"لا نرضى بغير المركز الأول".. 16 عاما من إنجازات "القائد الملهم" محمد بن راشد
"نحن شعب لا يرضى بغير المركز الأول، تعلمنا من زايد وراشد أن المجد لمن يطلبه، والقمة لمن يسعى إليها، والمراكز الأولى لمن لا يرضى بغيرها".
كلمات للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تلخص فلسفة عمله وسيرته ومسيرته في خدمة الوطن، وتفسر سر الريادة الإماراتية والإنجازات التاريخية التي تحققها تباعا.
كلمات يستذكرها الإماراتيون هذا اليوم، الرابع من يناير/كانون الثاني، الذي يوافق ذكرى مرور 16 عاماً على تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي وقيادة الحكومة، حقق خلالها إنجازات عظيمة، نقلت إمارة دبي خصوصا ودولة الإمارات عموما إلى مستويات متقدمة، تصدّرت فيها مؤشرات التنافسية العالمية في الكثير من المجالات.
16 عاما تولى فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي وقيادة الحكومة وضع خلالها بحنكته وقيادته وفلسفته ومنهجه دولة الإمارات على الخارطة الدولية في موقع الريادة والصدارة بتفوق أبنائها في مختلف المجالات لتحتل المركز الأول عالمياً في الكثير من المؤشرات بشهادة المؤسسات الدولية والأممية.
16 عاما من الإنجازات استبقها بمسيرة حافلة على مدار عدة عقود في خدمة الوطن منذ توليه أول مسؤولية قائدا لشرطة دبي بدءاً من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1968.
مسيرة ثرية نهل خلالها من حكمة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعمل برؤية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ويكمل مسيرة التنمية جنبا إلى جنب مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ليقدم للعالم نموذجاً للقيادة الحكيمة التي تستشرف المستقبل في خدمة شعبه ونهضة وطنه.
أهمية خاصة
وتحمل ذكرى هذا العام أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها تتزامن مع اليوبيل الذهبي لتأسيس دولة الإمارات عام 1971، والتي حققت خلاله إنجازات تٌسجل في تاريخ الإنسانية بأحرف من ذهب، وتتجاوز تأثيراتها في تحقيق الازدهار والرخاء والرفاهية لأهل دولة الإمارات، ليشمل نفعها المنطقة والعالم بأسره.
وتؤكد تلك الإنجازات أيضا نجاح دولة الإمارات في تحقيق هدف رؤية 2021 التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2010 بأن تكون "ضمن أفضل دول العالم" بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد (مرور 50 عاما على تأسيس دولة الإمارات عام 1971).
أيضا تنبئ تلك الإنجازات بأن "مئوية الإمارات 2071" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2017 تمضي نحو تحقيق هدفها بأن تكون دولة الإمارات الأفضل في العالم.
أيضا تحمل ذكرى هذا العام أهمية خاصة، بعد أن آثر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تخليدها بإطلاق مبادرة "نوابغ العرب"، التي تعد أكبر حراك عربي يقوده متحف المستقبل، المعلم العالمي الجديد في دولة الإمارات للإشراف على النوابغ المتميزين من أصحاب المواهب الاستثنائية من العلماء والمفكرين والمخترعين والمبتكرين المتميزين والمبدعين العرب في شتى المجالات، ورعايتهم وتمكينهم وتطوير أفكارهم بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين، لتعظيم أثرهم الإيجابي في المنطقة.
وتأتي المبادرة جرياً على عادته بإطلاق مشاريع نوعية في الرابع من يناير في كل عام لتحمل تلك المناسبة الخير لدولة الإمارات والمنطقة والعالم.
وعلى الصعيد السياسي، تأتي الذكرى في وقت تتعاظم فيه مكانة دولة الإمارات الإقليمية والدولية، وتتزايد فيه ثقة العالم وتقديره لجهودها على مختلف الأصعدة.
ومع مطلع العام 2022، بدأت عضوية دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022-2023، بعد فوزها بالعضوية خلال عام 2021.
أيضا تحل تلك الذكرى في وقت تحتل فيه دولة الإمارات المركز الأول عالميا في 152 مؤشرا تنمويا واقتصاديا خلال عام 2021.
على صعيد الإنجازات، تحل الذكرى في وقت تستضيف فيها دولة الإمارات حاليا "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول معرض دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
وانطلق معرض إكسبو 2020 مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي ويستمر إلى 31 مارس/آذار 2022 تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، بمشاركة 192 دولة، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
وسجل "إكسبو 2020 دبي" نحو 9 ملايين زيارة على مدار الأشهر الثلاثة الأولى من انعقاده، بفضل قائمة من الفعاليات التي تم تنظيمها على مدار موسم الأعياد خلال شهر ديسمبر، ويستمر في تقديم العروض الرياضية، والموسيقية، والثقافية عالمية الطراز لزواره والمُزمع انعقادها خلال النصف الثاني من فترة انعقاد الحدث الدولي المحددة بستة أشهر.
وتشهد الـ87 يوما المتبقية من الحدث الدولي المزيد من الفعاليات والتجارب المذهلة، بداية من زيارة الملاكم البريطاني أنطوني جوشوا يوم 5 يناير/كانون الثاني، وصولا إلى انعقاد أول أسبوع للأهداف العالمية يُقام على الإطلاق خارج مدينة نيويورك نهاية الشهر الجاري.
يأتي هذا الإنجاز في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وكان "مسبار الأمل" وصل الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط الماضي، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
ومن مجال الفضاء إلى الطاقة النووية، تتواصل الإنجازات الإماراتية على طريق تشغيل، محطات براكة النووية، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
إمارة دبي.. ريادة عالمية
أيضا تحل ذكرى مرور 16 عاماً على تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي، في وقت تحقق فيه الإمارة إنجازات عالمية تكرس المكانة المرموقة لدولة الإمارات في مختلف المجالات.
ففي 11 ديسمبر/ الماضي، حققت الإمارة إنجازا نوعيا يضاف إلى إنجازاتها العالمية ويُعد من أهمها، تحقيقاً لرؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتنفيذاً للهدف الاستراتيجي الذي حدّده قبل أربع سنوات، بنجاح حكومة دبي في التحوّل إلى حكومة لا ورقية بالكامل، لتصبح بذلك الأولى من نوعها على مستوى العالم أجمع.
وفي الشهر نفسه، كشفت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي عن استقبال الإمارة أكثر من 4.88 مليون زائر خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2021، فيما شهد عام 2021 بيع 9.4 ملايين ليلة فندقية، مقارنة بنحو 7 ملايين ليلة فندقية تم بيعها في نفس الفترة من 2019.
في إنجاز يؤكد نجاح الجهود المبذولة لترسيخ مركز دبي على خارطة السفر العالمية مما يحفّز نمو أعمال السياحة محلياً وعالمياً.
وقبل يومين، اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بصفته حاكماً لإمارة دبي، دورة الموازنة العامة لحكومة دبي للسنوات المالية 2022 - 2024 بإجمالي نفقات قدرها 181 مليار درهم. كذلك اعتمد القانون رقم 28 لسنة 2021، بشأن الموازنة العامة لحكومة دبي للعام المالي 2022، بنفقات قدرها 59 ملياراً و950 مليون درهم.
موازنة عامة جديدة لحكومة دبي تلبي طموحات الإمارة المستقبلية في تحفيز الاقتصاد الكلي ودعم أهداف خطة دبي الاستراتيجية 2030، وتجدد عزم الإمارة على المضيّ قدماً في قيادة جهود التعافي الاقتصادي العالمي.
ذكرى هامة
في مثل هذا اليوم قبل 16 عاما، وتحديدا في الرابع من يناير/كانون الثاني من عام 2006، تولى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولاية الحكم في إمارة دبي، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.
وفي الخامس من يناير/كانون الثاني 2006، انتخبه أعضاء المجلس الأعلى حكام دولة الإمارات نائباً لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتكليفه برئاسة مجلس الوزراء وتأليف حكومة جديدة تم الإعلان عن تشكيلها في التاسع من فبراير/شباط 2006.
ومنذ تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مهامه نائباً لرئيس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء وحاكماً لإمارة دبي، أرسى نهجاً متميزاً للعمل الحكومي، وفتح الباب أمام الشباب للمشاركة بفاعلية في بناء نهضة دولتهم، وتم إدخال مفاهيم جديدة في العمل الحكومي أدت إلى قفزات تطويرية، فتسارعت وتيرة الإنجازات.
مبادرات وإنجازات
وشهد عام 2007 إنجازات متفردة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على المستويين المحلي والإقليمي، ففي السابع عشر من أبريل/نيسان كشف عن ملامح استراتيجية حكومة دولة الإمارات، التي وضعت ضمن أهدافها تحقيق تنمية مستدامة في جميع مناطق الدولة.
وبالفعل أطلق الدورة الأولى من استراتيجية الحكومة الاتحادية في عام 2008 أتبعها بدورة أخرى في عام 2011 ووضع كل ذلك ضمن رؤية متكاملة لدولة الإمارات حتى عام 2021، وأعطى استقلالية كبيرة للوزارات ووضع أنظمة متطورة لمتابعة أدائها وفقاً لمؤشرات أداء بلغ عددها بالمئات على مستوى الحكومة.
ثقافة التميز
وانتقل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مرحلة أخرى لنشر ثقافة التميز في الحكومة فأطلق في 24 يونيو/حزيران 2009 جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، ضمن برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي.وفي مارس/آذار 2011، أطلق "برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة" للوصول إلى مستويات جديدة في خدمة المتعاملين وتوفير الخدمات الحكومية الاتحادية في شتى أرجاء الدولة.
وفي سبتمبر/أيلول 2014، افتتح "مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي" الذي يوفر خدماته لكل الجهات الاتحادية والمحلية ويعمل على تطوير منظومة متكاملة من الأدوات الحديثة.
الابتكار الحكومي
ولم يغفل العنصر البشري، خلال ذلك، حيث قام بإطلاق برنامج قيادات حكومة دولة الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية القادرة على متابعة التطوير المستمر في الحكومة، الذي سبقه بإطلاق برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة.
وفي مجال التعليم، أطلق مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي على مستوى جميع المدارس الحكومية، بهدف خلق بيئة تعليمية جديدة تضم صفوفاً ذكية في جميع المدارس.
القائد المبدع
وكونه قائدا ملهما ومبدعا، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العديد من المبادرات الداعمة للتميز، كان من أبرزها "الخلوات الوزارية" التي بدأت في عام 2007 كجلسات استثنائية لمجلس الوزراء، وتعد منصة لاستعراض أهم القضايا الوطنية، وطرح الأفكار ومناقشتها في أجواء أكثر تحرراً من قيود العمل المكتبي والروتين.أيضا من أبرز المبادرات "مئوية الإمارات 2071"، وهي برنامج عمل حكومي طويل الأمد، لبناء إمارات المستقبل وتجهيز دولة الإمارات للأجيال القادمة، كذلك هناك "أوائل الإمارات" وأعلن عنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني عن ترشيح 43 شخصاً متميزاً في مجال عمله، لتكريمهم في اليوم الوطني للدولة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2012، شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم انطلاق قمة المجالس العالمية في دبي بحضور أكثر من ألف مفكر، وخبير، وصانع قرار من مختلف أنحاء العالم، وذلك لتفعيل الحوار العالمي حول التحديات المشتركة التي يمر بها العالم في مختلف المجالات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013، دعا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى إطلاق حملة وطنية وشعبية شاملة ومستمرة احتفالا بــ"يوم العلم" الذي يُصادف الثالث من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، ذكرى تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئاسة الدولة.
وفي الثاني والعشرين من مايو/أيار 2013، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة الحكومة الذكية من أجل توفير الخدمات للجمهور حيثما كانوا وعلى مدار الساعة.
وفي مجال الفضاء، تأسس مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015 ليكون جزءاً رئيسياً من المبادرة الاستراتيجية الهادفة إلى دعم الابتكارات العلمية والتقدم التقني ودفع عجلة التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتولى المركز مهمة تنفيذ مشروع "مسبار الأمل" لاستكشاف كوكب المريخ، والذي يواصل مهمته في الفضاء حاليا بنجاح، كما قام المركز بتصميم وبناء وإطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهو أول قمر صناعي إماراتي 100%.
وضمن مبادراته التنموية الشاملة، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية التنمية الخضراء، التي تمهد لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات، وتهدف من خلالها دولة الإمارات لتكون أحد الرواد العالميين في هذا المجال.
مواجهة كورونا
ومع مطلع عام 2020 ظهرت جائحة فيروس كورونا المستجد، التي أثرت على مختلف القطاعات وعمل الحكومات على مستوى العالم، ونتج عنها تداعيات وآثار عديدة شملت إغلاق الحدود، وتفعيل مبادرات العمل عن بعد، والتعليم عن بعد، والحجر المنزلي في عدد من المجتمعات، دعا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حكومته إلى عقد سلسلة اجتماعات رقمية بعنوان "الاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد – 19" في مايو 2020، لتكون أول حكومة تستجيب للمتغيرات وتستعد للمرحلة التالية من التطوير الحكومي على مستوى العالم.
ونجحت دولة الإمارات بالفعل في تصدر المؤشرات العالمية لمكافحة الجائحة.
عام اليوبيل الذهبي
وشهد عام 2021، عام اليوبيل الذهبي لتأسيس دولة الإمارات، إنجازت تاريخية في مختلف المجالات.
وفي الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء عام 2021، اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عدداً من القرارات منها إنشاء هيئة وطنية لحقوق الإنسان في دولة الإمارات.
كما شهد هذا العام أكبر تغيير تشريعي في تاريخ الدولة عبر صياغة وتحديث 50 قانوناً في كافة المجالات.
أيضا شهد هذا العام إطلاق مبادئ الخمسين لتكون خارطة استراتيجية تحدد توجهات البلاد للخمسين عاما القادمة، وصولا لتحقيق هدفها بأن تكون الأفضل في العالم في ذكرى مئويتها عام 2071.