يوم العمل الإنساني.. الإمارات عاصمة عالمية للخير
يحيي العالم، الجمعة، اليوم العالمي للعمل الإنساني فيما تواصل الإمارات جهودها الإغاثية حول العالم، ما يتوجها بحق عاصمة للخير والإنسانية.
جهود إنسانية تتواصل ومبادرات تنموية تتزايد سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تبقى الإمارات رائدة في العمل الإنساني على مستوى المنطقة والعالم.
يحتفل العالم هذا العام بيوم العمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس/ آب من كل عام، فيما تواصل دولة الإمارات إرسال مساعدات غذائية وإغاثية وصحية تباعاً لمختلف أنحاء العالم تتوج بها دبلوماسية الخير وترسّخ مكانتها كعاصمة للإنسانية.
مبادرات تستهدف تقليل حدة الفقر ومكافحة الجوع والأمراض والأوبئة وسوء التغذية ومجابهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية ومد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
على صعيد مكافحة الجوع، أطلقت الإمارات مبادرات عالمية بارزة من أبرزها مبادرة "المليار وجبة" لإغاثة المحتاجين في 50 دولة بالعالم.
كما عبرت المبادرات وحزم الدعم الفوري التي قدمتها دولة الإمارات لدعم وإغاثة اللاجئين حول العالم عن منظومة القيم الإنسانية المتمثلة في التسامح و المحبة والعطاء غير المقيد.
وفيما يتعلق بمكافحة الأمراض والأوبئة، كان لجهود الإمارات دور بارز في مواجهة وباء كورونا "كوفيد-19"، عالمياً على أكثر من صعيد.
على صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والحرائق، كانت الإمارات حاضرة دائماً لمد يد العون والمساعدة ودعم المتضررين والمنكوبين.
جسور إنسانية
وضمن أحدث تلك الجهود، وصلت إلى ميناء مقديشو في الصومال قبل أيام باخرة مساعدات إماراتية تحمل أكثر من ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية المتنوعة، لتوفير الاحتياجات الضرورية لحوالي 2.5 مليون شخص ممن تضرّروا من موجة الجفاف في الصومال ودعم أوضاعهم الإنسانية.
تأتي هذه المبادرة ضمن توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات بتقديم كافة اشكال الدعم الانساني للشعب الصومالي الشقيق في مواجهة موجة الجفاف.
وتبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة لإيصال المساعدات الإغاثية إلى الأقاليم الصومالية التي تأثّرت بموجة الجفاف التي تسبّب بها شح الأمطار لثلاثة مواسم متتالية.
وفي الشهر نفسه (أغسطس/ آب الجاري) نفذت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية - بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- إغاثة عاجلة شملت مساعدات غذائية وطبية إلى السودان، تحتوي على 380 طنا من المواد الغذائية الأساسية و4.5 طن من الأدوية، مخصصة للمتأثرين والنازحين بولايات دارفور.
تأتي هذه المساعدات بعد أسابيع من تسيير الإمارات، جسر جوي يحمل سلالاً غذائية متكاملة وإمدادات طبية وفريقاً طبياً ومستشفى ميدانياً للتخفيف من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب ولايتي خوست وبكتيكا جنوب شرق أفغانستان يونيو/ حزير الماضي.
وفي الشهر نفسه، أرسلت دولة الإمارات 8 يونيو/ حزيران الماضي طائرة مساعدات إلى مدينة ديربان في جنوب أفريقيا تحمل على متنها 50 طناً من الإمدادات الغذائية الضرورية، بهدف التخفيف من حدة التداعيات التي خلفتها كارثة الفيضانات التي اجتاحت السواحل الشرقية لجنوب أفريقيا والتي خلّفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وذلك في إطار جهودها وتقديمها الدعم الإغاثي للدول الصديقة والشقيقة.
وفي 10 أغسطس / آب الجاري، وجه الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الفيضانات في إقليم بلوشستان الباكستاني، وتقديم الخدمات الإنسانية لهم.
وبدأت الهيئة على الفور في تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج الإغاثي لتلبية احتياجات آلاف الأسر من الغذاء ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية الأخرى.
دعم اللاجئين.. أوكرانيا نموذجا
عبرت المبادرات وحزم الدعم الفوري التي قدمتها دولة الإمارات لدعم وإغاثة اللاجئين حول العالم عن منظومة القيم الإنسانية المتمثلة في التسامح والمحبة والعطاء غير المقيد.
وشهد العام الجاري مجموعة من المبادرات وبرامج الدعم الفوري للعديد من دول العالم دون تفريق أو تمييز لأي اعتبارات ثقافية أو دينية أو عرقية.
واستجابة للأزمة الأوكرانية الروسية دشنت الإمارات منذ شهر مارس/ آذار الماضي جسرا جويا إغاثيا سيرت خلاله عشرات الطائرات التي حملت على متنها مئات الأطنان من المساعدات للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي يواجهها النازحون والاجئون الأوكرانيون.
وضمن أحدث جهود الدعم الإغاثي لأوكرانيا، أرسلت دولة الإمارات 17 يونيو/ حزيران الماضي طائرة تحمل على متنها 27 طنا من الإمدادات الغذائية والطبية لدعم اللاجئين الأوكرانيين في جمهورية بولندا.
ومنذ حدوث الأزمة الأوكرانية قامت الإمارات بإرسال 6 طائرات إلى بولندا ومولدوفا، تحمل على متنها 156 طنا من المساعدات الغذائية والطبية وسيارات الإسعاف.
ورسخت الإمارات خلال السنوات الماضية مكانتها ودورها المؤثر على الصعيد الدولي في مجال دعم ومساعدة اللاجئين الذين قفزت أعدادهم الإجمالية أكثر من 100 مليون شخص حتى مايو/ آيار الماضي وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبلغ حجم الدعم الذي قدمته الإمارات لبرامج المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2010 قرابة 300 مليون درهم.
وقدمت دولة الإمارات على مدار السنوات الـ 12 سنة الماضية ما يزيد على 2.1 مليار دولار من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان من خلال توفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وإنشاء المستشفيات الميدانية.
هذا بالإضافة إلى إنشاء المخيم الإماراتي- الأردني في منطقة مريجيب الفهود الأردنية ومخيمات مماثلة في إقليم كردستان العراق وفي اليونان، لتوفير سبل المعيشة والحماية والخدمات الاجتماعية المختلفة.
مكافحة كورونا.. مساعدات لـ140 دولة
على صعيد مكافحة الأمراض والأوبئة، تبرز جهود الإمارات الإنسانية البارزة لمكافحة وباء كورونا، فمنذ بدء الجائحة في 2020، أرسلت الإمارات آلاف الأطنان من المساعدات الطبية العاجلة التي شملت اللقاحات ومعدات الحماية الشخصية وأجهزة التنفس الصناعي والاختبارات إلى قرابة 140 دولة.
كما قامت ببناء وتجهيز مستشفيات ميدانية في 9 دول مثل فلسطين – غزة، ولبنان وسوريا، والسودان، وموريتانيا، وسيراليون.
وتواصل الإمارات العربية المتحدة، بناء على توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، الجهود الدؤوبة نحو مساندة العمل الإنساني الدولي لتوفير استجابة صحية منسقة وشاملة للحد من جائحة كوفيد-19، من خلال تعزيز النظام الصحي العالمي بما يضمن الوصول العادل والمستدام للقاحات والعلاجات الآمنة والفعالة للجميع دون تفرقة أو تمييز.
ووفاءً بالتزام دولة الامارات بمواصلة العمل مع المجتمع الدولي، تعهدت دولة الإمارات في مايو/ آيار الماضي بتقديم مبلغ 60 مليون دولار أمريكي لدعم الجهود العالمية المبذولة للقضاء على جائحة فيروس كوفيد-19، والاستعداد للأوبئة الصحية المستقبلية، بما في ذلك متحورات الفيروس.
مكافحة الجوع
وتمضي القيادة الإماراتية على طريق المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مد يد العون والمساعدة والعمل على مكافحة الفقر والجوع ومساعدة المعوزين حول العالم دون النظر إلى جنسياتهم أو لونهم أو ديانتهم.
ومع تنامي تحدي الجوع وسوء التغذية الذي يهدد أكثر من 800 مليون إنسان، وتصاعد أزمات الأمن الغذائي، أطلقت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على مدى السنوات الثلاث الأخيرة سلسلة حملات لتقديم الدعم الغذائي استفاد منها الملايين من الأفراد والأسر المتعففة والمحتاجين واللاجئين والنازحين والمتضريين من الكوارث والأزمات في أكثر من 50 دولة حول العالم.
كما في مبادرة المليار وجبة التي انطلقت بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إبريل/ نيسان الماضي وشكلت استكمالاً لمبادرة 100 مليون وجبة التي أنجزتها المؤسسة عام 2021، فيما كانت البداية مع حملة "10 ملايين وجبة" التي شكلت شريان حياة للمتضررين من جائحة كوفيد-19 عام 2020.
أكبر مقر لوجستي إنساني في العالم
وبغرض تسهيل وتسريع إيصال المعونات إلى من يحتاجها بشكل أكبر، تم إنشاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، أكبر مركز للخدمات اللوجستية الإنسانية في العالم، تعمل من خلاله 54 منظمة إنسانية وتسع وكالات تابعة للأمم المتحدة.
وتلعب المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي والتي تعد أكبر مقر لوجستي إنساني في العالم دورا أساسيا في تسهيل الاستجابات الأولية الفعالة لمعاناة اللاجئين حول العالم.
ويسهم الموقع الاستراتيجي للمدينة بدبي في تمكين المنظمات الإنسانية للاستجابة بسرعة للكوارث وتقديم إمدادات الإغاثة لما يقرب من ثلثي العالم بأقصى سرعة وكفاءة.
مأسسة الخير
ويتميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية. وقد سجلت هذه المؤسسات حضورا لافتا على الساحة الدولية خلال السنوات الماضية ومن أبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تغطي عملياتها الإنسانية العالمية أكثر من 100 دولة سنويا، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تنضوي تحت رايتها 30 مؤسسة ومبادرة.
وخصصت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 7 مليارات درهم للعمل الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية، كما بلغت المساعدات 2.1 مليار درهم خلال السنوات الخمس، حيث أحدثت تغييراً فاعلاً في حياة 91 مليون إنسان في 97 دولة حول العالم.
وخلال عام 2020، قدمت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية مساعدات إنسانية وإغاثية في مختلف أنحاء العالم بقيمة إجمالية بلغت 382 مليون درهم وصل أثرها إلى 34.8 مليون إنسان.
وسجل محور المساعدات الإنسانية والإغاثية؛ أحد المحاور الخمسة التي تعمل ضمنها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية؛ أداءً استثنائياً خاصة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية «كوفيد 19» وباءً عالمياً.
وتوجد أيضا، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، التي أرسى معالمها ووضع نظامها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل 30 عاما، ورصد لها وقفا اعتبر في ذلك التاريخ من أكبر الأوقاف في المنطقة، حيث بلغ مليار دولار أمريكي.
ويعود ريعه للعمل الخيري والإنساني في مجالات التعليم والصحة والإغاثة والعمل والخيري المتنوع داخل الدولة وخارجها، علاوة على تشجيع البحوث والدراسات العلمية بالجوائز لدعم مسيرة التطور العلمي والحضاري.
وقدمت المؤسسة منذ تأسيسها مساعدات وبرامج ومشاريع إنسانية، في أكثر من 188 دولة حول العالم دون تمييز عرقي أو ديني أو مناطقي.
ورسمت حكومة دولة الإمارات أطراً تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الدولة كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في مجتمعنا.
برز ذلك جليا عبر مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 50 عاماً منذ تأسيس الإمارات، نجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000.
هذا بالإضافة إلى نحو 206 مليارات و34 مليون درهم (56.14 مليار دولار أمريكي) خلال الفترة من 2010 وحتى 2021.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز