محمد بن سلمان رئيسا لمجلس الوزراء و"رؤية 2030".. ماذا يعني القرار؟
بخطى واثقة، صعد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، سلم المسؤوليات، مثبتًا أهلية الشباب لتسلم المواقع القيادية.
واختار الأمير محمد بن سلمان، أن تكون على رأس مسؤولياته تنفيذ رؤية السعودية 2030، التي ترضي طموحات المواطنين وتعكس قدرات بلادهم.
وتعد "رؤية 2030" من أكبر برامج التحول الوطني عالميا، وهي نقطة تحول مفصلية وحاسمة في تاريخ المملكة العربية السعودية تضاف إلى رصيد إنجازاتها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحضورها السياسي الفاعل في المنطقة والعالم.
والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، يعد عراب الرؤية، ومهندسها، وصانع إنجازاتها ونجاحاتها.
وجاء قرار، الثلاثاء، بتعيين الأمير محمد بن سلمان، رئيسا لمجلس الوزراء السعودي، بأمر ملكي ليضع صاحب الرؤية في موضع المسؤولية لتنفيذ خطته الطموحة وترجمة مخرجات الرؤية إلى واقع ملموس في كافة المجالات، وبإشراف من والده الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وبحسب الأمر الملكي، فإن ولي العهد السعودي سيكون رئيسًا لمجلس الوزراء، استثناء من حكم المادة السادسة والخمسين من النظام الأساسي للحكم ومن الأحكام ذوات الصلة الواردة في نظام مجلس الوزراء.
وهو ما يعني تطبيق الاستثناء على تلك الحالة فقط دون إجراء أية تغييرات على المادة.
ماذا يعني القرار؟
تعيين الأمير محمد بن سلمان رئيسا لمجلس الوزراء يصب في مصلحة رؤية 2030 التي تهدف لجعل الاقتصاد السعودي يرتكز على الاستثمار، بالإضافة إلى عدم اعتماده على النفط كدخل أساسي ووحيد.
ومن أبرز مشروعاته الضخمة، في خضم سعيه لتنويع اقتصاد المملكة القائم على النفط، بناء مدينة "نيوم" المستقبلية الضخمة، وكلفتها 500 مليار دولار، بحسب "فرانس برس".
ويرى مراقبون أن تعيين الأمير محمد بن سلمان رئيسا للوزراء "خطوة مهمة جدا تأتي في إطار سعي الملك لتطوير كافة أجهزة وأنظمة الدولة، خاصة أن الخطوة "غير مسبوقة وتهدف لتسهيل إصدار القرارات وتسهيل عملية التطوير، ضمن رؤية المملكة 2030".
ويتابع أن الخطوة "ستعطي لولي العهد المزيد من المسؤوليات من أجل السير بالعملية التنموية والتطويرية في المملكة إلى آفاق أوسع، خاصة أن ولي العهد يتصدى لمسؤوليات كبيرة تتعلق بتنفيذ رؤية المملكة لخطة 2030، وهذا يتطلب مزيدا من سرعة اتخاذ القرار وسرعة تنفيذه".
وتتضمن "رؤية السعودية 2030" ثلاثة محاور رئيسية تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية، وتعزيز تنافسيتها العالمية وهي: مجتمع حيوي يعيش فيه المواطنون بنمط حياة مستدام، واقتصاد مزدهر يسعى لتوفير بيئة تطلق إمكانات الأعمال وتوسّع القاعدة الاقتصادية وتوفر فرص عمل لجميع السعوديين، ووطن طموح يتسم فيه العمل الحكومي بالفعالية والشفافية والمساءلة.
ومنذ إطلاق "رؤية 2030" يرى الأمير محمد بن سلمان أن خطوات التميز لتلك الرؤية المستقبلية تتعلق بأن "بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا ومورداً إضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني".
ولا يغفل موقع السعودية الاستراتيجي ضمن عوامل نجاح رؤية 2030، قائلاً إن "المملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث".
قائد الإصلاح
"إذا نجحنا في السنوات القادمة سوف تلتحق فينا الدول أكثر سوف تكون النهضة القادمة في العالم في الـ30 سنة القادمة في الشرق الأوسط إن شاء الله، هذه حرب السعوديين وهذه حربي التي أخوضها شخصيا ولا أريد أن أفارق الحياة إلا وأرى الشرق الأوسط في مقدمة مصاف العالم.."
في عام 2018 وبعد إطلاق رؤية المملكة 2030 خرج محمد بن سلمان لأبناء المملكة بتلك الكلمات، وفي سنوات قليلة بالفعل تغيرت المملكة على مستويات عدة بل إنّ البعض وصف ما حدث بثورة الإصلاح، خاصة فيما يتعلق بالمرأة السعودية وتمكينها.
دخلت المرأة وظائف كانت حكرًا على الرجال مثل تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون أول سيدة تتقلد هذا المنصب، وأيضًا تعيين آمال المعلمي سفيرة لبلادها في النرويج لتكون الثانية التي تتقلد هذا المنصب، إضافة إلى تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي.
وساهم توجه الأمير محمد بن سلمان في رفع نسبة النساء العاملات في المملكة، وكشف تقرير لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية صادر في أبريل/نيسان 2021، أن مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل زادت في عام 2020، لتصل إلى 33.2%، بعد أن كانت 19.4% في عام 2017.