إنجازات محمد بن سلمان.. سياسة العلاج بـ"الصدمة"
الأمير محمد بن سلمان اتخذ، منذ تسلم منصبه، سلسلة من القرارات الإصلاحية الجريئة في مجالات عديدة أثارت اهتمام المراقبين.
تحظى الجولة الخارجية الأولى لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باهتمام عالمي كبير، ولا سيما أنه المسؤول الثاني في المملكة العربية السعودية المعروف بطريقته غير التقليدية ورؤيته الإصلاحية التي تطرق جميع الأبواب داخليا وخارجيا.
وتأكيدا على عمق العلاقات السعودية المصرية اختار الأمير محمد بن سلمان القاهرة لتكون محطته الأولى في جولته الخارجية التي تشمل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى مراقبون أن جولة الأمير محمد بن سلمان لا يمكن توقع نتائجها، خاصة أنه اعتاد على أسلوب الصدمة في تعامله مع العديد من الملفات الحساسة، والتي ربما ستشمل ملفات السياسة الخارجية السعودية في العديد من القضايا.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد وصف في مقابلة حديثة الموجة الجديدة من الإصلاحات بأنها جزء من العلاج بـ"الصدمة"، الذي يُعد ضروريا لتطوير الحياة الثقافية والسياسية في المملكة.
فمنذ تسلمه منصب ولاية العهد في السعودية أجرى الأمير محمد بن سلمان سلسلة من القرارات الإصلاحية الجريئة في مجالات عديدة أثارت اهتمام المراقبين ونالت قبولا واستحسانا سعوديا وعربيا سيدفعه بالتأكيد إلى اتخاذ المزيد من هذه الإجراءات وربما تكون أكثر جرأة.
عاصفة الحزم:
في عام 2015 تولى الأمير محمد بن سلمان مهمة عملية عاصفة الحزم مع عدة دول أخرى، حيث قام بمواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران التي تحارب الشرعية باليمن، وقد وضعت هذه العملية حدا لتطرف الحوثيين، وساعدت على بناء قوة عربية مشتركة للتصدى لتدخلات إيران في المنطقة.
التحالف الإسلامي:
وبهدف مواجهة الإرهاب في جميع النواحي السياسية والإعلامية والعسكرية والاقتصادية، تم تشكيل هذا التحالف عام 2015.
وشارك في هذا التحالف 44 دولة تعهدت بتقديم أقصى ما تمتلك من قدرات لمحاربة الإرهابيين في العالم الإسلامي.
التحول الوطني 2020:
الأمير محمد بن سلمان هو مهندس الخطة التي تسعى للإصلاح الاقتصادي في المملكة، والتي من خلالها نتج برنامج التحول الوطني 2020، والذي يهدف إلى الاعتماد على عدة مصادر اقتصادية وليس النفط فقط، وتحقيق توازن مالي بالمملكة وتشجيع الاستثمارات الأجنبية.
المرأة السعودية:
تضمنت خطط ولي العهد في الإصلاحات، خطة لتحسين أوضاع المرأة والاهتمام بها من خلال إدخالها في مجالات العمل وجعلها تتولى العديد من الأدوار والمناصب الفعالة، مما يحقق التقدم والإصلاح في اقتصاد المملكة.
الرؤية السعودية 2030:
أعلن الأمير محمد بن سلمان عن "الرؤية السعودية 2030" في عام 2016، وقام بإعدادها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتولى رئاستها الأمير محمد بن سلمان.
وتتضمن الرؤية العديد من الخطط الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، وتتطلع إلى إنجازات وطنية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.
تطوير استراتيجية الاستثمار:
عمل ولي العهد على تطوير صندوق الاستثمارات العامة عن طريق تطوير استراتيجية الاستثمار بالمملكة من أجل الحصول على المشروعات بعوائد متوسطة وأنها لا تحتاج لمخاطرة كبيرة، ويتولى الأمير محمد منصب رئيس مجلس الإدارة الجديد لصندوق الاستثمارات الذي يعمل على تحقيق أرباح مالية كبيرة للمملكة، وقام بعقد مذكرة مع مجموعة "سوفت بانك" اليابانية لإنشاء صندوق استثماري جديد يهدف إلى تعزيز استثمارات القطاع التقني في العالم.
مشروع نيوم:
ويوفر مشروع نيوم فرصا تكاد تكون خيالية، ويهدف المشروع الذي أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تطوير قطاعات اقتصادية رئيسية للمستقبل.
كما يهدف المشروع إلى معالجة مسألة التسرب الاقتصادي في المملكة والمنطقة عموما، حيث يتم دعم هذه الشركات من قبل صناديق تنموية.
التعاون العسكري ضد الإرهاب:
قام ولي العهد هذا العام بالتواصل مع وزير الدفاع الأمريكي جايمس ماتيس للبحث عن وسائل لتحديث آليات التنسيق بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية وتطوير التعاون العسكري والدفاعي بينهما من أجل مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
العمل العربي المشترك:
بذل ولي العهد العديد من الجهود من أجل تنسيق العمل العربي المشترك، وتوحيده لمجابهة تدخلات إيران وما يحدث من عمليات تخريبية بالمنطقة.
القمة العربية الإسلامية الأمريكية:
قامت المملكة خلال شهر مايو الماضي بدعم من الأمير محمد بن سلمان بتنظيم القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وهي عبارة عن مجموعة من الاجتماعات التي تتم بين الملك سلمان ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب، وهدفها مكافحة التطرف.
تأسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية:
كان لولي العهد الفضل في تأسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية، بسبب جهوده المستمرة في سبيل إعادة تنظيم أعمال وزارة الدفاع، والاهتمام بقطاع الصناعات الحربية.
توحيد المجالس العليا في مجلسين رئيسيين:
عمل الأمير محمد بن سلمان على إلغاء العديد من المجالس العليا وإنشاء مجلسين فقط لتوحيد الجهود في المملكة هما: مجلس الشؤون الاقتصادية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، بهدف تسريع عملية تنفيذ القرارات والتخلص من البيروقراطية.
مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية:
الأمير محمد بن سلمان كان وما زال لاعبا رئيسيا في تنسيق العمل العربي المشترك من أجل مواجهة التدخلات الإيرانية والأعمال التخريبية في المنطقة، وكان قطع السودان لعلاقاته مع النظام الإيراني إحدى نتائج جهوده في هذا الصدد.
قائمة الخمسين
اختارت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية الأمير محمد بن سلمان، ضمن "قائمة الخمسين" الخاصة بأكثر من 50 شخصية تأثيرا في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والتكنولوجيا، ممن تَرَكُوا أثرا على مسار التجارة في العالم خلال عام 2017.
وجاء سبب اختيارها الأمير محمد بن سلمان ليحل في المرتبة الثالثة بين قائمة الخمسين، فكرة طرح شركة أرامكو للاكتتاب العالمي في عام 2018، التي تركت أثرا واضحا على الاقتصاد العالمي.
والأمير محمد بن سلمان هو الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وكان أحد العشرة الأوائل في نتائج الثانوية العامة على مستوى المملكة، ونال درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود.
تولى ولي العهد السعودي مناصب وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومستشار هيئة الخبراء بمجلس الوزراء عام 2007، ومستشار أمير منطقة الرياض عام 2009، ورئيس ديوان ولي العهد، ثم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء، وقائد للتحالف العربي في اليمن أثناء عملية عاصفة الحزم.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز