السعودية والقضية الفلسطينية.. التطبيع مع إسرائيل يمر بنيل الحقوق
كانت ولا تزال قضية كل العرب، وفي مقدمتهم السعودية التي تتخذ من فلسطين بوصلة لتحديد سياستها الخارجية حين تقع على خط التماس معها.
مركزية للقضية الفلسطينية أكدها ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في مقابلته أمس الخميس مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية.
وشدد الأمير محمد بن سلمان، في هذا الصدد، على أهمية القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل لها، لافتا إلى أن المملكة تتباحث مع الأمريكيين للوصول إلى نتائج جيدة ترفع معاناة الفلسطينيين.
حوار محمد بن سلمان.. خبراء يعددون لـ"العين الإخبارية" الدلالات والمآلات
وكشف أن المملكة "تقترب كل يوم أكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ لكن القضية الفلسطينية تظل مهمة للمفاوضات"، متعهدا بأنه إذا حدثت انفراجة في المفاوضات الرامية للتطبيع مع إسرائيل فإنه "مستعد للعمل مع أي شخص يقودها".
احتياجات الفلسطينيين
الباحث السعودي في الشؤون السياسية والاستراتيجية محمد الحرب يرى أن التطبيع من ضمن أهم الملفات، والذي أوضحه ولي العهد بالقول إن العلاقات السعودية الإسرائيلية مبنية على احتياجات الشعب الفلسطيني والتفاهم مع الولايات المتحدة في هذا الطريق، مشيرا إلى أن أي حلول أو تطبيع مع إسرائيل "لن يكون بلا ثمن".
ويضيف الحرب، في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن "هناك مفاوضات جادة وكبيرة جدا بين السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل، وواشنطن تقوم بجهد كبير في هذا الملف".
ولفت الخبير إلى أن "لدى المملكة اليوم موقف قوي، حيث تستثمر اللحظة التاريخية التي يمر بها المجتمع الدولي لصالح القضايا العربية والتي تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية".
رسالة مهمة للتطبيع
يتفق مع الحربي، الباحث السعودي في الدبلوماسية والعلاقات الدولية المستشار عبدالله الودعاني، بالقول إن الأمير محمد بن سلمان بعث رسالة من خلال اللقاء للجميع لتبرهن على مدى قوته في التحاور وإيصال رسالته بهدوء تام، وبمعلومات في غاية الدقة.
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية" "كما شاهدنا سرعة البديهة لدى الأمير محمد بن سلمان ومدى جديته في تحقيق أهدافه التنموية".
وأشار الودعاني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "السياسة الخارجية للمملكة شهدت تطوراً ملحوظاً من خلال التفاوض الناجح مع العراق وتايلاند وإيران وغيرها من الدول التي كان بين المملكة وبينها خلافات سياسية، خاصة الأخيرة".
الودعاني عرج على "المساهمة بالوساطة السلمية لحل الخلافات بين الدول"، لافتاً إلى تطرق الأمير محمد بن سلمان لعدة مواضيع سياسية، منها العلاقة مع واشنطن والتي أكد أنها متينة ولا تزال مستمرة، بسبب الروابط الأمنية والاقتصادية بين الدولتين.
وحول العلاقات مع إسرائيل، أكد أن السعودية لا تجمعها علاقة بإسرائيل في الوقت الحالي، ولكنها ممكنة مستقبلاً، مؤكداً أنه لن يتم ذلك إلا من خلال فلسطين، وهذا يؤكد أهمية الملف الفلسطيني بالنسبة للمملكة.
ويُكمل المحلل السعودي بالقول إن "موقف المملكة ثابت وهو أن أي حل لا بد أن ينطلق من حفظ حقوق الفلسطينيين وضمان العيش الكريم لهم، وإعادة بناء دولة مستقلة وفق المواثيق الدولية".
"فرصة تاريخية"
في تعقيبه على الموضوع، يعتقد الباحث السعودي في العلاقات الدولية، الدكتور بندر الدوشي، أن "السلام مع إسرائيل يصب في مصلحة الجميع بالشرق الأوسط"، معتبرا أن "الجميع جربوا سياسة المقاطعة مع إسرائيل ولم ينتج عنها إلا ضياع فرص كبيرة للتعاون".
ويضيف الباحث، لـ"العين الإخبارية"، أن "اندماج إسرائيل مع دول المنطقة سيخلق فرصة تاريخية لرفع مستوى الضغوط عليها لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وسيضعف اليمين المتطرف في إسرائيل".
وبحسب الخبير، فإن "ما تقدم سيدفع إسرائيل إلى عقد شراكات اقتصادية ورياضية وتكنولوجية وستصبح هذه الشراكات مصدر ضغط على إسرائيل تضطر على إثرها لتقديم تنازلات كبيرة من أجل ضمان مصالحها الاقتصادية".
وخلص إلى أنه "يتعين على إسرائيل إذا أرادت السلام والاستقرار والاندماج في الشرق الأوسط أن تمنح الفلسطينيين حقوقهم ووطنا للعيش الكريم والمشترك، وهو ما أكد عليه ولي العهد السعودي".
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز