محمد بن زايد وتطوير القوات المسلحة.. ريادة عسكرية لدعم السلام
مستقبل واعد ينتظر القوات المسلحة الإماراتية في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ رئيس دولة الإمارات القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وبايع حكام دولة الإمارات، أمس السبت، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للبلاد، وقائدا لمسيرتها، خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الجمعة.
وبتوليه مقاليد الحكم، تبدأ حقبة تاريخية جديدة في دولة الإمارات، يكمل فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مسيرة البناء والازدهار التي بدأها والده الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مرحلة تأسيس الدولة، وواصلها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعد توليه الحكم خلفا لوالده عام 2004، وقاد البلاد من التأسيس إلى التمكين، وكان للشيخ محمد بن زايد آل نهيان دور فاعل في المرحلتين.
حقبة تاريخية، في مستهل خمسين عام جديدة في تاريخ دولة الإمارات التي تأسست عام 1971، تنطلق فيها بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نحو مئوية رائدة وآفاق مستقبلية واعدة لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
آفاق مستقبلية واعدة تنتظر دولة الإمارات على مختلف الأصعدة في تلك الحقبة التاريخية الجديدة، على صعيد السياسة و الاقتصاد والأمن والدفاع و التنمية و الأعمال الخيرية والإنسانية، وغيرها.
وتعد القوات المسلحة الإماراتية من أبرز وأهم الجهات التي يرتقب أن تحظى بعناية خاصة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، القائد الأعلى للقوات المسلحة.بصمات بارزة
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صاحب بصمات بارزة في عمليات النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها البلاد، وله جهود بارزة على وجه خاص في تطوير القوات المسلحة الإماراتية الذي تدرج في عدد من المناصب بها منذ تخرجه عام 1979 في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وصولا لتعيينه في يناير/كانون الثاني 2005 نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وشغل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية، من ضابط في الحرس الأميري- قوات النخبة في دولة الإمارات العربية المتحدة- إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج إلى عدة مناصب عليا حيث تولى منصبي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، وذلك قبل أن يصبح رئيساً لأركان القوات المسلحة في عام 1993، ومن ثم تقلد رتبة الفريق بعد سنة من تاريخه.
وفي يناير/كانون الثاني 2005 تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كما تم ترفيعه إلى رتبة فريق أول.وأسهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تطوير القوات المسلحة الإماراتية، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، مستلهماً توجيهات والده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وكان القوة الدافعة لنجاح برنامج الخدمة الوطنية والاحتياط منذ انطلاقه في عام 2014. وهو البرنامج الذي أحدث نقلة نوعية في تكوين الشباب الإماراتي، من خلال تدريبهم عسكرياً، وتعويدهم على الانضباط وإدارة الوقت، وإكسابهم مهارات قيادية، وتعميق القيم الوطنية في نفوسهم.
وقد ساهمت توجيهاته المباشرة والقيادية، في جعل القوات المسلحة الإماراتية مؤسسة رائدة تحظى بتقدير عدد كبير من المؤسسات العسكرية الدولية، كما أضحى جيش دولة الإمارات أحد أقوى جيوش المنطقة والعالم.تطوير متواصل
وقد واكب هذه النقلة النوعية درجة عالية من التنظيم والإعداد والتدريب للعنصر البشري واقتناء مدروس لأحدث ما توصلت إليه التقنية العسكرية من أسلحة ومعدات تتلاءم مع مستلزمات الحرب الحديثة والاحتياجات الدفاعة للذود عن حمى الوطن.
وتمتلك دولة الإمارات اليوم النسخة الأحدث على مستوى العالم من مقاتلات "إف 16" المعروفة بـ"بلوك 60" التي تتمتع بالرادار الأحدث عالمياً بالإضافة إلى مقاتلات ميراج 2000 9- المطورة خصيصاً لدولة الإمارات من حيث أنظمتها وقدراتها القتالية.
وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن دولة الإمارات وقعت عقداً مع فرنسا لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال لتحل محل أسطول الميراج في سرب القوات الجوية الإماراتية، بالإضافة للتدريب والصيانة.
كما تمتلك دولة الإمارات أحدث منظومات الدفاع، من بينها صواريخ الدفاع الجوي طويلة المدى من طراز MIM- 104 Patriot PAC-3 و"ثاد" أمريكية الصنع، بالإضافة إلى صواريخ "بانتسير-أس"1 الروسية متوسطة المدى.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت شركة "هالكن" الإماراتية عن منظومة صواريخ "سكاي كيه نايت"، خلال معرض الدفاع الدولي "آيدكس 2021"، لتصبح أول منظومة دفاع جوي تنتجها دولة الإمارات محليا.
وتقول مجلة "ديفينس نيوز" إن منظومة "سكاي كيه نايت" يمكنها التصدي للصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون والطائرات المسيرة "الدرونز" والطائرات الثابتة الأجنحة في مدى يزيد عن 10 كيلومترات.
وحلت دولة الإمارات في المركز 36 عالميا والخامسة عربيا بين 140 دولة وفقا لتصنيف موقع جلوبال فاير باور لترتيب أقوى جيوش العالم عام 2022.
نشر السلام
بموازاة تطوير القوات المسلحة، كانت تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة دائما أن رسالتها للعالم كله هي رسالة سلام ولكنها تؤمن دائما بأن امتلاك القوة هو أكبر ضمانة للحفاظ على هذا السلام.
وهو ما أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تصريحات له قبل أيام، بمناسبة الذكرى الـ46 لتوحيد القوات المسلحة الإماراتية 6 مايو /أيار 1976، حيث أكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن السلام هو طريق تحقيق طموحات الشعوب وتطلعاتها إلى التقدم والازدهار وتعمل على تعزيز أركان هذا السلام في المنطقة وإيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية .. بجانب تهيئة الظروف لشراكات فاعلة من أجل التنمية والازدهار في المنطقة برمتها .. ولكنها تدرك في الوقت نفسه أن السلام المستقر والمستدام يحتاج إلى قوة تحميه ومن هنا تعطي دولة الإمارات أهمية كبيرة لتطوير قواتها المسلحة وتحديثها .
وبالفعل أثبتت القوات المسلحة الإماراتية قدرتها الفائقة على تنفيذ المهام المنوطة بها، سواء في رد العدوان والوقوف إلى جانب الحق والعدل والشرعية، أو مواجهة قوى التطرف والإرهاب أو صون السلام والاستقرار في مناطق مختلفة من العالم.
ويعد دور القوات المسلحة الإماراتية في عمليات حفظ السلام الدولية، من الأمثلة الحية التي تجسد الدور الفاعل لسياسة الدولة الخارجية، في نشر السلام وتحقيق الأمن والاستقرار وتقديم العون للمحتاجين في مناطق الصراعات.
ومنذ عهد الرئيس المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كرست دولة الإمارات نفسها لاعبا أساسيا وشريكا هاما في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي. وهو دور ما تزال تلعبه تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ويسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور لدولة الإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان عددا من المبادرات التاريخية، أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد.
أحدث تلك الجهود شهدتها الفترة الماضية، حيث عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال شهري مارس وأبريل الماضيين 19 قمة إماراتية عربية دولية مع قادة دول المنطقة والعالم حسب إحصاء لـ"العين الإخبارية".
قمم ومباحثات ضمن حراك سياسي يقوده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات والتحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، والعمل على تعزيز التضامن الخليجي والعربي.
لقاءات ومباحثات تضمنت رسائل إماراتية واضحة بالحرص على دعم الأمن والاستقرار في العالم، وتخفيف حدة التوترات بأماكن الصراعات ودعم قضايا الأمة الإسلامية والإنسانية، سواء في أوكرانيا أو فلسطين أو اليمن، أو في أي دولة تحتاج مد يد العون أو المساعدة، إلى جانب الحرص على تعزيز أواصر الأخوة ونشر قيم التسامح ودعم العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg جزيرة ام اند امز