الأمل الذي يحدثنا عنه محمد بن راشد ويسعى للبحث عن صناعه من المحيط إلى الخليج هو المكافئ الموضوعي للاستقرار والازدهار.
ومن جديد يفتح الشيخ محمد بن راشد الآمال واسعة وعريضة للأمل الخلاق والعمل البنّاء، ويسعى وسط ركام منطقة تعاني من اليأس والإحباط لاستنهاض مخزون الرجاء الكامن في النفس البشرية عبر التفكير بعزم والعمل بحزم.
يكمن مقياس المحبة في حبنا بلا حدود، وأجمل محبة هي أن تنشر فلسفة الحب حيث البغض، والرجاء حيث اليأس، والإيمان حيث الشك، والشجاعة حيث الخوف، وهذا ما تصنعه مبادرة صناع الأمل من نشر المودات عبر تكريم قصص بشرية لأناس كرّسوا أوقاتهم وبذلوا جهودهم في سبيل إسعاد الغير
ويدرك من استمع إلى كلمات الشيخ محمد بن راشد خلال تجهيزات انطلاق الدورة الجديدة من أعمال صناع الأمل لعام 2019، أنهم أمام قائد يتمتع بأعلى قدر من الذكاء العاطفي، ذاك الذي يجعل منه خبيراً حقيقياً في معرفة المشاعر الخاصة وإدراك مشاعر الآخرين، والقدرة على تحفيز مَن حوله، وإدارة الانفعالات البشرية مع القريب والبعيد للخروج بأفضل منتج إنساني في الحال والاستقبال.
يأخذ الشيخ محمد بأيدي مَن حوله، ويشجّع مواطنيه في الداخل والأشقاء العرب على الخروج من حالة "الانسداد التاريخي" القاتلة، تلك التي خيّمت على عالمنا لعقود طوال، وفتحت المجال لمسارب اليأس. ولا يبدد يأس النهار سوى فوارس العمل، ولا يطرد هواجس الليل سوى أقمار الأمل.
"إن كل واحد فينا قادر على العطاء، وكل إنسان له موهبة يمكن تسخيرها لخدمة مجتمعه".. بهذه الكلمات يحرك محمد بن راشد مكنون النفس العربية، ويفتح أمامها أبواب التحدي كحكيم يستدعي ما يمكن أن نسميه "قوة الجبر الذاتي"، ومخزون الطاقة البشرية الكامن، وهو ما يحتاج فقط إلى مَن يحرك المياه الراكدة، ويقلّب أرض النفس المثيرة لتأتي بمحاصيل وافرة.
رؤية محمد بن راشد ليست رؤية مسؤول سياسي، إنها تتجاوز المشهد وتذكرنا برجالات الحكمة الكبار عبر التاريخ، من نوعية كونفوشيوس وطاغور وغاندي، أولئك الذين حفروا عميقا ليتركوا لنا طاقات من الأمل الخلاق.
الأمل الذي يحدثنا عنه محمد بن راشد ويسعى للبحث عن صناعه من المحيط إلى الخليج، هو المكافئ الموضوعي للاستقرار والازدهار المستقرين والمستمرين في عالمنا العربي، وبدونه يضحى نهارنا قلق وليلنا أرق، ومعه تنعم الأوطان ويهنأ الإنسان بالأمان والاستقرار.
في البدء تشبه العادات خيطاً غير مرئي، ولكن كلما كررنا العمل ذاته، نقوي الخيط، ونضيف إليه خيطاً رفيعاً آخر إلى أن يصبح حبلاً يمكننا أن نعتصم به، هذا هو حبل الأمل الذي يجدله محمد بن راشد عبر مبادراته العديدة التي تنفذ أكثر من 1400 برنامج ونحو 30 مشروعا في أكثر من 130 دولة.
لا يحتاج الأمل ليطل برأسه على نافذة منطقتنا المتألمة إلى رؤوس الأموال الهائلة، بل إلى أصحاب العزم والحزم، أولئك الذين يؤمنون إيمانا ثابتا صادقا بأن "النهر يبدأ بقطرات، واستئناف الحضارة يحتاج لعطاء ومبادرات"، كما يخبرنا الشيخ محمد في حله وترحاله، وهو الذي يؤمن إيماناً راسخاً بأن المبادرات وصناعة الأمل في منطقتنا عملية تعادل صناعة الحياة، ولهذا يتوجب علينا البحث عن بذور الخير بداخل كل إنسان عربي، وتحفيز قدراته على المساهمة الإيجابية، وتحويل التحديات إلى فرص للارتقاء والازدهار.
في اللغة الصينية تكتب الكلمات بالأحرف، ومن بينها كلمة أزمة، والتي يمكن أن تقرأ من خلال الحروف بمعنيين؛ الأول هو الخطر، والثاني هو الفرصة، وهنا يبقى الخيار لكل إنسان وما يتطلع إليه.
ليس سراً أن المنطقة العربية ومنذ أحداث الربيع المغشوش -الذي لم يكن ربيعا في واقع الأمر، ولا عربيا في أصله وفصله، بل كان شتاء أصوليا إسلامويا راديكاليا، وبات القاصي والداني يعلم مَن وراءه، وما هي أهدافه– تظلل سحابة من الخيبة على الكثيرين، وعلى غير المصدق أن ينظر إلى المهانين والمجروحين في بلاد العالم، والغرقى من الأطفال في اليم. في هذا السياق والنطاق تضحى مشروعات الشيخ محمد بن راشد للأمل، مثل مصباح ديوجنيس، الذي كان يبحث عن الحقيقة في وضح النهار.
يرى محمد بن راشد أن الإنسان يمكنه أن يفقد البصر وفي هذا الأمر حادثة، لكنه لا يمكنه أبداً أن يعيش بلا بصيرة، ذلك أن هذه هي الكارثة بعينها. وغياب الأمل يعني دون تهوين أو تهويل غياب البصيرة، ولهذا تبقى عملية صناعة الأمل بمثابة ضخ دماء في شرايين الحياة الحقيقية المندفعة من أجل الأفضل، والساعية في طريق الأنفع والأرفع للأجيال العربية القادمة.
لا يوقد أحد مصباحاً ويضعه تحت المكيال، بل يجعل من صدارة البيت موقعه وموضعه كي ينير للجالسين والقادمين من على البعد. وهذه هي فلسفة محمد بن راشد. إنه يسعى لنشر قصص الأمل التي تفتح الآفاق واسعة في الحياة، وتساعد على مواجهة التحديات، ونشر التفاؤل في ثنايا وحنايا أمة لم تجد مَن يحنو عليها، وباتت تستيقظ على مواجهات ومجابهات ما بين عقلانية ولوجستية، وبين هذه وتلك لا يقدر على الثبات والتحدي والتصدي إلا الرجال أولي العزم الكبار.
يكمن مقياس المحبة في حبنا بلا حدود، وأجمل محبة هي أن تنشر فلسفة الحب حيث البغض، والرجاء حيث اليأس، والإيمان حيث الشك، والشجاعة حيث الخوف، وهذا ما تصنعه مبادرة صناع الأمل من نشر المودات عبر تكريم قصص بشرية لأناس كرّسوا أوقاتهم وبذلوا جهودهم في سبيل إسعاد الغير ، ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم والتخفيف من المشاق والصعوبات في حياتهم، وتوفير فرص عمل وتعليم وعلاج المحتاجين من خلال مشاريع خاصة، وإيجاد حلول مختلفة للعديد من المشكلات في مجتمعاتهم، كل ذلك دون أن ينتظروا مقابلا أو مكافأة أو تقديرا من أحد.
إن الشيخ محمد بن راشد هو قائد من أصحاب أخلاق الفوارس الذين يندر وجودهم في زمن الماركنتيلية المعولمة، حيث كل شيء معروض للبيع على قارعة الطرق، إلا المبادئ والقيم. إنه يشتري الثمين من الإنسانيات، ويكافئ المخلصين من البشر، ويرسم النموذج ويضع المقياس في سعي الإنسانية ناحية المدينة الفاضلة للفارابي، ودانتي الليجيري، أو الفردوس المفقود لجون ملتون، ولهذا لم يعد مثيرا أو غريبا أن تتجه الأنظار إلى الإمارات العربية المتحدة وتجربتها الإنسانية الرائدة.
يعلمنا الشيخ محمد أن الحياة اتكاء وليست اتكالا.. نعم المعلم والقائد قمر الأمل وفارس العمل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة