"نووي" إيران في حديث محمد بن سلمان.. يد للسلام وقبضة للردع

يد تمتد بالسلام وأخرى تتأهب لردع قد يفرضه تحول مباغت إذا شكل تهديدا للمملكة العربية السعودية أو للمنطقة.

تلك كانت رسائل ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن العلاقة مع إيران، وفق خبراء، تحدثوا لـ"العين الإخبارية".

ففي مقابلة أجراها مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، نضحت تصريحات الأمير محمد بن سلمان برسائل: الأولى يدٌ تمتد بالسلام، والثانية جاهزة لردع أي تهديد للمملكة والمنطقة.

وشدد على أن "أي سباق تسلح نووي في المنطقة لن يُهدد أمنها فحسب، بل هو مُهدد لأمن العالم"، محذرا من أن "توازن القوى في المنطقة يتطلب حصولنا (السعودية) على سلاح نووي متى ما حصلت عليه إيران".

توازن الردع في المنطقة

في قراءته للموضوع، يرى الباحث السعودي في الدبلوماسية والعلاقات الدولية المستشار عبدالله الودعاني، أن "الملف النووي لا يتعلق بإيران فحسب وأن امتلاك أي دولة للنووي يعني حربا عالمية، وهذا ما يخشاه الأمير محمد بن سلمان، وأن تكون هناك هيروشيما جديدة".

وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يقول الودعاني، إن "ولي العهد أكد أن السعودية لا تريد امتلاك السلاح النووي والدخول في شباكه، ولكن إذا حصلت إيران عليه فستحصل عليه المملكة لإحداث توازن في المنطقة وحفظ أمنها، ولصالح الشعوب الخليجية أيضا".

وحذر من أن "أي سباق تسلح نووي في المنطقة لن يُهدد أمنها فحسب بل هو مُهدد لأمن العالم، كما أن توازن القوى في المنطقة يتطلب حصولنا على سلاح نووي في حال حصلت عليه إيران".

وبحسب الخبير، فإن "الهدف من وراء الحديث عن امتلاك سلاح نووي، هو التأكيد للإدارة الأمريكية على أنه لا يجب أن تمتلك أي دولة هذا السلاح في المنطقة، إلا بعد امتلاك السعودية له".

مشيرا في هذا الصدد إلى أن "السعودية حافظت رغم ذلك على تطور سياسي ملحوظ من خلال التفاوض الناجح مع إيران خلال الفترة الماضية، ولكن سيظل السلاح النووي عائقا إذا امتلكه أحد بالمنطقة".

في السياق ذاته، أكد الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، محمد الحرب، أن "تطرق الأمير محمد بن سلمان للسلاح النووي خاصة مع إيران، يبعث رسالة موجهة لمجموعة 5+1 واجتماعات فيينا وجولات مختلفة ما زالت تدور في حلقة مفرغة"، في إشارة إلى المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني.

ويرجح الحرب، في حديثه لـ"العين الإخبارية، أن "يكون الأمير محمد بن سلمان أراد الضغط على الولايات المتحدة من أجل إيجاد حل للسلاح النووي".

وأوضح أن "السلاح النووي يستخدم لتوازن الردع مع عدم استخدامه من أي دولة"، مؤكدا على قوله بـ"أننا لا نريد هيروشيما جديدة في بلادنا".

سباق التسلح 

أما الباحث السعودي في العلاقات الدولية، الدكتور بندر الدوشي، فيعتقد أن "السعودية تعطي الملف النووي أهمية كبيرة".

ويقول الدوشي لـ"العين الإخبارية"، إن "تصريحات الأمير محمد بن سلمان بأن إيران إذا حصلت على سلاح نووي فإن السعودية ستحصل على مثله، بمثابة تذكير للدول الغربية وأمريكا بأن حصول طهران على سلاح نووي سيفتح باب التسلح النووي في كامل الشرق الأوسط".

وأضاف الدوشي أنه "قد نرى تركيا ومصر والعديد من الدول العربية تتجه لهذا المنعطف إذا حصلت إيران على سلاح نووي، وبالتالي يجب على أمريكا والغرب العمل مع المجتمع الدولي وتكثيف الضغوط على برنامج إيران ومنعها من الحصول على سلاح نووي".