جولة محمد بن زايد.. «دبلوماسية الأخوة» تعزز التضامن الخليجي

جولة خليجية "أخوية" للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تأتي في توقيت هام، وتحمل رسائل ودلالات مهمة.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارتين لكل من قطر والبحرين على التوالي، الأربعاء، فيما زار سلطنة عمان اليوم الخميس.
تأتي الجولة غداة اعتداء إسرائيلي استهدف العاصمة الدوحة، الثلاثاء، بادرت دولة الإمارات بإدانته بأشد العبارات، مؤكدة تضامنها الكامل مع دولة قطر، ودعت المجتمع الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لردع إسرائيل ووقف هذه الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية.
وتضمنت الجولة عقد 3 قمم بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والسُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.
3 قمم في أقل من 24 ساعة تتوج بها الإمارات "دبلوماسية الأخوة" في زمن الأزمات، وترسل رسالة للعالم أجمع أن دول الخليج على قلب رجل واحد، وأن أمنها واستقرارها خط أحمر.
مباحثات أخوية تركزت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الإمارات وكل دولة خليجية على حدة من جانب، وإدانة إدانة الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر من جانب آخر، في إطار جهود إماراتية لتعزيز التضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على تعزيز أمن واستقرار المنطقة بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص.
جولة يجسد بها رئيس دولة الإمارات "دبلوماسية الأخوة"، ويؤكد المعدن الأصيل لدولة الإمارات وقيادتها الداعمة لعلاقات الأخوة بين الإمارات وأشقائها وتعزيز التضامن الخليجي والعربي.
قمة إماراتية قطرية
في أولى محطات جولته الخليجية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، زيارة أخوية إلى دولة قطر.
وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق لدى وصوله مطار حمد الدولي.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول زعيم في العالم يزور قطر ويلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد الهجوم الإسرائيلي أمس، في زيارة تحمل رسائل ودلالات مهمة وتجسد معاني التضامن والدعم والأخوة بين البلدين.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري في الدوحة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وسبل تعزيزها إضافة إلى الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية.
وخلال اللقاء، وجه رئيس دولة الإمارات عددا من الرسائل المهمة تجسد علاقات الأخوة والتضامن بين البلدين.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جدد تأكيده على تضامن دولة الإمارات الكامل مع قطر ودعمها جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها.
وشدد على أن الاعتداء يشكل انتهاكاً لسيادة قطر وجميع القوانين والأعراف الدولية ويقوض أمن المنطقة واستقرارها وفرص السلام فيها.
وأشاد في هذا السياق بجهود أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
وتعد المباحثات بين الزعيمين خلال الزيارة هي الثانية خلال أقل من 24 ساعة، بعد مباحثات هاتفية جرت بين الزعيمين، مساء الثلاثاء، وأعرب خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها.
أيضا يعد اللقاء بين الزعيمين هو الثاني خلال 3 شهور والرابع خلال العام الجاري، والثاني عشر خلال 33 شهرا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه نفذ غارات جوية استهدفت قادة في حركة "حماس" داخل الدوحة. وأعلنت حماس مقتل 5 أشخاص في الضربات، فيما أكدت السلطات القطرية مقتل أحد أفراد قوة الأمن الداخلي وإصابة آخرين.
وبادرت دولة الإمارات بإدانة الهجوم بأشد العبارات عبر أكثر من بيان.
قمة إماراتية بحرينية
وفي ثاني محطات جولته الخليجية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة أخوية إلى مملكة البحرين.
وكان عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق لدى وصوله مطار قاعدة الصخير الجوية.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وسبل تنميتهما في جميع المجالات خاصة التنموية بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويسهم في تحقيق تطلعات شعبيهما نحو مزيد من التنمية والازدهار.
ورحب عاهل البحرين بأخيه رئيس دولة الإمارات وتبادلا الأحاديث الودية التي تعبر عن عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين وقيادتيهما، مؤكدين الحرص المتبادل على مواصلة التشاور الأخوي خاصة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.
كما استعرض الجانبان خلال اللقاء عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأعرب الزعيمان عن إدانة دولة الإمارات ومملكة البحرين الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة الذي يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادتها وخرقاً للقانون الدولي وتهديداً للأمن والاستقرار الإقليميين بما يدفع نحو مزيد من التصعيد في المنطقة ويقوض فرص السلام فيها.
وأكد الزعيمان تضامن البلدين مع قطر ودعمهما كل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها وأراضيها.
ويعد هذا اللقاء الرابع الذي يجمع الزعيمين خلال العام الجاري بعد 3 لقاءات في الإمارات في فبراير/شباط ومايو/أيار ويوليو/تموز.
قمة إماراتية عُمانية
وفي ثالث محطات جولته الخليجية، وصل الشّيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان في زيارة "أخوية خاصة"، التقي خلالها السُّلطان هيثم بن طارق في محافظة ظفار.
ووفق وكالة الأنباء العمانية الرسمية فإن الزيارة تأتي" توطيدًا للرّوابط الأخويّة الوثيقةِ بين سلطنةِ عُمان ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة".
ووفق وكالة الأنباء الإماراتية فإن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحث، الخميس، مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وسبل الارتقاء بهما بما يخدم مصالحهما المتبادلة.
واستعرض الجانبان العلاقات الثنائية وما تشهده من تطور نوعي في مختلف مساراتها، مؤكدين حرصهما المشترك على مواصلة تعزيز تعاونهما ودفعه نحو آفاق أرحب بما يعود بالخير على شعبيهما.
كما تطرق اللقاء إلى التطورات التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها الاعتداء الإسرائيلي على أراضي دولة قطر الشقيقة.
وجدد رئيس دولة الإمارات وسلطان عمان إدانة البلدين هذا الاعتداء، مؤكدين تضامنهما مع قطر ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات من شأنها حماية أمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها.
وشدد الجانبان على أن الاعتداءات الإسرائيلية على دولة قطر تمثل انتهاكاً لسيادة الدول، وخرقاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً للأمن والاستقرار الإقليمي.
كما استعرض الجانبان مسيرة العمل الخليجي المشترك، مؤكدين حرص البلدين على تعزيز أواصر التكامل الخليجي ودعم كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة مجلس التعاون الخليجي ويعمق روابط التعاون الأخوي بين دوله، ويحقق تطلعات شعوبه وآمالها في التقدم والازدهار..إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء أن دولة الإمارات وسلطنة عمان تربطهما علاقات أخوية تاريخية عميقة، ليس فقط على المستوى السياسي أو الاقتصادي وإنما كذلك على المستويين الاجتماعي والثقافي، مشيراً إلى أن المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد قاما بدور أساسي وتاريخي في ترسيخ الأخوة والمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين.. ونحن نواصل هذا النهج..وستظل العلاقات الإماراتية - العمانية دائماً نموذجاً للتفاهم والاحترام المتبادل والتعاون على الخير والازدهار.. لبلدينا والمنطقة.
قمة إماراتية سعودية
وتأتي الجولة الخليجية بعد أقل من أسبوع، من زيارة أخوية أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى المملكة العربية السعودية 3 سبتمبر/أيلول الجاري، والتقى خلالها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد السعودية رئيس مجلس الوزراء.
زيارة أخوية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى السعودية، تتوج العلاقات التاريخية الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أخيه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود العلاقات الأخوية الراسخة ومختلف جوانب التعاون الاستراتيجي والعمل المشترك بين البلدين.
كما تناول الزعيمان خلال اللقاء الذي جرى في الرياض عدداً من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين خاصة المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها التطورات في الأرض الفلسطينية المحتلة والجهود المبذولة تجاه تداعياتها الأمنية والإنسانية.
وأكد الجانبان في هذا السياق أهمية العمل على ترسيخ أركان الاستقرار والأمن والسلم الإقليمي من خلال إيجاد مسار واضح للسلام الدائم والشامل والعادل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" لما فيه مصلحة جميع شعوب المنطقة ودولها.
الكويت.. دروس مهمة
أيضا تأتي الجولة الخليجية بعد مرور 5 أسابيع على الذكرى 35 للغزو العراقي للكويت، التي آثر الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات نشر تدوينة حينها عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" لاستخلاص الدروس والعبر منها.
كان أبرز تلك الدروس هو أن التضامن الخليجي السند الحقيقي لمواجهة التحديات.
وقال الدكتور قرقاش في تدوينته: "غزو دولة الكويت الشقيقة واحتلالها الغاشم شكّل لحظة وعي حاسمة لجيلٍ كامل في الخليج العربي، تعلمنا أن الوطن أولاً وأبداً، وألا ننخدع بالشعارات، وأن نعوّل على التضامن الخليجي، فهو السند الحقيقي".
درس تؤكد عليه الجولة الخليجية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في ظل التطورات الجارية.
وتأتي الجولة الخليجية فيما تمضي العلاقات الأخوية التاريخية المتينة التي تجمع دولتي الإمارات والكويت إلى آفاق أرحب، وسط حرص متبادل على مواصلة تنمية تعاونهما بما يعود بالخير والنماء على شعبي البلدين الشقيقين.
وتُوّجت تلك العلاقات بزيارة مهمة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، إلى الكويت في يونيو/حزيران الماضي، أجرى خلالها مباحثات مهمة مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وتم خلالها توقيع 14 اتفاقية.
جاءت هذه الزيارة بعد نحو 7 أشهر من "زيارة الدولة" التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الكويت في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.