من شأن الإقامة الدائمة في الإمارات أن توفر الآن استقراراً أكبر للأسر، عبر تعزيزها اللُحمة داخل الأسرة الواحدة وأن تدعم الاقتصاد الوطني.
مفاجآت دولة الإمارات لا تتوقف، والمبادرات جزء مكوّن من حيويتها لترسيخ الاستقرار وبناء الاقتصاد وتنمية المجتمع والتطلع نحو المستقبل بثبات وقوة، لتحقيق الأفضل لشعبها والمقيمين فيها، حيث تعتبرهم قيادة الإمارات جزءاً أساسياً من هذه الأرض الطيبة التي تفتح ذراعيها للجميع، للزيارة والعمل والإقامة، لبناء قصة نجاح قل مثيلها في العالم.
الإقامة الدائمة قرار استراتيجي اتخذته الحكومة، بعد قرار الإقامة طويلة الأجل، ومن المؤكد أن تبعاته ستكون إيجابية.. اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وأمنياً.
مفاجأة قيادة الإمارات زفّها بالأمس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للمقيمين من مستثمرين وأصحاب كفاءات ومبتكرين، بمنحهم الإقامة الدائمة في بلدهم الثاني الذي طالما اعتبروه بلدهم الأول، فنشأوا في أحضانه وترعرعوا وكبروا وحققوا أحلامهم بين أهلهم وتحت مظلة المساواة والعدالة واحترام القانون.
مفاجأة محمد بن راشد في هذا الشهر الكريم، تمثلت في «الإقامة الذهبية» التي تم إطلاقها للمستثمرين، وللكفاءات الاستثنائية في مجالات الطب والهندسة والعلوم والفنون كافة وإعلان سموه أن الدفعة الأولى من مستحقي الإقامة الدائمة بلغت حتى الآن 6800 مستثمر يبلغ إجمالي استثماراتهم 100 مليار درهم.
الأهم في مفاجأة الشيخ محمد بن راشد هي الرسالة التي حملتها والتي أكد فيها سموه أن هذه الإقامة هي لكل مَن يسهم بإيجابية في قصة نجاح دولة الإمارات، وبقول سموه: نريدهم شركاء دائمين معنا في مسيرتنا.. فجميع المقيمين في دولة الإمارات هم إخوة لنا وجزء من أسرتنا الكبيرة في دولتنا.
رسالة محمد بن راشد معروفة للمقيمين ولكل من يعيش على أرض التسامح، ولكل من زار أو سمع عن إمارات العطاء، لكن جديدها هو حض المقيمين على التفاعل بإيجابية مع عملهم وعلمهم والسعي لبناء قصص نجاح تعود بالفائدة عليهم وعلى دولة الإمارات التي تعاملهم كأبنائها، فابتكاراتهم وعطاؤهم مقدرة، وهم موضع ترحيب من قبل قيادة الوطن وأبنائه.
أمام المقيمين الآن شريحة عريضة من خيارات الإقامة بمدد زمنية مختلفة، فإذا كانوا من المثابرين والمجتهدين والمبتكرين، فأهلاً بهم مدى الحياة على هذه الأرض الطيبة، وإذا رغبوا في العمل المؤقت لفترة زمنية من عمرهم يعطون خبراتهم أو يكتسبونها هنا فأهلاً بهم أيضاً.
إن من شأن الإقامة الدائمة في الإمارات أن توفر الآن استقراراً أكبر للأسر، عبر تعزيزها اللحمة داخل الأسرة الواحدة، وأن تدعم الاقتصاد الوطني الذي يمر الآن بمرحلة مفصلية لجهة انتقاله إلى الاقتصاد المعرفي، وأن تسهم في توطين الرساميل الأجنبية التي جرى بناؤها على مدار العقود الماضية، وأن توفر قناة إضافية لجذب الرساميل الأجنبية التي تبحث عن فرص وعن واحة استقرار ونمو.
الإقامة الدائمة قرار استراتيجي اتخذته الحكومة، بعد قرار الإقامة طويلة الأجل، ومن المؤكد أن تبعاته ستكون إيجابية.. اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وأمنياً.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة