«مبادرات محمد بن راشد» تستعرض في اليونسكو رؤاها لنشر المعرفة في العصر الرقمي

شاركت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" في مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية 2025 تحت شعار "تعزيز محو الأمية في العصر الرقمي".
تضمن المؤتمر المقام في باريس جلسات عدة ونقاشات وحوارات تفاعلية ثرية حول تحديات العصر الرقمي، وسبل تعزيز نظم التعلم مدى الحياة، وكيفية الوصول إلى مستويات أعلى من مهارات القراءة والكتابة، إلى جانب المهارات الرقمية.
وأكد الدكتور فوزان الخالدي مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، خلال مشاركته في جلسة ضمن المؤتمر بعنوان " تعزيز البرامج والممارسات الفعالة لمحو الأمية في العصر الرقمي"، أن مؤسسة المبادرات نجحت من خلال مبادرة تحدي القراءة العربي الذي تنظمه المؤسسة منذ إطلاق دورته الأولى في العام 2015، بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كأكبر مبادرة قرائية من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، في مواكبة التغيرات المتسارعة التي تشهدها أساليب وأدوات الحصول على المعرفة في العصر الرقمي، الذي بدل مفهوم المعرفة التقليدي، ودشن مرحلة جديدة سماتها الرئيسية التركيز على سهولة الوصول إلى المعرفة، وتطوير مهارات التفكير النقدي والقدرة على التعامل الصحيح مع المعلومات.
ويشهد تحدي القراءة العربي، تغيرات نوعية في سياق اهتمامه بخلق أدوات رقمية مبتكرة، وفي مقدمتها إطلاق المكتبة الرقمية للتحدي خاصة في المناطق والأقاليم النائية التي تعاني من صعوبة توفر الإنترنت، واستقطاب مشاركين جدد من الطلاب والطالبات في كل دورة جديدة من تحدي القراءة العربي، حيث سجل في دورته التاسعة مشاركة أكثر من 32.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة.
وتعكس الشراكة بين مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" ومنظمة "اليونسكو"، التزام الجانبين بتعزيز مكانة اللغة العربية، وترسيخ ثقافة القراءة والتحصيل المعرفي، وبناء مهارات التعلم الذاتي انطلاقاً من إيمان مؤسسة المبادرات و"اليونسكو" بدور التعليم في تحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية.
ويحمل تحدي القراءة العربي رسالة معرفية بالغة الأهمية، وهو ما تجلى بوصول عدد المشاركين مع نهاية الدورة التاسعة إلى أكثر من 163 مليون طالب وطالبة، كما سجل تحدي القراءة العربي عبر تسع دورات أكثر من 927 ألف مشاركة للمدارس العربية، ووصل إجمالي عدد المشرفين المشاركين في تسع دورات إلى أكثر من 877 ألف مشرف ومشرفة قراءة، إضافة إلى تسجيله معدلات نمو هائلة في حجم المشاركة بداية من الدورة الأولى التي استقطبت 3.6 مليون طالب وطالبة وصولاً إلى الدورة التاسعة التي شهدت مشاركة 32.231 مليون طالب وطالبة بارتفاع بلغ أكثر من 795% عن الدورة الأولى.
ويحظى تحدي القراءة العربي بمكانة مرموقة على المستوى العربي، حيث دعت جامعة الدول العربية في 18 ديسمبر 2024، الوزارات المعنية بالتعليم في الدول العربية إلى اعتماد مبادرة تحدي القراءة العربي كمنهج تعليمي ودعم نشرها وتعزيزها، كما أكدت الجامعة خلال الاحتفالية التي نظمتها بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي أقرته الأمم المتحدة في العام 1973، أن المبادرة تمثل مشروعاً معرفياً وثقافياً رائداً يسهم في تعزيز اللغة العربية، باعتبارها وعاء لتراث الأمة العربية وهويتها.
ويواصل تحدي القراءة العربي ترسيخ موقعه كمبادرة معرفية ملهمة من خلال غرس حب القراءة في نفوس الأجيال الناشئة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما الهدف الرابع "التعليم الجيد للجميع".
وتسعى مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، إلى دمج تحدي القراءة العربي في المناهج التعليمية من خلال ترسيخه كمكوّن أساسي في الأنظمة التعليمية في المنطقة العربية، وإطلاق برامج داعمة تتمثل بمبادرات مكمّلة تستهدف محو أمية الكبار إلى جانب تفعيل مشاركة الطلاب، وكذلك إطلاق منصات رقمية جديدة من أجل توظيف التكنولوجيا في دعم التعلم عن بُعد وتوسيع نطاق الوصول إلى المناطق المحرومة.
وذكرت "اليونسكو" أنه قبل نصف قرن، كان نحو واحد من كل أربعة شباب (15–24 عاماً) لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، لكن في عام 2024، أصبح 93% من الشباب متعلمين، ويرجع ذلك إلى التوسع في التعليم الأساسي الرسمي.
ومع ذلك، لا يزال نحو واحد من كل عشرة من الشباب والبالغين (739 مليون شخص)، وفق "اليونسكو"، يفتقرون إلى المهارات الأساسية في محو الأمية، مع وجود تفاوتات كبيرة بين المناطق والدول والفئات السكانية، لاسيما بين أفراد الفئات الضعيفة، حيث يعيش نحو 80% منهم في 31 دولة مستهدفة من قِبل التحالف العالمي لمحو الأمية بقيادة "اليونسكو"، ووفق قياس المهارات مباشرة، تبين أن 18% من البالغين في 31 دولة متقدمة يفتقرون إلى أدنى مستويات الكفاءة في القراءة والكتابة والحساب وحل المشكلات التكيفية.
وفي عام 2024، كان 93% من سكان الدول ذات الدخل المرتفع يستخدمون الإنترنت، مقارنةً بـ27% فقط في الدول منخفضة الدخل، وعلى الصعيد العالمي، فإن أقل من نصف المدارس الابتدائية لديها اتصال بالإنترنت لأغراض تعليمية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء، فإن ثلثي المدارس لا تملك كهرباء.