محمد بن زايد.. "فارس الإنسانية" يعزز ريادة الإمارات عالميا
يحيي العالم، الجمعة، يوم العمل الإنساني وهو يستذكر بامتنان وتقدير مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
مبادرات في دعم العمل الإنساني والخيري والإغاثي وتعزيز الأخوة الإنسانية، ساهمت في تعزيز ريادة الإمارات إنسانيا وترسيخ مكانتها عالميا كعاصمة للخير والعمل الإنساني.
تلك الريادة الإنسانية تعهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالحفاظ عليها خلال كلمات مؤثرة وجهها في 13 يوليو/تموز الماضي ضمن أول خطاب شامل يتناول فيه رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في خطابه: "على نهج زايد الخير.. سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.. والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون".
كلمات رسم من خلالها خارطة طريق لتعزيز ريادة الإمارات في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير وضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وتحتفل دولة الإمارات، باليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس/ آب من كل عام، والذي يحمل هذا العام شعار "يد واحدة لا تصفق"، للتعبير عن أهمية الجهد الجماعي وتعزيز التحالف الدولي للعمل الإنساني.
أقوال وأفعال
شعار طبقته القيادة الإماراتية على أرض الواقع، فلا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية ونشر التسامح والسلام.
ومع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضرا دائما لتقديم يد العون والمساعدة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان لكل المقيمين على أرضها.
وضمن أحدث تلك الجهود، وصلت إلى ميناء مقديشو في الصومال قبل أيام باخرة مساعدات إماراتية تحمل أكثر من ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية المتنوعة، لتوفير الاحتياجات الضرورية لحوالي 2.5 مليون شخص ممن تضرّروا من موجة الجفاف في الصومال ودعم أوضاعهم الإنسانية.
تأتي هذه المبادرة ضمن توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم جميع أشكال الدعم الإنساني للشعب الصومالي في مواجهة موجة الجفاف.
وتبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة لإيصال المساعدات الإغاثية إلى الأقاليم الصومالية التي تأثّرت بموجة الجفاف التي تسبّب بها شح الأمطار لثلاثة مواسم متتالية.
وفي الشهر نفسه (أغسطس/ آب الجاري) نفذت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية -بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- إغاثة عاجلة شملت مساعدات غذائية وطبية إلى السودان، تحتوي على 380 طنا من المواد الغذائية الأساسية و4.5 طن من الأدوية، مخصصة للمتأثرين والنازحين بولايات دارفور.
تأتي هذه المساعدات بعد أسابيع من تسيير دولة الإمارات- بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- جسرا جويا يحمل سلالاً غذائية متكاملة وإمدادات طبية وفريقاً طبياً ومستشفى ميدانياً للتخفيف من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب ولايتي خوست وبكتيكا جنوب شرق أفغانستان يونيو/ حزيران الماضي.
تعزيز الأخوة الإنسانية
واحتفى العالم في 4 فبراير/شباط الماضي، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، وسط امتنان وتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تلك المبادرة التاريخية، إثر رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/شباط 2019، والتي تحولت ليوم عالمي تم الاحتفاء به دولياً لأول مرة فبراير/شباط 2021.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، 4 فبراير/ شباط يوما عالميا للأخوة الإنسانية بناء على مبادرة قدمتها الإمارات، بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
القرار الأممي جاء تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي لم يدخر جهدا كي تظهر هذه الوثيقة إلى العالم بمبادئها السامية التي تمهد الطريق نحو عالم أفضل.
ويعد هذا القرار انتصارا لفكر وجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، راعي وثيقة الأخوة الإنسانية، والداعم لنشر مبادئها على المستوى العالمي.
مكافحة الأوبئة
أيضا تحفل مسيرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالعطاء والدعم والمبادرات ذات التأثير العالمي بهدف النهوض بقطاع الرعاية الصحية في الإمارات والعالم، وتعزيز المنظومة الدولية لمكافحة الأوبئة والأمراض الأكثر تهديداً لحياة البشر.
وشكلت توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورؤيته، خلال السنوات الماضية، الأساس الذي انطلقت منه مبادرات دولة الإمارات ومساهماتها المالية وأعمالها ومشاريعها الميدانية التي استهدفت تعزيز البرامج الصحية والعلاجية، وتنفيذ حملات التطعيم، وتوفير اللقاحات حول العالم.
وشكلت جائحة "كوفيد- 19" إحدى أصعب التحديات المعاصرة التي اجتاحت العالم، وفيها أكدت مواقفه، البعد الإنساني الذي يحمله هذا الرجل في قلبه، حيث مد يده لعون القريب والبعيد، ودشن المستشفيات ووفر اللقاحات، وأقام المدن الإنسانية، وأرسل المساعدات للعالم دون تفرقة أو تمييز.
ومنذ بدء الجائحة في 2020، أرسلت الإمارات آلاف الأطنان من المساعدات الطبية العاجلة التي شملت اللقاحات ومعدات الحماية الشخصية وأجهزة التنفس الصناعي والاختبارات إلى قرابة 140 دولة.
وفي سياق متصل، يعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أحد أكبر المساهمين للمبادرات المعنية بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة، التي تشكل أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، وتخليص الدول النامية والفقيرة من تلك الأمراض مثل: شلل الأطفال والملاريا، ومرض دودة غينيا، والعمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفاوي، بالتعاون والمشاركة مع الجهات الدولية المعنية.
وأطلق من أبوظبي في عام 2017، صندوق بلوغ الميل الأخير ، وهي مبادرة مدتها 10 سنوات، بقيمة 100 مليون دولار، بهدف التمهيد لإنهاء مرضين مداريين مهملين ومدمرين، وهما: العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي، كما وفر الصندوق خلال عام 2018، أكثر من 13.5 مليون علاج للمرضين، ودرب حوالي 76 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية، للمساعدة في توسيع نطاق العلاج ومناطقه.
إلى جانب ذلك، وفي إطار مبادرة الشيخ محمد بن زايد، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم قدم المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان منذ بداية عام 2016، وحتى شهر سبتمبر/ أيلول العام الماضي، 583 مليوناً و240 ألفاً و876 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، خلال 8 سنوات، لأكثر من 102 مليون طفل باكستاني.
وعلى مدار السنوات العشر الماضية، قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ما يزيد على 450 مليون دولار، من أجل تحسين الأوضاع الصحية للشعوب حول العالم، وتوفير هذه المساعدات في صورة علاجات ورعاية وقائية وتدريب في المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية الجيدة، مع التركيز بشكل خاص على بلوغ الميل الأخير للقضاء على الأمراض.
إشادات دولية
مواقف ومبادرات ولفتات إنسانية تبلور صورة قائد استثنائي، اتفق على حبه الجميع، فتسابق العالم للتعبير عن الشكر والتقدير والامتنان لجهوده.
فقبل أسبوع، ثمن وافل رام كالاوان رئيس جمهورية سيشل خلال استقباله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القصر الجمهوري في العاصمة فيكتوريا دعم دولة الإمارات الكبير لبلاده في العديد من المجالات التنموية، وما قدمته لها من مساعدات خلال مواجهة جائحة "كورونا".
وفي 28 يونيو / حزيران الماضي تقدم الدكتور حسين علي مويني رئيس إقليم زنجبار بالشكر الجزيل إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على رعاية ودعم الإمارات لإقامة عدة مشاريع خيرية وإنسانية في بلاده.
وتتويجا لجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإنسانية، منحه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جائزة "رجل الدولة الباحث" لدوره في نشر السلام والتسامح بالعالم.
جائزة جاءت بعد 4 شهور من تتويج الفاتيكان له في يوليو/ تموز 2021 بوسام "رجل الإنسانية"، عرفاناً وتقديراً لدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المستمر وجهوده الخيرة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي وتكريماً لدوره في تعزيز قيم السلام والتعايش وتأكيد أهمية الحوار وسيلةً لتجنب الصراعات وإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية.
كما جاء التكريم تقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة "كوفيد- 19".
على الصعيد الشعبي، سبق أن منح العرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لقب "القائد العربي الأبرز" لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة "روسيا اليوم".
فيما منحه المصريون لقب صاحب أسرع رد فعل إنساني عالمي، بعد مبادرته السريعة بالتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه مصري (3 ملايين دولار) لصالح معهد الأورام الذي تعرض لخسائر جراء الحادث الإرهابي الذي وقع في أغسطس/آب 2019 بمنطقة وسط القاهرة.