هل تسببت منى زكي في خسارة نتفليكس 130 مليار دولار؟
تكبدت نتفليكس خسائر ضخمة في قيمتها السوقية قدرت بـ130 مليار دولار، بالتزامن مع ضجة أحدثها فيلم أنتجته المنصة من بطولة النجمة منى زكي.
وطرحت نتفليكس قبل أيام فيلم "أصحاب ولا أعز" على منصتها، وهو أول فيلم سينمائي عربي من إنتاجاتها الأصلية، ومثّل حلقة تعاون جديدة مع النجمة المصرية منى زكي التي نجح مسلسلها الأخير "لعبة نيوتن" في تصدر المشاهدات بعد أيام من بدء عرضه على نتفليكس.
- نتفليكس تخسر 130 مليار دولار في أيام.. انهيار رغم المشاهدات القياسية
- خسائر سهم نتفليكس.. هبوط صادم للمنصة العملاقة
لكن فيلم "أصحاب ولا أعز" ورغم نجاحه في تصدّر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة عبر نتفليكس في معظم الدول العربية، إلا أنه أثار جدلا كبيرا وانتقادات وصلت إلى حد الهجوم والمطالبة بحجب الفيلم ومقاطعة المنصة.
ويقول المنتقدون إن فيلم أصحاب ولا أعز (وهو نسخة عربية من الفيلم الإيطالي Perfetti sconosciuti) يستهدف النيل من القيم العربية.
وقد ترافق الهجوم على فيلم منى زكي " أصحاب ولا أعز" مع هبوط حاد بأسهم شركة نتفليكس في البورصة الأمريكية، لدرجة انهيار قيمتها السوقية بنحو 50% وخسارتها لقرابة 130 مليار دولار من تلك القيمة.
منى زكي وخسائر نتفليكس
أدى التزامن بين انهيار سهم نتفليكس والهجوم على فيلم أصحاب ولا أعز إلى اعتقاد بعض الجماهير العربية بأن ثمة ارتباطا بين الحدثين بسبب دعوات المقاطعة.. فهل كان هذا حقيقيا؟
الإجابة بالقطع لا، بل على العكس، قاد الجدل حول الفيلم وبعض المشاهد التي أدتها منى زكي إلى المزيد من الاهتمام بالعمل لدرجة تصدره للمشاهدات على المنصة "عربيا" في وقت قياسي.
كذلك، أثبت الفيلم قدرة نتفليكس على إنتاج أعمال سينمائية أصلية تثير اهتمام الجمهور العربي، وهو اتجاه يضيف إلى رصيد المنصة ماليا ويعزز من فكرة قدرتها على إقناع الجمهور بالاستغناء عن القنوات التلفزيونية المشفرة والتحول إلى منصات البث حسب الطلب.
كذلك، أدت حالة الجدل إلى ترويج ضخم للفيلم، وهو ترويج يضطر منتجو الأفلام العربية إلى دفع مئات الآلاف من الدولارات مقابل القيام به.
ماذا حدث إذا؟
خسائر أسهم نتفليكس تعود بكل بساطة إلى رؤية المستثمرين في الشركة بأن المنصة لن تكون حصانا رابحا على المدى الطويل.
ستظل نتفليكس تربح، لكنها ليست الأرباح التي يتمناها المستثمرون، كما كشف آخر تقرير للنتائج المالية الذي صدر عن الشركة.
وأشار تقرير نتفليكس إلى توقعات بتراجع نمو أعداد المشتركين الجديد في الفترة القادمة، وهو تقرير قاد سهم الشركة إلى انهيار غير مسبوق.
وعلى مدار أيام متتالية بعد نشر هذا التقرير، تزيد وتيرة تراجع سعر سهم نتفليكس بنحو 47% ليغلق تعاملات أمس الأول الأربعاء عند 359.7 دولار، مقارنة بـ692 دولارا وهو أعلى سعر سجله السهم في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
هل تستعيد نتفليكس توازنها؟
تبدو المشكلة الرئيسية وفقا لتحليل بلومبرج، في التوقعات الكبيرة التي يأملها المستثمرون في نتفليكس.
باعت الشركة نفسها للمستثمرين كفرصة مليئة بالنمو المختزن والذي ستتفجر طاقاته مع مرور الوقت، مثلما يحدث في أسهم شركات مثل جوجل وفيسبوك وغيرها.
ووعدت الشركة مستثمريها بأن تضيف عشرات الملايين من العملاء كل عام، في ظل تحول الجماهير من قنوات التلفزيون المشفرة والمدفوعة إلى البث حسب الطلب.
وبدا هذا الوعد منطقيا خاصة أن أعداد المشتركين في تلك القنوات ناهز 800 مليون شخص.
وبشكل جزئي أوفت نتفليكس بهذا الوعد لعقد من الزمان، ونمت عامًا بعد عام لتجذب قرابة 200 مليون مشترك. وفي الوقت نفسه قفز سعر سهمها بما يقرب من 6000% على مدى السنوات العشر التي انتهت في ديسمبر الماضي.
وأضافت نتفليكس نحو 26 مليون عميل سنويًا على مدار السنوات الخمس الماضية.
لكن ما حمله تقرير نتائج الأعمال الأخير كان صادما ومزلزلا لهذا الوعد، إذ قوض الفرضية الثورية حول النمو الواعد للشركة، وبدا أن نتفليكس بصدد الدخول في حقبة النمو البطيء.
أصحاب ولا أعز
جدير بالذكر أن فيلم أصحاب ولا أعز يدور حول حفل عشاء بين مجموعة أصدقاء مقربين يخوضون تحدياً يقوم على ترك هواتفهم مفتوحة على الطاولة والاطلاع جماعياً على المكالمات والرسائل التي ترد لكل منهم.
ولاحقا، سرعان ما تتكشف أسرارهم الشخصية أمام بعضهم البعض، بما يشمل إخفاء خيانات زوجية أو ميول جنسية مثلية.
والفيلم الذي أُنتجت منه نسخ عالمية كثيرة، أخرجه اللبناني وسام سميرة في أولى تجاربه السينمائية، فيما شارك في إنتاجه منتجون عرب بينهم المصري محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي.
وأدى أدوار البطولة إلى جانب منى زكي كل من إياد نصار ونادين لبكي وعادل كرم وجورج خباز.
جدل واسع حول أصحاب ولا أعز
وفيلم "أصحاب ولا أعز" هو النسخة العربية من الفيلم العالمي الشهير Perfect Strangers الذي حقق رقما قياسيا في عدد مرات النسخ التي تم تقديمها حول العالم بإجمالي 18 نسخة حول العالم؛ لتصبح هذه النسخة هي الـ19.
وقد تعرضت النسخة العربية للفيلم لموجة من الهجوم بعد ساعات من بدء طرحها، في 190 دولة، بعد ترجمتها إلى 31 لغة، ودبلجتها إلى 3 لغات، منتقدة جرأة الحوار وظهور شخصية مثلية ضمن أبطال العمل، بما لا يتناسب مع طبيعة المجتمعات العربية التي تحكمها الأعراف والتقاليد.
وتظهر النجمة المصرية منى زكي في أحد المشاهد وهي تخلع ملابسها الداخلية التحتية وتضعها في حقيبتها، قبل خروجها من المنزل للقاء أصدقائها، الأمر الذي عرضها لهجوم واسع من جمهور شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة أن الفنانة المصرية عرف عنها تجنب أدوار الإغراء.
كما انتقد آخرون بعض الألفاظ التي وردت على لسان منى زكي خلال أحداث الفيلم، ووصفوها بـ"الإباحية"، فيما انتقد البعض وجود شخصية مثلية ضمن أبطال الفيلم، لعب دورها الفنان اللبناني فؤاد يمين.