قمة محمد بن زايد وبوتين.. ملفات بارزة ولفتات مهمة ورسائل بالجملة
ملفات بارزة ولفتات مهمة ورسائل بالجملة تضمنتها القمة الإماراتية الروسية التي عقدت بين زعيمي البلدين في الكرملين اليوم الإثنين.
تصدرت أجندة القمة التي تعد الرابعة التي تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال عامين، عدة ملفات مهمة سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو القضايا الدولية، أو التعاون في إطار مجموعة "بريكس".
كما تخللتها لفتات مهمة تبرز قوة العلاقات الشخصية بين الزعيمين ومدى التقدير والاعتزاز الذي يكنه كلا الزعيمين للآخر، إضافة إلى حرص الرئيس الروسي على الترحيب والاحتفاء بضيفه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
أيضا وجه الزعيمان خلال القمة رسائل مهمة تُبرز حرصهما على تطوير الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، ودعمهما كل ما يصب في دعم الأمن والاستقرار في العالم.
3 ملفات رئيسية
من أبرز الملفات التي تم بحثها خلال القمة:
- تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين منذ عام 2018، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفضاء والطاقة وغيرها.
- عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها:
• جهود الوساطة الإماراتية في الأزمة الأوكرانية.
• الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
- أجندة قمة مجموعة "بريكس" ودور المجموعة في دعم العمل الجماعي الدولي لتحقيق الأهداف العالمية المشتركة.
لفتات بارزة
أيضا ظهر خلال القمة قوة العلاقات الشخصية التي تربط بين الزعيمين، التي ظهرت جلية في مظاهر الترحيب والحفاوة سواء خلال قمة اليوم الإثنين أو منذ وصول رئيس الإمارات إلى موسكو مساء الأحد، والتي ظهرت عبر 6 لفتات هي:
- حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في مقر إقامته في نوفو أوغاريفو بالعاصمة موسكو عقب وصوله مساء الأحد، كما أقام مأدبة عشاء خاصة في مقر إقامته تكريما لضيفه الكبير.
وخلال اللقاء تم تبادل الأحاديث الودية، إذ رحب الرئيس الروسي بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيداً بجهوده في تعزيز علاقات البلدين ومواصلة دفعها إلى الأمام حتى وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
- وصول الرئيس فلاديمير بوتين والشيخ محمد بن زايد آل نهيان مُستقلين سيارة واحدة إلى الكرملين قبيل القمة اليوم الإثنين، في لفتة تبرز قوة العلاقات الشخصية وحرص الرئيس بوتين على الاحتفاء بضيفه.
- ظهرت تلك العلاقات القوية عندما خاطب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نظيره الروسي خلال القمة بكلمة "صديقي".
- حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال القمة على تهنئة الرئيس بوتين بعيد ميلاده، الذي حل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
- أعرب الرئيس الروسي عن تقديره الكبير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحرصه على شكره على دور الوساطة الذي اضطلعت به دولة الإمارات في تبادل الأسرى مع أوكرانيا.
- في لفتة امتنان ووفاء، حرص رئيس الإمارات على توجيه الشكر لروسيا عبر كلمات مؤثرة، قال فيها "من الأمور التي أثرت في قلوب الإماراتيين ونتذكرها دائما أن روسيا قدمت مساهمة كبيرة في تحقيق حلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المؤسس رحمه الله بالوصول إلى الفضاء، فقد ذهب هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة فضاء روسية".
وكان لتلك العلاقات القوية أثرها في توصل البلدين إلى توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بينهما خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لروسيا في مطلع يونيو/حزيران 2018، وهي الآن تسهم في تعزيز ودعم وتلك الشراكة.
جلسة المباحثات
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس فلاديمير بوتين، اليوم في الكرملين، مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واستعرض الزعيمان، خلال الجلسة، مسار تطور العلاقات الإماراتية-الروسية خلال الفترة الماضية، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفضاء والطاقة، وغيرها من الجوانب في ظل شراكة البلدين الاستراتيجية، مؤكدين حرصهما على تطوير هذه العلاقات على مختلف المستويات.
كما تطرق اللقاء إلى قمة مجموعة "بريكس" ودور المجموعة في دعم العمل الجماعي الدولي لتحقيق الأهداف العالمية المشتركة.
وثمن رئيس دولة الإمارات في هذا السياق جهود الرئيس فلاديمير بوتين في قيادة أعمال مجموعة "بريكس" في دورتها الحالية، متمنياً لروسيا التوفيق في رئاستها المجموعة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات على بناء شراكات فاعلة مع مختلف دول العالم وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف من أجل تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعوب العالم أجمع.
كما تبادل رئيس دولة الإمارات والرئيس الروسي، خلال اللقاء، وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي هذا السياق أكد نهج دولة الإمارات الثابت في دعم العمل من أجل السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات.
واستعرض الجانبان الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وشدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ضرورة العمل من أجل منع توسيع الصراع في المنطقة والذي يهدد أمنها واستقرارها، إضافة إلى إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل على أساس "حل الدولتين"، الذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع.
من جانبه، رحب الرئيس فلاديمير بوتين برئيس دولة الإمارات في روسيا، معرباً عن شكره وتقديره لجهود الوساطة التي بذلتها دولة الإمارات خلال الفترات الماضية، وأسفرت عن نجاح تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره للحكومة الروسية للتعاون الذي أبدته مع دولة الإمارات في هذا الشأن، والذي كان له الدور المهم في نجاح جهودها، مؤكداً حرص الدولة على مواصلة بذل مزيد من الجهد في هذا الجانب الإنساني المهم.
رسائل مهمة
القمة الإماراتية الروسية تضمنت العديد من الرسائل المهمة بين الزعيمين من أبرزها:
- تأكيد الرئيس بوتين على أن التعاون بين روسيا والإمارات العربية المتحدة مهم بالنسبة للقضايا ذات الطابع العالمي.
- تأكيد الزعيمين حرصهما على تطوير علاقة الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين منذ عام 2018 على مختلف المستويات.
وفي هذا الصدد، أشار الرئيس الروسي خلال اللقاء إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ودولة الإمارات تضاعف 3 مرات خلال السنوات الثلاث الماضية.
بدوره، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن حجم التبادل التجاري النفطي ارتفع من 2.5 مليار دولار عام 2018، إلى أكثر من 11 مليار دولار في 2023، وأكد أن بلاده ستعمل على زيادته.
أيضا كشف الرئيس الإماراتي عن أن بلاده تعمل للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الاتحاد الأوراسي، ستمثل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا.
- تأكيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على حرص بلاده على بناء شراكات فاعلة مع مختلف دول العالم وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف من أجل تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعوب العالم أجمع.
ويشارك رئيس دولة الإمارات، خلال الزيارة في أعمال القمة الـ16 لقادة دول مجموعة "بريكس" التي تستضيفها مدينة قازان الروسية خلال الفترة من 22 إلى 24 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتعد تلك المشاركة هي الأولى لدولة الإمارات في القمة بصفتها عضواً في مجموعة "بريكس" التي انضمت لها مطلع العام الجاري.
وتؤمن دولة الإمارات بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأهمها أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والرعاية الصحية، وأنها السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم والرخاء والازدهار والتنمية.
- التأكيد على ضرورة العمل من أجل منع توسيع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، الذي يهدد أمنها واستقرارها، إضافة إلى إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل على أساس "حل الدولتين"، والذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع.
- التأكيد على نهج دولة الإمارات الثابت في دعم العمل من أجل السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات.
- التأكيد على حرص دولة الإمارات على مواصلة بذل مزيد من الجهد في ملف الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
وتأتي زيارة رئيس دولة الإمارات بعد أيام من وساطة إماراتية ناجحة لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو، هي التاسعة خلال العام الجاري.
وبموجب تلك الوساطة تم إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 190 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 9 وساطات خلال العام الجاري إلى 2184، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز