انفجرت قرب نصر الله وخضعت لتجارب على دمى.. تفاصيل جديدة حول بيجر لبنان
رغم مرور قرابة 3 أشهر على وقوعها، لا زالت تفاصيل جديدة حول عملية بيجر لبنان -التي أدت لإصابة ومقتل الآلاف من عناصر حزب الله - تتكشف شيئا فشيئا.
وكشف عميلان سابقان في الموساد، في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة، على شبكة "سي بي إس" الأمريكية،تفاصيل عملية تفجير أجهزة البيجر، التي وقعت في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، وكانت إيذانا ببدء الحرب ضد حزب الله.
وقال اثنان من عملاء الموساد المتقاعدين، اللذان أخفيا هويتيهما بأقنعة وأصوات معدلة، إن التخطيط للعملية التي أسفرت عن تفجير آلاف من أجهزة البيجر في آن واحد، استغرق سنوات.
وأوضح أحدهما، والذي أطلق على نفسه اسم "مايكل"، أن العملية بدأت قبل عقد، بتزويد حزب الله بأجهزة اتصال محمولة (walkie-talkies) تحتوي على عبوات ناسفة مخفية، والتي لم تدرك الجماعة اللبنانية حينها أن بائعها كان إسرائيل. قائلا: "أنشأنا عالماً افتراضياً مزيفاً".
وأشار إلى أن المرحلة الثانية بدأت في عام 2022 عندما اكتشف «الموساد» أن حزب الله كان يشتري أجهزة "البيجر" من شركة مقرها تايوان، لكنّ الأجهزة المفخخة احتاجت إلى تعديلات بحيث تصبح أكبر قليلاً لاستيعاب المتفجرات.
وأضح العميلان أنه جرى اختبار الأجهزة على دُمى عدة مرات لضبط كمية المتفجرات، بحيث تضر بمقاتلي حزب الله دون أن تصيب القريبين منهم.
كما تم اختبار نغمات مختلفة لتحديد النغمة التي تبدو مُلحة بما يكفي لجعل المستخدمين يخرجون البيجر من جيوبهم.
عملية الشراء
واستغرقت عملية إقناع حزب الله باستخدام أجهزة البيجر الأكبر حجماً أسبوعين، عبر إعلانات مزيفة على موقع "يوتيوب" للترويج لتلك الأجهزة على أنها مقاومة للغبار والماء وبعمر بطارية أطول، حسب العميل الآخر "غابرييل".
وأضاف غابرييل أن "إسرائيل استخدمت شركات وهمية لخداع الشركة التايوانية غولد أبولو للعمل مع الموساد دون علمها، بينما لم يكن حزب الله يدرك هو الآخر أنه يتعامل مع إسرائيل".
وقال: "لم يدركوا أنهم يشترون من الموساد. ببساطة حصلوا على سعر جيد. كنا نتحكم بكل شيء خلف الكواليس".
التفجير الكبير
وأضاف: "بحلول سبتمبر/ أيلول 2024، كان بحوزة مقاتلي حزب الله 5000 جهاز بيجر. وفي 17 سبتمبر/أيلول، أطلقت إسرائيل العملية حيث بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بإصدار أصوات تنبيه، وتم توجيه المستخدمين للضغط على زرين لاستلام رسالة مشفرة.
وتابع: "الأجهزة كانت تنفجر حتى إذا لم يتم الضغط على الأزرار، وفي اليوم التالي، فعل الموساد أجهزة الاتصال المحمولة في هجوم جديد، معلناً مرحلة جديدة من الحرب".
وأوضح غابرييل أن الهدف لم يكن فقط قتل مقاتلي حزب الله، بل إرسال رسالة واضحة: "إذا مات الشخص فقط، فإنه مات. لكن إذا أصيب بجروح، يجب نقله إلى المستشفى والعناية به. هؤلاء الأشخاص بدون أيد أو عيون يمثلون دليلاً حياً في لبنان على عدم العبث معنا".
وأضاف"عندما قمنا بتفعيل المتفجرات، كان هناك العديد من الأشخاص بالقرب من (الأمين العام السابق لحزب الله حسن) نصر الله، وانفجرت أجهزتهم، وشاهدهم ينهارون".
وفي الأيام التي تلت الهجوم، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على أهداف في جميع أنحاء لبنان، ما أدى إلى مقتل الآلاف، ومن بينهم قادة الحزب ونصر الله نفسه، عندما ألقت إسرائيل قنابل على مخبئه.
وقال مايكل: "لا يمكننا استخدام أجهزة البيجر مرة أخرى، لكنهم سيظلون يحاولون تخمين خطوتنا القادمة".
aXA6IDMuMTM4LjEwMi4xNjMg جزيرة ام اند امز