محمد بن راشد يترأس وفد الإمارات بالقمة العربية في الجزائر
ترأّس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وفد دولة الإمارات في القمة العربية الـ31 التي انطلقت أعمالها الثلاثاء في الجزائر.
ولدى وصوله إلى مقر القمة في المركز الدولي للمؤتمرات، التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرئيس عبدالمجيد تبون رئيس الجزائر، والذي أعرب عن بالغ ترحيبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والوفد المرافق، في حين أعرب الشيخ محمد بن راشد عن خالص التهنئة لشعب وقيادة الجزائر بمناسبة يومها الوطني.
وقبيل انطلاق القمة، التقطت صورة جماعية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقادة ورؤساء الدول والحكومات والوفود المشاركين في أعمال القمة العربية في نسختها الحادية والثلاثين، والتي يأتي انعقادها بعد انقطاع دام منذ العام 2019 بسبب تداعيات الجائحة العالمية.
وتناقش القمة جملة من الموضوعات المهمة المتعلقة بمستقبل العمل المشترك وتفعيل دور الجامعة العربية في دفعه قدماً بما يحقق التكامل المنشود بين الدول العربية.
وتتناول القمة جملة من الموضوعات والقضايا المتعلقة بالوضع الراهن في المنطقة العربية وما يحيط بها من تحديات وسط مناخ عالمي مضطرب والتوصل إلى أفضل سبل التغلب على تلك التحديات والعبور إلى مستقبل يخدم طموحات الشعوب العربية ويحقق التلاحم والتضامن المنشود فيما بينها، ويمهد لمزيد من الاستقرار ويدعم جهود التنمية المستدامة في العالم العربي.
ويشكل الأمن الغذائي بمفهومه الشامل بما فيه الأمن المائي والاستثمارات والتقنيات الحديثة في الزراعة والصناعة، أحد أهم الملفات على جدول أعمال القمة العربية، فضلا عن مناقشة مستقبل التنمية الاقتصادية في المنطقة وما تتطلبه من تضافر الجهود في سبيل رصد فرص التعاون والتكامل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تعظم فرص الرخاء والاستقرار وتمكن من تحقيق طفرات تنموية حقيقية في مختلف ربوع العالم العربي.
وطرحت دولة الإمارات، خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، السبت، 3 مبادرات لتعزيز التعاون العربي
وأكد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتي، دعم دولة الإمارات الكامل لجهود العمل العربي المشترك من أجل النمو والازدهار.
وأضاف في كلمة ألقاها، خلال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية للدورة العادية الـ31- بالجزائر أنه "يجب تكثيف العمل لزيادة التجارة العربية البينية".
- وصول القادة العرب للجزائر.. ليلة انطلاق القمة الـ31 (صور)
- القمة العربية بالجزائر.. الإمارات تطرح 3 مبادرات لتعزيز التعاون العربي
وتابع أن ذلك الموضوع يكتسب أهمية كبرى خاصة في ظل المتغيرات العالمية الراهنة وأثرها على حركة التجارة وسلاسل التوريد، ونرى أن تعزيز كفاءة السياسات التجارية والجمركية وإزالة العوائق وضمان تدفق السلع والخدمات فيما بين الدول العربية، يعد إحدى أولويات هذه المرحلة.
وأوضح أن حكومة دولة الإمارات تدعم كافة الجهود العربية المبذولة لاستكمال وتطوير منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الجمركي العربي، باعتبارهما الإطار الاستراتيجي الأمثل لتحقيق أهدافنا المشتركة في هذا الملف.
وشدد على أن الأمن الغذائي العربي هو أحد الملفات الرئيسية الأخرى التي تمس المصالح الوطنية لدولنا، لافتا إلى أن دولة الإمارات ملتزمة بدعم أطر التعاون العربي في هذا الاتجاه، ودراسة فرص توطين سلاسل الإمداد الغذائية والاستفادة من تكامل المقومات الاقتصادية العربية في هذا المجال، ولا سيما الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدول العربية، وقدراتها الرائدة في مجال الخدمات اللوجستية والزراعة والصناعات الغذائية.
ثلاثة ملفات رئيسية
وطرحت دولة الإمارات على جدول أعمال المجلس، ثلاثة ملفات رئيسية تعد محركا رئيسيا لتمكين ركائز اقتصاد المستقبل في الوطني العربي.
مبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي والتي تهدف لدعم التحول الرقمي بالدول العربية، وتعزيز التطور التكنولوجي وتعميق استخداماته في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الفرص وجودة الحياة في الدول العربية، تماشياً مع المتغيرات العالمية، ولتكون هذه الرؤية بمثابة أداة تنموية في مواجهة التحديات الاقتصادية الوطنية والإقليمية والعالمية.
وقدمت دولة الإمارات الدعم المادي الكامل لإعداد وتطوير كافة الأنشطة والأبحاث والمؤتمرات الخاصة بتنفيذ هذا المشروع الرائد بقيمة تتخطى 20 مليون درهم حتى اليوم.
وتمتلك دولة الإمارات تجربة رائدة في هذا الشأن، ونحن حريصون على مشاركة أشقائنا العرب هذه التجربة والخطوات المتقدمة التي قطعتها دولة الإمارات، فالتحول الرقمي وتطوير البنية التكنولوجية محور أساسي في خططنا الحكومية، وقد أطلقت دولة الإمارات عدداً من المبادرات المهمة في هذا الاتجاه، ومن أبرزها اعتماد السياسة الوطنية لجودة الحياة الرقمية، واستراتيجية دولة الإمارات للبلوك تشين، ومباردة "الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة"، والتي تستهدف جذب 300 شركة قائمة على تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة، وتزويدها بأساسيات دخول أسواق دولة الإمارات للانطلاق والتوسع من الإمارات إلى العالم.
وتابع أما المبادرة الثانية فهي التعاون العربي في مجال الفضاء، حيث قطعت دولة الإمارات خطوات رائدة ومتقدمة في هذا المجال، واستثمرت على مدى العقود الثلاثة الماضية في بناء قطاع وطني متكامل للفضاء، وبلغت استثمارات دولة الإمارات في قطاع الفضاء حتى اليوم أكثر من 22 مليار درهم.
والمبادرة الثالثة والأخيرة هي "مختبر التشريعات التخصصية"، وهو تجربة تقدم نهجاً مبتكراً واستباقياً لإحداث تغيير في التشريعات الاقتصادية المنظمة للمشاريع القائمة على التقنيات الناشئة، من خلال خلق بيئة عمل تجمع الجهات المُشرعة والقطاع الخاص والمبتكرين وقادة الأعمال للمشاركة في تطوير قوانين وسياسات تساعد على مواكبة تسارع وتيرة الابتكارات والتطورات التكنولوجية المتقدمة، بما يضمن المواءمة بين سرعة التشريع وسرعة الابتكار، إضافة إلى استقطاب رواد الأعمال وأصحاب المواهب والعقول المبدعة في القطاعات الاستراتيجية.
وشدد عبدالله بن طوق المري، خلال كلمته، على استعداد دولة الإمارات لتكثيف التعاون وتبادل الخبرات مع أشقائنا العرب لتطوير جهودنا وتعزيز كفاءة حلولنا في هذا الصدد، وبما يصب في دفع مسيرة التنمية العربية المستدامة إلى مستويات جديدة.
شوارع الجزائر تتزين
وتستقبل الجزائر القادة العرب وسط استعدادات أمنية وفنية وسياسية، إصرارا منها على إنجاح القمة العربية بعد توقف دام 3 سنوات عن عقدها، بسبب جائحة كورونا.
وتسعى الجزائر بذلك إلى تحقيق الشعار الذي وضعته للقمة وهو "لم الشمل".
وتزينت شوارع وميادين العاصمة الجزائرية والطرق المؤدية لقاعة الاجتماعات ومقرات إقامة الوفود الرسمية، بأعلام الدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية وكذلك الجداريات المتمثلة فى شعار القمة الـ31.
كما وضعت إدارة تنظيم القمة العربية مجسمات لأشهر معالم لكل دولة من بين الـ22 دولة المشاركة في القمة العربية، وكانت أهرامات الجيزة مجسما للدولة المصرية.
وتتولى إدارة الدرك الوطني (الأمن الوطني) كلمة السر في حفظ أمن وأمان القمة العربية وجميع الطرقات، وتأمين تحركات الوفود من مقرات الإقامة إلى قاعات الاجتماعات.