في إحدى المناسبات العامة شرفت بلقاء أحد قادة قواتنا المسلحة السابقين، ممن عاصروا -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وخبروا مواقفه وكيف كان ينظر للقوات المسلحة وطبيعة الدور الذي تقوم به في إعداد الرجال وبناء الإنسان الإماراتي، وصناعة قادة المستقبل.
وأخبرني أثناء جلوسي وحديثي معه بقصة ملهمة تعبر عن مآثر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الخالدة، وتكشف عن جوانب فريدة في شخصيته كقائد ملهم كان يضع رعاية أبناء الوطن وتأهيلهم في مقدمة أولوياته، كما كانت لديه رؤية استشرافية في قادة المستقبل، وما ينتظرهم من مهام في بناء الوطن وترسيخ نهضته الشاملة.
القصة ببساطة تتعلق بنظرة -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان الاستشرافية لطبيعة الدور الذي كان ينتظر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في مسيرة بناء الوطن.
وتشير القصة إلى أنه وفي أثناء تبادل -المغفور له- الشيخ زايد مع الحضور في مجلسه، الحديث حول ما كان يجده البدو من صعوبة في نقل أمتعتهم وأغراضهم، وكيف كانوا يعتمدون بشكل أساسي في ذلك على الجمل، التفت إلى الحضور، ليقول: "محمد بن زايد يمثل بالنسبة إلينا ذاك الجمل الذي يحمل الأمور الثقيلة، ويتحمل الصعاب ويواجه التحديات".
ويتابع ذاك القائد المتقاعد، قائلاً: إنه وبعد فترة من الزمن، وفي أثناء انتظار الشيخ محمد بن زايد، لإحدى الشخصيات في قاعة الانتظار في المطار، أتيحت لي فرصة التحدث معه، وأخبرته عن تلك القصة، وتشبيه الشيخ زايد له بالجمل الذي يحمل الثقال، ويتحمل الصعاب ويواجه التحديات، فما كان من الشيخ محمد بن زايد إلا أن قال له: "إنه يشعر بقشعريرة في جسده في أثناء سرد هذه القصة".
هذه القصة تعبر عن مآثر الشيخ زايد، وما يمتلكه من صفات فريدة، وتنطوي على العديد من الدروس والدلالات المهمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تشبيه الشيخ زايد بن سلطان -طيب الله ثراه- للشيخ محمد بن زايد بأنه كـ"الجمل الذي يحمل الأمور الثقيلة، ويتحمل الصعاب ويواجه التحديات" الذي يكشف عن رؤية الشيخ زايد بن سلطان الاستشرافية العميقة لطبيعة الدور الذي كان ينتظر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في مسيرة بناء الوطن، والنهوض به.
وقد أثبت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنه عند حُسن الظن به، بما يقوم به من جهود متواصلة تستهدف تعزيز الأمن الشامل لدولة الإمارات العربية المتحدة، والحفاظ على مكتسباتها التنموية والحضارية، والارتقاء بمكانتها بين الأمم والشعوب، كما أنه يواصل السير على مدرسة حكيم العرب في تعزيز أواصر التضامن العربي، والتوسط لإنهاء الأزمات التي تمثل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
إن ما يقوم به صاحب السمو رئيس دولة الإمارات -حفظه الله- من جهود متواصلة كي تظل دولة الإمارات واحة للأمن والأمان، وتواصل طموحها نحو تعزيز ريادتها على الصعيد العالمي في مجالات التنمية كافة، وما يتبناه من رؤى لتعزيز التضامن العربي وتحقيق الأمن والاستقرار لدول المنطقة بأسرها، يجعلني أضم صوتي إلى ما قاله لي ذاك القائد المتقاعد، في نهاية سرده لهذه القصة، بأنه كان يتمنى أن يكون -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- لا يزال حياً يرزق بيننا، حتى نقول له إن "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هو فخر الأمة وذخرها، والقدوة الحقيقية لشبابها، لما يملكه من صفات قيادية ملهمة، وقدرة على التأثير وبث الأمل وإحداث التغيير الإيجابي في حياة الشعوب".
لقد حرص -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- على إعداد القادة وتأهيلهم منذ وقت مبكر لتحمل مسؤولية الوطن، حيث كان يرى في سمو الشيخ محمد بن زايد أنه امتداد له ولمدرسته في القيادة، وكان يعول عليه في القيام بالعديد من المهام والمسؤوليات الجسام التي تتعلق بشؤون المواطنين وبناء وتطوير جميع مؤسسات الدولة والنهوض بها، كي تظل دولة الإمارات تخطو بخطى ثابتة وواثقة نحو حماية مكتسباتها التنموية والحضارية، وتعزيز دورها في حفظ السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة