محسن محيي الدين.. قصة فنان خذل يوسف شاهين (بروفايل)
يحتوي شريط السينما المصرية، على أسماء وصور لنجوم خالدة، ومهما مضت الأيام وتعاقبت السنوات، لا يقل رصيد هؤلاء النجوم في قلوب الجماهير.
ويحتل الفنان محسن محيي الدين، مكانا بارزا في قائمة النجوم، الذين تركوا بصمة في السينما المصرية، ومنحتهم سماتهم الشخصية، وحضورهم اللافت أمام الكاميرا قدرا كبيرا من التميز والاختلاف.
في السطور التالية، تستعرض "العين الإخبارية"، أبرز الملامح من حياة هذا الفتى المدلل، الذي توهج في ثمانينيات القرن الماضي وقصة صدامه مع المخرج العالمي يوسف شاهين.
طفولة محسن محيي الدين
في 1 نوفمبر/تشرين الثاني1959، ولد محسن محيي الدين، وسط أسرة متوسطة الحال، ومغرمة بالفن بكل جمالياته، وفي مرحلة الطفولة برزت موهبته في التمثيل، ومن حسن حظه أن شقيقه كان يعمل مهندسا للديكور في برامج الأطفال في التلفزيون.
وكان شقيقه الأكبر يصطحبه معه خلال العمل، وشيئا فشيئا دفعه للمشاركة في برامج الأطفال، ومن هنا اكتسب الخبرة، وتعلق بحبال الأضواء والشهرة.
وعقب الانتهاء من المرحلة الثانوية، التحق بالمعهد العالي للسينما، قسم إخراج، ولم يكن يخطط أن يعمل ممثلا، إلى أن رأه المخرج المصري يوسف شاهين في التلفزيون، ولمس بداخله روح الفتى الشقي، وراهن عليه كي يكون بطلا في أفلامه.
الخلاف مع يوسف شاهين
قدم محسن محيي الدين مع المخرج يوسف شاهين، مجموعة من الأفلام المتميزة، والتي ساهمت في انتشاره وجعلت شركات الإنتاج السينمائي تتهافت عليه وهي "إسكندرية لية، وحدوتة مصرية، ووداعا بونابرت".
كانت مساحة التفاهم والتقارب بين هذا الثنائي كبيرة، فكلاهما يعشق الرقص والموسيقى، وكتابة السيناريو، وبمرور الأيام بات محسن محيي الدين، أشبه بالظل الذي يلازم يوسف شاهين.
لكن دوام الحال من المحال، إذ دب بينهما الخلاف، ومضى كل منهما في طريقه، بعيدا عن الآخر، بعدما شعر يوسف شاهين أن الفنان الشاب خذله فنيا.
وكشف محسن محيي الدين عن سبب هذا الخلاف في مقابلة مع الإعلامية لميس الحديدي، قائلا إن علاقته بالمخرج يوسف العالمي شاهين كانت قوية، وترتقي للصداقة وإنه ترك له المساحة في كافة الأدوار التي قدمها عبر أفلامه حتى وقع أول خلاف بينهما في فيلم (اليوم السادس) إنتاج 1986".
وتابع محسن محيي الدين حديثه قائلا:"كنت أقدم شخصية (عوكل القرداتي) بأسلوبي، لكن يوسف شاهين أراد تحديد أدئي، وطلب مني تقديم الشخصية بطريقة (قناوي) تلك الشخصية التي سبق وقدمها في فيلم (باب الحديد) وعندما رفضت تقليده حدث الصدام، وقررت عدم العمل معه مرة ثانية، ولم أندم على هذا القرار".
نسرين.. حب الطفولة
تزوج محسن محيي الدين من الفنانة نسرين، بعد قصة غريبة.
حدث التعارف بينهما في عمر الطفولة، وأثناء المشاركة في برامج الأطفال في التلفزيون، وعندما اقتحمت نسرين مرحلة الصبا تزوجت وعمرها 17 عاما.
وشاءت الأقدار أن تجمع بينهما الصدفة في باريس، ويتجدد عشق الطفولة، بعدما توفى زوج نسرين.
وعن هذه التجربة قال محسن محيي الدين: "طلبت من نسرين أن تشتري دواء لوالدي من الخارج، واهتمت بشكل جيد، وأحضرت الدواء، وتعرفت على أفراد أسرتي، وحدث الزواج بعد قصة حب جميلة، وأشعر أنها نعمة كبيرة".
الاعتزال والعودة
في عام 1990، قام محسن محيي الدين بإخراج فيلم "شباب على كف عفريت" وفي نفس العام فضل وزوجته اعتزال الفن، وتردد وقتها أنه بات يرى الفن حراما، ولذا فضل الابتعاد، وتحولت الشائعات إلى حقائق بعدما أطلق العنان للحيته، وظهرت زوجته نسرين مرتدية الحجاب.
الغريب أن محسن محيي الدين عاد للتمثيل بعد اعتزال دام 20 عاما، من خلال مجموعة من الأعمال الدرامية من أبرزها "النهاية، فرق توقيت، قمر هادي"، نافيا أنه قال يوما ما إن الفن حرام.