وفاة عادل إمام شائعة تطارده.. مواقف "الزعيم" من مبارك والثورة والإخوان
تطارد الممثل الكوميدي المصري الأشهر في العالم العربي عادل إمام (83 عاما) والملقب ب"الزعيم" شائعة وفاته التي يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والأخر.
آخر تلك الشائعات ترددت خلال الأيام الماضية ما استدعي أن ينفي "الزعيم" عبر المقربين منه أو محبيه تلك الشائعة مؤكدا تمتعه بصحة جيدة، بل وإعداده للدخول في تصوير فيلم سينمائي جديد.
شهرة عادل إمام الواسعة لم يكتسبها فقط من كونه واحدا من أشهر الفنانين في مصر والعالم العربي، بل بسبب مواقفه السياسية التي تختلف الآراء حولها حتى وسط جمهوره وزملائه بين قبول ورفض والتي نستعرضها في السطور التالية:
الزعيم والإخوان
المتابع لما يقدمه عادل إمام في أعماله السينمائية أو التلفزيونية بل وحتى المسرحية قبل أن يبتعد عن المسرح بسبب كبر السن، يجد أن موقفه يكاد يكون واضحا وبنبره عالية من رفض جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان.
ينسحب هذا الموقف بطبيعة الحال على كل التيارات التي تحمل فكرا متطرفا أو تتبنى الإرهاب كوسيلة للتغيير.
قدم "الزعيم" أعمالا فنية لا تنسى تتعلق بهذا الجانب السياسي وكان من الشجاعة أن يقدمها في ذروة تنامي الجماعات الإرهابية في مصر في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي.
جمهور الفنان المصري يتذكر فيلمه "الإرهابي" الذي أخرجه نادر جلال، وتناوله بجرأة للفكر الإرهابي وكراهية أصحاب ذلك الفكر المتطرف للمجتمع و للفكر و للأخر بشكل عام، كما ألمح في هذا الفيلم إلى كراهية تلك الجماعات لمن يخالفهم في الفكر أو الدين سيما الأقباط المصريين.
كذلك فيلمه "الإرهاب والكباب" الذي حذر فيه من أن الإهمال وضياع الحقوق وزيادة الفوارق بشكل شاسع بين فئات المجتمع قد يمثل بيئة خصبة لنمو وحتى صناعة الإرهاب، كما تناول تلك التيارات وألمح إليها في عدة أفلام منها "السفارة في العمارة"، و"مرجان أحمد مرجان"، و"عمارة يعقوبيان" و"حسن ومرقص".
ومن الأحداث التي أظهرت بشكل كبير رفض "الزعيم" للإرهاب وصناعه من جماعات الإسلام السياسي زيارته الشهيرة لمدينة أسيوط في صعيد مصر من أجل عرض مسرحية "الواد سيد الشغال" في التسعينيات ، فيما كانت تلك المحافظة إحدى البؤر لتفريخ الإرهابيين، وتحدى حينها عادل إمام تهديدات بالقتل في حالة عرضها في الصعيد المصري الذي شهد نشاطا للجماعات الإرهابية.
الزعيم وثورة يناير
يستحضر كثيرون من جمهور عادل إمام في مصر والعالم العربي مقولاته (إيفهات) في الأفلام التي كان يسخر فيها من أوضاع اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ومنها "متعودة دايما" و"اتكل على الله واشتغل رقاصة" و"الزعيم يلهط (يبتلع) على طول" في مسيرة فنية تجاوز إنتاجه فيها المائة فيلم.
وعند وقوع ثورة يناير عام 2011 في مصر والتي قفز عليها جماعة الإخوان قبل أن يلفظهم ويرفض الشعب المصري حكمهم ويثور عليه في 30 يونيو 2013 صنف عادل إمام عند بعض الآراء كأحد المعادين لتلك الثورة رغم عدم صدور أي تصريحات عنه معارضة لتلك الثورة.
على العكس تماما ظهر عادل إمام في فيديو يؤكد فيه مساندته لشباب الثورة، قال فيه إنه كان من الممكن أن ينزل معهم إلى الشارع.
الزعيم ومبارك
ربما جاء هذا التصنيف من البعض لـ"الزعيم" كمعاد لثورة يناير متسقا مع وجهة نظر أخرى رأت فيه أحد المحسوبين على نظام الرئيس المصري الراحل حسني مبارك.
رغم ذلك وبالعودة لأعمال عادل إمام نجد عددا من أفلامه التي انتقد فيها النظام والأوضاع التي تعيشها البلاد بشكل غير مباشر في عدد من الأفلام نذكر منها فيلمه الشهير "النوم في العسل" وما حمله الفيلم من رسالة تدعو الناس للصراخ بآلامهم في وجه الحكومة.
وكذلك فيلمه "بوبوس" الذي تدور فكرته حول ابن صغير لأحد المسؤولين، يأخذ حصته من أرباح صفقات رجال الأعمال، وقال البعض إنه حمل تلميحا لعلاء مبارك نجل الرئيس الراحل وهو أمر كان يتداوله المصريون في أحاديثهم قبل ثورة يناير.