فن
الفلسطيني محمد لافي.. رحلة فنية قصيرة وحكاية مؤثرة
ألقى خبر رحيل المطرب الفلسطيني محمد لافي بظلال الحزن على الوسط الفني العربي، بعدما توفي، السبت، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
إذ كان الراحل يمتلك موهبة استثنائية، ويتمتع بصفات إنسانية نبيلة.
نشأ محمد لافي وسط أسرة فلسطينية متوسطة الحال، ولكنه عاش فترات كبيرة من حياته في دولة الكويت، وبالرغم من حبه للغناء لم يجد من بين أسرته ما يشجعه ويدفعه للسير في هذا الطريق، ربما بسبب كثرة عدد أشقائة الذين بلغ عددهم 7، وكان لكل منهم طريق وهدف.
عندما تدهورت حالة الأسرة المادية، خرج"لافي" لسوق العمل مبكرا، لمساعدة الأسرة في مواجهة متاعب وضغوط الحياة، ولكن حلم الغناء الكامن بداخله لم يهدأ، وظل بين الحين والآخر يداعب خياله الخصب.
وشاءت الأقدار أن يتلقى هذا الفتى الواعد ضربة مؤلمة في بداية مشواره، إذ تعرض لوعكة صحية مفاجئة، وبسبب خطأ طبي فقد نعمة البصر، وكتب عليه القدر أن يعيش أسيرا للظلام.
أدرك "لافي" أن الحرمان من البصر، لا يعني أبدا توقف الحياة، لذا تحرك بنور البصيرة وراح يناضل من أجل حلمه، فحصل على شهادة الثانوية العامة، وقرر تحقيق حلم الغناء.
وفي عام 2003، شارك "لافي" في برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية، ويحمل اسم" سوبر ستار العرب" كان يشعر أن إمكانياته تؤهله للفوز باللقب، وتحقيق النجومية، وبالفعل خاض التجربة ووصل إلى المرحلة النهائية، لكنه خسر اللقب وكسب قلوب الملايين في العالم العربي.
شارك "لافي" في هذه المسابقة مع عدد كبير من النجوم في الوقت الحالي مثل "رويدا عطية وملحم زين، وسعود بن سلطان، ونانسي زعبلاوي وغيرهم.
خروج "لافي "دون اللقب لم يقتل حماسه، وقرر استثمار الشهرة التي حققها من خلال البرنامج، وساعده على ذلك قدرته على الغناء بعدد كبير من اللهجات، ومن دبي بدأ مشوار الاحتراف وقدم أغنيته الأولى "نبقى سوا" تأليف الشاعر على فتنوني، وتوزيع علاء مشورب، والتي حققت نجاحا كبيرا، ووضعت اسم "لافي" بين النجوم الأكثر طلبا في الحفلات.
لكن بعد رحلة فنية قصيرة، خطف الموت "لافي" إذ رحل في 4 سبتمبر 2021 متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، ونعاه زملاء الوسط الفني بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنه فنان موهوب وإنسان نبيل.
aXA6IDMuMTIuMTQ2LjEwMCA=
جزيرة ام اند امز