من مولدوفا إلى جورجيا ثم أوكرانيا.. 7 مناطق انفصالية موالية لروسيا
أثار اعتراف موسكو بالأقاليم الانفصالية مقارنات مع عمليات روسية سابقة لمواجهة الغرب وتعزيز عمقها الاستراتيجي في الدول السوفيتية السابقة.
ويرى تقرير، أعدته شبكة تليفزيون 24 الفرنسية، أن الكرملين لطالما استخدم ما يسمى بـ"النزاعات المجمدة" لتوسيع نفوذه خارج الحدود الروسية.
فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، دعمت موسكو نظامًا مواليًا لروسيا في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا.
وفي عام 2008، شنت غزوًا تقليديًا لجورجيا لدعم الحكومات الانفصالية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهما مقاطعتان بهما عدد كبير من السكان الناطقين بالروسية.
وبعد ست سنوات، استولت روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا وبدأت في دعم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس، ودونيتسك ولوهانسك.
واندلع الصراع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك قبل ثماني سنوات، عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم، وقد أصبحتا منذ 2014 خارجتين عن سيطرة كييف.
ويعيش نحو 4 ملايين في الجزء الانفصالي من إقليم دونباس الأوكراني، الذي يشمل أجزاء من مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك شرقي أوكرانيا.
ولا يعترف المجتمع الدولي باستقلالهما الذي أُعلن بعد استفتاءات.
وتتّهم كييف والغرب روسيا بدعم الانفصاليين الموالين لموسكو عسكريا وماليا.
وفي 24 فبراير/شباط 2022 دخلت القوات الروسية إلى إقليم دونباس الأوكراني حيث تقع الجمهوريتان الانفصاليتان المعلنتان من جانب واحد كدولتين صغيرتين مستقلتين، في تحد للتحذيرات الغربية
وخلال خطابه الذي أعلن فيه الاعتراف بهذين الإقليمين الانفصاليين، وصف بوتين أوكرانيا بأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا.
وقال إن شرق أوكرانيا كان أرضاً روسية قديمة، وإنه واثق من أن الشعب الروسي سوف يدعم قراره، الذي ما لبث أن تحول إلى حرب واسعة النطاق على أوكرانيا بعد ساعات من الخطاب.
وأودى النزاع المستمر منذ 2014 بين الانفصاليين والقوات الحكومية الأوكرانية بحياة أكثر من 14 ألف شخص.
وهناك أيضاً، ترانسنيستريا، التي أعلنت استقلالها عن مولدوفا في عام 1990، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي.
إلا أنها لم تنل اعترافا رسميا من أي دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهذا ما يجعلها مكانا فريدا من نوعه.
وتقع ترانسنيستريا في الشريط الضيق بين نهر دنيستر والحدود الأوكرانية، ومعترف بها دولياً في الوقت الحالي كجزء من مولدوفا، وهي ذات نفوذ روسي.
وبعد حل الاتحاد السوفيتي تصاعدت التوترات بين مولدوفا وأراضي ترانسنيستريا الانفصالية إلى صراع عسكري، بدأ في مارس/آذار 1992، وانتهى بوقف إطلاق النار في يوليو/تموز من العام نفسه.
وكجزء من ذلك الاتفاق تشرف لجنة مراقبة مشتركة ثلاثية الأطراف (روسيا ومولدوفا وترانسنيستريا) على الترتيبات الأمنية في المنطقة منزوعة السلاح، والتي تضم عشرين منطقة على جانبي النهر.
وفي عام 2003 أيدت روسيا طلب ترانسنيستريا الحفاظ على وجود عسكري روسي طويل الأمد في المنطقة، وبعد ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في مارس/آذار 2014، طلب رئيس برلمان ترانسنيستريا الانضمام إلى الاتحاد الروسي، وهو ما أثار غضباً من قبل مولدوفا وحلف الناتو، حيث دعا الأخير روسيا إلى إنهاء وجودها العسكري هنا.
ومن ضمن المناطق الانفصالية الموالية لروسيا أيضاً، غاغاوزيا وهي إقليم مولدوفي أيضاً، يعتبر نفسه جمهوريّة مستقلّة ذاتيّاً قرب الحدود الجنوبيّة مع أوكرانيا، وعاصمتها مدينة كومرات.
وتشتق كلمة (غاغاوزيا) من الكلمة غاو-أوغوز، التي تعني أبناء أو أحفاد قبائل الأوغوز التركية، التي تنتشر أيضاً في تركيا وأذربيجان وتركمانستان وإيران والعراق، ويشكلون غالبية سكان جنوب جمهورية مولدوفا.
وانفصلت "جمهورية غاغاوزيا" عن مولدوفا بعد تدخل الجيش الروسي الذي يعتبر هذه المنطقة جمهورية مستقلة هي وترتنزيستريا، ولكن الغرب والأمم المتحدة تعتبرها جزءاً من مولدوفا.
ومنذ عام 2003 يسعى هذا الإقليم لتنطيم استفتاء لتقرير المصير، ولكنه في كل مرة يؤجل بسبب الخلافات مع مولدوفا. وأبرز نقاط الخلاف هي الاتحاد مع رومانيا والانضمام للاتحاد الأوروبي الذي يرفضه الأوغوز. في سنة 1994 قرر البرلمان المحلي اعتبار غاغاوزيا منطقة ذات حكم ذاتي وقومية منفصلة عن مولدوفا.
وفي فبراير/شباط 2014، صادق البرلمان المحلي على قانون الحماية المشتركة مع روسيا الاتحادية، التي بموجبها يبقى الجيش الروسي هناك، وأيضاً قانون يهدد بتنظيم استفتاء الانفصال عن مولدوفا في حال الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وتندرج أيضاً جمهورية القرم ضمن المناطق الانفصالية الموالية لروسيا، وتقع في شبه جزيرة تمتد من جنوبي أوكرانيا بين البحر الأسود وبحر آزوف. ويفصلها عن روسيا من الشرق مضيق كيرش.
في أوائل عام 2014، أصبحت شبه جزيرة القرم محور أخطر أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني المنتخب (والموالي لروسيا) فيكتور يانوكوفيتش باحتجاجات شابها العنف في العاصمة كييف.
عند ذاك، قامت قوات موالية لروسيا بالسيطرة على القرم، وبعد ذلك صوت سكان المنطقة -وغالبيتهم من ذوي الأصول الروسية- في استفتاء عام للانضمام إلى روسيا الاتحادية. ولكن أوكرانيا والدول الغربية قررت أن الاستفتاء كان غير شرعي.
وهناك أيضاً أبخازيا، وهي إقليم عاصمته سوخومي من مناطق "النزاع المجمد"، ويقع على الساحل الشرقي للبحر الأسود، وأعلنت استقلالها عن جورجيا عام 1991 بدعم روسي.
وأبخازيا هي إدارة معترف بها من قبل جورجيا كحكومة أبخازيا الشرعية والوحيدة.
وكانت بحكم الأمر الواقع مستقلة عن جورجيا -على الرغم من القليل من الاعتراف الدولي- منذ أوائل التسعينيات، ويتولى رئاستها رسلان أباشيدزه، الذي انتخب في مايو 2019.
بعد الحرب في أبخازيا (1992-1993)، اقترحت جورجيا محادثات خماسية تضم حكومة جمهورية الحكم الذاتي، وحكومة سلطات الأمر الواقع في أبخازيا، وحكومة جورجيا، إلى جانب روسيا والأمم المتحدة كأطراف معنية، من أجل تسوية الوضع النهائي لأبخازيا في إطار الدولة الجورجية. أراد الجانب الأبخازي تأكيدات بأن جورجيا لن تحاول حل القضية بقوة السلاح قبل أن تصبح طرفاً في المحادثات.
واعترفت روسيا باستقلال أبخازيا، في 26 أغسطس/آب 2008، وعلاوة على ذلك، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، صدق البرلمان الأبخازي على مشروع قانون يخول روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية لها في أبخازيا في عام 2009.
كما قامت عدة اتفاقيات مثيرة للجدل بين الطرفين، أدت إلى بيع أو تأجير عدد من المناطق الحدودية بين أبخازيا وروسيا.
وأخيرا، أوسيتيا الجنوبية؛ وهي أيضاً مقاطعة جورجية انفصالية، تعتبر نفسها جمهورية مستقلة وعاصمتها تسخينفالي، حيث انفصلت أوسيتيا الجنوبية عن جورجيا عام 2008 بعد معارك طاحنة بدعم روسي.
تقع أوسيتيا الجنوبية وسط جورجيا من ناحية الشمال، على الجانب الجنوبي من القوقاز، تفصلها الجبال عن أوسيتيا الشمالية، وتمتد جنوباً إلى قرب نهر متكفاري في جورجيا.
واعترفت روسيا باستقلالهما في أغسطس/آب 2008 بعد حرب خاطفة بين تبليسي وموسكو، كما تحظى باعتراف وفنزويلا ونيكاراغوا وسوريا.
كانت أوسيتيا الجنوبية خلال الحقبة السوفيتية تقع ضمن إقليم أوسيتيا الجنوبية ذاتي الحكم في جمهورية جورجيا الاشتراكية السوفيتية. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي أعلنت أوسيتيا الجنوبية استقلالها عن جورجيا عام 1990، وأطلقت على نفسها اسم "جمهورية أوسيتيا الجنوبية".
ردت الحكومة الجورجية بإلغاء الحكم الذاتي في المنطقة وحاولت إعادة ضم المنطقة بالقوة، ما أدى لاندلاع حربين بين عامي 1991-1992، والثانية بين عامي 2004 و2008، حيث كانت جورجيا حينها تستعد للانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وأدى النزاع الأخير إلى حصول الانفصاليين والقوات الروسية على السيطرة الكاملة بحكم الأمر الواقع، على كامل إقليم أوسيتيا الجنوبية، حيث تتواجد فيها قوات روسية حتى اليوم.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز