جامعة محمد الخامس: الإمارات رائدة في تعزيز حضور اللغة العربية عالميا
المؤتمر شارك فيه كبار المسؤولين الأكاديميين والمختصين في تعزيز حضور اللغة العربية عالميا ونخبة من الخبراء من مختلف أنحاء العالم.
تعد اللغة العربية من أبرز أولويات جامعة محمد الخامس في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شاركت الجامعة في المؤتمر السنوي الثالث عشر لمعهد ابن سينا للغة العربية "المصادر الرقمية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها".
ويأتي المؤتمر من تنظيم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية وجامعة محمد الخامس أبوظبي.
وشارك في المؤتمر كبار المسؤولين الأكاديميين والمختصين في تعزيز حضور اللغة العربية على الصعيد العالمي ونخبة من الخبراء والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وافتتح الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، جلسات المؤتمر، بكلمة أكد من خلالها أن الأزمة التي مر بها العالم جراء انتشار وباء كورونا، أوجبت على القائمين على كافة العلوم والمجالات إيجاد مصادر رقمية، ويشمل ذلك تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وأشار الدكتور محمد الظريف، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس أبوظبي، خلال كلمته في جلسة المؤتمر الافتتاحية إلى أن جائحة فيروس كورونا شكلت حدثاً حاسماً امتد تأثيره ليشمل جميع مجالات الحياة، بل إنه وضع الحياة في حد ذاتها موضع تساؤل ومواجهة.
وأضاف: "كان تعليم اللغة العربية من المجالات الواضحة التي تأثرت بهذه الجائحة، لعلاقة اللغة بالفكر والمجتمع وارتباطها بالحياة".
وأكد على الحاجة إلى فهم كيفية تعامل المسؤولين في قطاع التعليم، وتعليم العربية خاصة مع هذه الجائحة، وأهمية تحديد الوسائل التي لجأوا إليها لمغالبة هذه الظروف، ومدى تكيفهم مع الظروف التي فرضتها هذه الجائحة.
اهتمام إماراتي باللغة العربية
وأضاف أن دولة الإمارات كان لها السبق في هذا الصدد، حيث اهتمت بتعليم اللغة العربية وتطوير مناهجها حتى تتماشى مع متطلبات التعليم الحديث.
وقال إن جامعة محمد الخامس تملك مشروعا متكاملا لتحقيق هذا المقصد، موضحاً أن اللغة العربية في حاجة ماسة إلى المزيد من الرعاية والعناية، خاصة بعد أزمة كورونا التي هددت بتشتت الجهود وطرح العديد من المشاكل والتحديات.
وترأس الدكتور محمد جودت، أستاذ مشارك في جامعة محمد الخامس أبوظبي، الجلسة الأولى للمؤتمر التي تناولت موضوع توظيف مواقع الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى.
وأكد أن نجاح تعليم اللغة العربية كغيره من مجالات التعلم يرتبط بمواكبة المناهج التعليمية للمتطلبات المعرفية التي يحتاجها المتعلم، واستخدام الآليات والوسائط التي تتماشى مع طبيعة المتعلم في وقتنا الحالي.
وشدد على أن الابتكار والتفكير الناقد والربط بواقع الحال واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، من بين أهم العناصر الضرورية لضمان مواءمة مناهج تعليم اللغة العربية مع نمط التعليم الحديث.
ومن بين أهم وسائط تعليم لغة العربية للناطقين بغيرها، ناقش الدكتور محمد عدناني، أستاذ في جامعة محمد الخامس أبوظبي، موضوع المدونات اللغوية باعتبارها آلية من الآليات التعليمية التي شهدت انتشارا ًملحوظاً في ظل تطور الحياة التواصلية، إذ صارت أحد المصادر المعول عليها في تزويد المتعلم بالمادة المعرفية المبتغاة.
ونظرا لأهمية الدور الذي تقوم به، وخطورته أيضا، فإن هذه المدونات ينبغي أن تخضع لضوابط علمية وتقنية خاصة تضبط المادة المعرفية التي تعرض للمتلقي.
وفي ظل انتشار جائحة كورونا، قامت العديد من المؤسسات التعليمية بتفعيل نظام التعليم عن بعد لضمان استمرارية التعليم، ما سلط الضوء على أهمية استغلال وسائل التعليم الحديثة والمنصات الرقمية لنشر المعرفة والوصول إلى قاعدة جماهيرية أوسع، وجعل العديد من المؤسسات تتجه نحو تطوير برامج تعليمية متخصصة عن بعد، من بينها برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها التي تم إطلاقها في جميع أنحاء المعمورة.
استراتيجية نموذجية
ومن منطلق حرصها على تنفيذ رؤية قيادة دولة الإمارات في دعم جهود تعزيز حضور اللغة العربية على المستوى العالمي، عقدت جامعة محمد الخامس أبوظبي شراكات استراتيجية مع الجهات المختصة على المستويين الوطني والعالمي.
ومن بين هذه الشراكات، اتفاقية التفاهم والتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتطوير مناهج اللغة العربية بما يتواكب مع احتياجات القرن الحادي والعشرين وتأسيس أكاديمية اللغة العربية، بالإضافة إلى شراكتها مع جمهورية روسيا الاتحادية لدعم حضور اللغة العربية ونشر الثقافة العربية الإسلامية.
ويعد نشر اللغة العربية وثقافتها الغنية، مقصد جامعة محمد الخامس أبوظبي ومؤسسات المجتمع الدولي الرائدة التي تعنى بخدمة اللغة العربية وتعزيز حضورها على الصعيد العالمي، لتسترجع مكانتها ودورها المتميز في بناء الحضارة العالمية ودعم مسيرة العلوم والابتكار.
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز