محمد بن راشد: متحف المستقبل نافذة حكومات العالم على مستقبل الإنسان
المتحف يتناول مستقبل صحة البشر وتعزيز قدراتهم الجسدية بشكل رئيسي عبر مجموعة من التجارب مثل "المستجيب الأول الذكي"
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن متحف المستقبل يمثل نافذة لحكومات العالم على مستقبل الإنسان، تمكنها من التعرف على التحديات وبناء التصورات حول سبل استباقها ومواجهتها.
جاء ذلك، خلال افتتاح "متحف المستقبل" الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل للمرة الـ5، ضمن الفعاليات الرئيسية المصاحبة للقمة العالمية للحكومات التي انطلقت، الأحد، وتتواصل فعالياتها إلى 12 فبراير/شباط الجاري، بمشاركة أكثر من 4 آلاف شخصية من 140 حكومة ودولة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "المستقبل يفرض أسئلة كبرى وتحديات كثيرة، مهمتنا أن نضع الحكومات حول العالم في صورة هذه التحديات، وأن نحفزها على المشاركة في البحث عن الإجابات المطلوبة التي تدعم جهودنا لتحقيق الخير لـ7 مليارات إنسان".
وأضاف: "متحف المستقبل منظور مختلف لاستشراف غد الإنسان، ومساهمة من دولة الإمارات في تعزيز مسيرته والوصول به إلى مستقبل أفضل، وتمكينه من اكتساب المعارف والمهارات المطلوبة، وتوظيف الأدوات التي يوفرها المستقبل في تعزيز الحياة".
واستعرض الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التجربة المستقبلية الفريدة التي يقدمها المتحف وتعرف إلى أقسامه، واستمع إلى شرح من فريق عمل المتحف حول التجارب المستقبلية التي يقدمها.
رافق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الافتتاح، محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات، وخلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.
ويضم متحف المستقبل في القمة العالمية للحكومات 4 أقسام رئيسية، تمتد على مساحة 615 متراً مربعاً، يقدم من خلالها مجموعة من التجارب التفاعلية المستقبلية التي تستعرض تاريخ البشرية منذ البدايات، وتستشرف مستقبل الإنسان في مراحل من 20 عاما، تبدأ عام 2040 لتصل إلى عام 2100.
ويتناول المتحف مستقبل صحة البشر وتعزيز قدراتهم الجسدية بشكل رئيسي عبر مجموعة من التجارب مثل "المستجيب الأول الذكي"، الذي يحاكي عملية تقديم الإسعافات الأولية الطارئة بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة لأنظمة المساعدة الطبية ذاتية التشغيل، وأنظمة المسح والتحليل الشامل لتحديد نوع وحجم الإصابة، التي سيلجأ البشر إلى الاعتماد عليها في المستقبل القريب لإنقاذ حياتهم في الحالات الحرجة.
كما يضم المتحف "عيادة الخدمة الذاتية"، وهي منصة متكاملة لتوفير خدمات صحية تشخيصية وعلاجية في مكان واحد ستشكل بديلاً فعالاً لزيارة العيادات والمستشفيات، إضافة إلى "محلل الجينوم" الذي يشكل مبادرة مستقبلية للرعاية الصحية الوقائية، وإنقاذ حياة البشر عبر تعديل الجينات لتجنب الإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة.
ويقدم المتحف فرصة للاطلاع على تكنولوجيا مستقبلية ستغير حياة الناس، مثل "النانو سبونج" وهي جسيمات "نانوية الحجم"، تنتقل عبر مجرى الدم وتعمل على امتصاص السموم والتخلص منها، و"روبوتات النانو التشخيصية" التي تتحد مع خلايا الدم وتطلق إنذاراً فور إصابة الجسم بالعدوى، و"روبوتات النانو الترميمية" وهي جسيمات نانوية مبرمجة للكشف عن الخلايا المصابة وعلاجها، و"ناقلات الأدوية" التي تعمل على نقل العلاج والحرارة والضوء إلى خلايا معينة داخل الجسم، و"أجهزة الاستشعار البيومترية" التي تتم زراعتها داخل الجسم لتحليل البيانات الحيوية ومراقبة الحالة الصحية، و"أجهزة التعزيز الحسي" التي تسهم بتعزيز أنواع معينة من الأنسجة.
ويسلط متحف المستقبل الضوء على العديد من التطورات المتسارعة التي لم يشهد العالم لها مثيلا خلال القرون الماضية، والتي تحولت من خيال علمي إلى ابتكارات جذرية ستغير مفهوم الإنسان للعلوم والتكنولوجيا، مثل استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة أعضاء وأنسجة حية باستخدام خلايا ومواد حيوية تتطابق مواصفاتها مع جسم المريض.
ويوفر المتحف نظرة مستقبلية لهندسة الخلايا الجذعية التي تمثل إحدى أبرز التحولات النوعية في التاريخ الإنساني، لما تنطوي عليه من إمكانات لتعديل وتطوير أنواع محددة من الخلايا والأنسجة والأعضاء لاستخدامها في تعويض أو تجديد خلايا الجسم.
كما يقدم المتحف نظرة مستقبلية لإنتاج الأعضاء الاصطناعية التي تحاكي الأعضاء البشرية، من حيث الفاعلية الوظيفية وتعزيز الكفاءة الصحية.
ويستعرض المتحف هذا العام أيضا رحلة تطور البشرية إلى المستقبل، في ظل الثورة الصناعية الرابعة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويبرز دورها في تعزيز القدرات البشرية العقلية من حيث آلية عمل وأداء الجهاز العصبي عبر الكائنات البيولوجية المصنعة وأجهزة الاستشعار المزروعة في الأعصاب والخلايا العصبية الاصطناعية وروبوتات النانو التنشيطية وأدوات تعزيز أداء الشبكة العصبية.
وفي ظل ما يمثله العقل البشري من قدرات خارقة على تعلم الكثير من المهارات الجديدة، سيشهد المستقبل نقلة خارج المألوف بفضل مفهوم "نقل الوعي" عبر أدوات مبتكرة لتصميم خارطة للعقل البشري ومحاكاتها بكافة تفاصيلها داخل جسم آخر قد يكون جسما حيويا أو روبوتيا أو رقميا.
وفي هذا السياق يتضمن المتحف تجربة فريدة من نوعها لنقل الإدراك العقلي بشكل دائم ومؤقت، ويستعرض الجيل الرابع من النماذج المستفيضة للوعي البشري على الصعيد الافتراضي والميكانيكي والحيوي.
يذكر أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أطلق "متحف المستقبل" بهدف استكشاف مستقبل العلوم والتكنولوجيا والابتكار وآثارها على البشرية، ويشكل المتحف إحدى الفعاليات المصاحبة الأساسية لأعمال القمة العالمية للحكومات منذ تم تنظيمه لأول مرة في الدورة الثانية للقمة عام 2014.