة الإمارات، يكمل فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مسيرة البناء والازدهار التي بدأها والده الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مرحلة تأسيس الدولة، وواصلها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعد توليه الحكم خلفا لوالده عام 2004، وقاد البلاد من التأسيس إلى التمكين، وكان للشيخ محمد بن زايد آل نهيان دور فاعل في المرحلتين.
حقبة تاريخية في مستهل خمسين عاما جديدة في تاريخ دولة الإمارات التي تأسست عام 1971، تنطلق فيها بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نحو مئوية رائدة وآفاق مستقبلية واعدة لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
وتنتظر آفاق مستقبلية واعدة دولة الإمارات على مختلف الأصعدة في تلك الحقبة التاريخية الجديدة، على صعيد السياسة و الاقتصاد والأمن والدفاع و التنمية و الأعمال الخيرية والإنسانية، وغيرها.
وتعد السياسة الخارجية لدولة لإمارات من أبرز وأهم الملفات التي ينتظر أن تحظى بعناية خاصة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
مبادئ الخمسين ورؤية الرئيس
ومع توليه رئاسة دولة الإمارات، سيشرف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تنفيذ مبادئ الخمسين التي اعتمدتها الدولة في أكتوبر/تشرين أول الماضي لتكون خارطة استراتيجية تحدد توجهات البلاد في مختلف المجالات للخمسين عاما القادمة، والتي تضم 10 مبادئ، من بينها 6 مبادئ ركزت على سياسة دولة الإمارات الخارجية.
وتعد المبادئ العشرة بمثابة خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية خلال الخمسين عاما القادمة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد في وقت سابق أن: "المبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً القادمة.. تشكل مرجعاً لجميع مؤسساتها لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهاراً، وتطوير علاقات إقليمية ودولية لتحقيق مصالح الدولة العليا ودعم أسس السلام والاستقرار في العالم."
21 قمة في 70 يوما
وحرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تطبيق رؤيته في توظيف تلك المبادئ لتطوير علاقات إقليمية ودولية لتحقيق مصالح الدولة العليا ودعم أسس السلام والاستقرار في العالم، على أرض الواقع بنفسه.
وخلال هذه الأيام يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حراكا سياسيا ودبلوماسيا إماراتيا متواصلا ومكثفا، لحلحلة أزمات عربية ودولية والبحث عن حلول نوعية لها، بما يسهم في دعم أمن واستقرار العالم.
وتجسد التعاون المشترك بين الإمارات ودول العالم لمواجهة أزمات المنطقة والعالم، في 21 قمة إماراتية عربية دولية عقدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع قادة دول المنطقة والعالم خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين والثلث الأول من شهر مايو/ آيار الجاري، حسب إحصاء لـ"العين الإخبارية".
هذا بخلاف المباحثات الهاتفية المتواصلة على مدار تلك الفترة.
هذه القمم والمباحثات تأتي ضمن حراك سياسي يقوده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات والتحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، والعمل على تعزيز التضامن الخليجي والعربي.
لقاءات ومباحثات تضمنت رسائل إماراتية واضحة بالحرص على دعم الأمن والاستقرار في العالم، وتخفيف حدة التوترات بأماكن الصراعات ودعم قضايا الأمة الإسلامية والإنسانية، سواء في أوكرانيا أو فلسطين أو اليمن، أو في أي دولة تحتاج مد يد العون أو المساعدة، إلى جانب الحرص على تعزيز أواصر الأخوة ونشر قيم التسامح ودعم العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة.
وتسير هذه الجهود الدبلوماسية والسياسية بشكل متواز ومتزامن على أكثر من صعيد، في ظل تعاظم مكانة دولة الإمارات وتزايد الثقة الدولية بقدراتها، وتوالي الإشادات العربية والدولية، على المستويين الرسمي والشعبي، بدبلوماسية دولة الإمارات "المتوازنة" و"الشجاعة" تجاه العديد من الأزمات.
تعزيز الأخوة الإنسانية
على الصعيد الدولي، يسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد.
من أبرز تلك المبادرات رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/ شباط 2019 تلك المبادرة التي تحولت ليوم عالمي يحتفى به دوليا كل عام.
ولا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية، كما ينبغي أن يكون.
وظهرت تلك الجهود جلية في مواقف كثيرة، من أحدثها جهودها الإنسانية في الأزمة الأوكرانية، ومبادراتها المتواصلة لدعم الجهود العالمية لمكافحة كورونا.
من بين أحدث تلك الجهود، افتتاح مركز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإماراتي-اللبناني الاستشفائي لعلاج مرضى كورونا في لبنان، في يناير/كانون ثاني الماضي.
كما تم إنشاء عدد من المستشفيات الميدانية باسم "مستشفيات الشيخ محمد بن زايد الميدانية" في عدد من الدول وذلك لمساعدة الدول للتصدي لانتشار فيروس كورونا ومعالجة المصابين.
هذه المبادرات تجسّد حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، الأمر الذي تُرجِم على أرض الواقع باحتلال الدولة لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي، فيما بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيسها نحو 320 مليار درهم في 201 دولة.
مبادرات تاريخية
من أبرز مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أيضا، توصله لاتفاق تاريخي بين دولة الإمارات وإسرائيل، في 15 سبتمبر/ إيلول عام 2020، وتدخله شخصيا لتخفيف حدة التوتر في عدد من أماكن العالم، كان من أبرزها وساطته لنزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا في يوليو/تموز 2018.
ومع دعمها لنشر السلام، أكدت دولة الإمارات قولا وفعلا التزامها بدعم القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، في نهج أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة التي تكرس الجهود كافة لإحلال قيم العدالة والسلام.
وعلى مدار الفترة الماضية، سجلت دولة الإمارات مواقف قوية أكدت من خلالها دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها لمعاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
أيضا تؤكد دولة الإمارات من خلال تلك المواقف، بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل أزمات المنطقة، وإنه لن يستطيع أي من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني حسم الصراع لصالحه مهما طال الوقت، وسيكون الخاسر دائما هو الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين الذين لا ذنب لهم.
مكانة متعاظمة
وبتولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة دولة الإمارات، يتوقع تعزيز تعاظم مكانة دولة الإمارات الإقليمية والدولية، وتزايد ثقة العالم وتقديره لجهودها على مختلف الأصعدة.
ثقة سبق أن جسدها العالم بانتخابه دولة الإمارات عضوا في مجلس الأمن الدولي للفترة "2022-2023"، تقديرا لجهودها وجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دعم الأمن والاستقرار ونشر السلام.
وأكد هذه الثقة أيضا، انتخاب دولة الإمارات عضوا في مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، في خطوة تعبر عن عمق الاحترام الدولي الذي تحظى به ودورها البارز في دعم حقوق الإنسان.
قبل أن تفوز باستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، في خطوة جديدة تؤكد ريادة دولة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg
جزيرة ام اند امز