منى زكي في مرمى الانتقادات.. لماذا يرفض الجمهور ظهورها بالحجاب؟ (خاص)
بعد عام من أزمة فيلمها "أصحاب ولا أعز"، تواجه النجمة المصرية منى زكي انتقادات جديدة بعد ظهورها بالحجاب في بوستر مسلسلها "تحت الوصاية".
وانشغل المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي بظهور منى زكي على بوستر العمل بالحجاب ودون مكياج، بينما انتقد قطاع من الجمهور ظهورها بالحجاب مع حواجب ثقيلة.
ولم يقتصر الأمر على انتقاد ظهور منى زكي، واتسعت الدائرة لتشمل السيناريست والإعلامي المصري إبراهيم عيسى، دون أن تكون له صلة بالعمل الذي جاء من تأليف خالد دياب.
وتعيد هذه الانتقادات إلى الأذهان الهجوم الكبير الذي تعرضت له الفنانة المصرية بسبب دورها في فيلم "أصحاب ولا أعز" عام 2022، ومشهد نزع لباسها الداخلي قبل خروجها من المنزل.
وتعرضت الفنانة المصرية لانتقادات أخرى مع عرض مسلسلها "لعبة نيوتن" في رمضان 2022، بسبب مسألة الطلاق الشفهي، حين أظهرت حلقات المسلسل معاناة البطلة من تبعات تطليقها شفهيًا.
وتدخل منى زكي ماراثون دراما رمضان 2023 بمسلسل "تحت الوصاية" الذي يأتي في 15 حلقة، ويناقش قانون الوصاية على الأبناء بعد وفاة الأب أو الزوج في إطار اجتماعي مثير.
أحكام مسبقة
ويرفض الناقد الفني المصري طارق الشناوي كل التفسيرات والأحكام المسبقة لأي عمل فني قبل عرضه على الجمهور والمشاهدين، مؤكدًا أن التسلسل الطبيعي هو عرض المسلسل ومشاهدته وتقييمه والحكم عليه.
وعن دورها في فيلم "أصحاب ولا أعز" ومشهد خلع "الأندر وير"، قال الشناوي: "هذا الموضوع أخذ أكثر من حجمه، والمشهد المقصود مفيهوش حاجة، ومن انتقد منى زكي بسببه لا يفهمون في الدراما ولا في التمثيل".
وأضاف: "الدور لم يكن فيه إغراء أو أي شيء من هذا القبيل، المشهد عادي جدا، ولو ممثلة أخرى أدت هذا المشهد ما كان ليأخذ كل هذه الضجة، ولكن الاهتمام جاء لأنها منى زكي، وفي رأيي المشهد لا يستحق كل هذا الاهتمام".
وبسؤاله "هل يطارد هذا المشهد منى زكي؟"، قال الشناوي: "لأ.. الناس لازم تكبر شوية، الناس لما تكبر ستدرك أن كل ده كلام فارغ، وسيدركون أنهم توقفوا كثيرًا أمام حاجة عبيطة ووضعوا تحتها مليون خط، وأكرر المشهد لا يستحق كل اللي حصل".
أزمة مفتعلة
ويرى الناقد المصري أن الأزمة الأخيرة مفتعلة، قائلًا: "من يهاجمون منى زكي الآن لم يروا سوى امرأة محجبة على بوستر مسلسل، أين المشكلة في ذلك؟، وإذا افترضنا أنها ستخلع الحجاب فأين المشكلة أيضًا؟، ففي حياتنا نرى محجبات وغير محجبات، وآخرهن حلا شيحة".
وعن تباين أدوار منى زكي التي تلعب دور "عاهرة" في فيلمها القادم، يقول الشناوي: "المشاهد المصري مش جاي من حتة تانية، وشاف فيلم (شباب امرأة) و(خلي بالك من زوزو)، إذن ليست هناك مشكلة، وإذا كان فيه مشكلة يبقى عند اللي بيعمل مشكلة، ولا يجب الخلط بين شخصية الممثل الحقيقية وأدواره على الشاشة".
وحول ارتباط اسم السيناريست المصري إبراهيم عيسى مع مسلسل "تحت الوصاية"، تقول الناقدة الفنية ماجدة خير الله: "لا علاقة بين إبراهيم عيسى وهذا المسلسل، ولا علاقة له بقضايا المرأة، وكل ما في الأمر أنه كتب مسلسلًا واحدًا في حياته وهو (فاتن أمل حربي) مثلما يكتب جميع المؤلفين والمؤلفات عن قضايا المرأة".
وعن انتقاد منى زكي بسبب بوستر المسلسل، قالت خير الله: "الناس بتتلكك علشان تعمل مشاكل، وهؤلاء مصابون بالهوس والتحفز والغل، ولا تجد منفذا لإفراغ كل هذه الطاقة السلبية، والبوستر ليس مثيرا ولا يوحي بأي شيء، مجرد صورة لممثلة ترتدي الحجاب، والبلد 90% من نسائها محجبات".
الفن.. الحيطة المايلة
وأضافت: "الصورة ليس بها أي نوع من الإثارة أو الأفكار السلبية، ولا أفهم ما الذي يجعل الناس متحفزة بهذا الشكل!، وأرى أنها أمراض في عقل بعض الشخصيات ممن يتوهمون أن العمل يسيء للمرأة المحجبة، مع أن العمل لم يعرض بعد، وهذا أمر غريب جدًا، وللأسف يدل على أن هناك حالة سعار".
واعتبرت الناقدة المصرية أن "بعض المشاهدين يُسقطون ما في أذهانهم على الأعمال الفنية، ويتصورون أنها ستناقش كذا أو كذا، وقد يكون ذلك بعيد تمامًا عن الحقيقة، ومن هنا يبدأ الهجوم على العمل، والناس عندها غل وإحساس بمشاكل ما مش عارفة تتكلم فيها وتشفي غليلها في الأعمال الفنية، لأن الفن هو الحيطة المايلة".
وأشارت خير الله إلى ظهور منى زكي بالحجاب في مسلسلها الأخير "لعبة نيوتن" وفي فيلمها الشهير "سهر الليالي"، مضيفة: "المسألة مش مقتصرة على منى زكي، أي ممثلة معرضة لأن يهدر دمها بدون منطق أو سبب، ولو سألت أي منتقد لمنى زكي الآن عن السبب ووجهة نظره فلن تجد شيئا، مجرد طاقة غضب وغيظ ونقمة".
منى زكي.. الموهبة والاحتراف
أما الناقد الفني محمد عاطف، فيرى أن الدعاية السلبية تظل دعاية، والضجة التي تصاحب الأعمال الفنية في بدايتها عادة ما تكون مصطنعة لأغراض الدعاية، وهذه أبسط قواعد العلاقات العامة، معتبرًا أن أي حديث حول المسلسل سواء كان بالسلب أو الإيجاب يصب في النهاية في مصلحة العمل وتعريف الناس به.
وأشار الناقد المصري إلى قاعدة "الفكرة المسبقة لدى المتلقي"، وتعني أن المشاهد يظن أن الممثل الذي يلعب دور الشرير يكون شريرًا في الحقيقة وهكذا، ولكن الأجيال الجديدة أصبحت تتمتع بثقافة المشاهدة، وتستطيع تقييم الممثل حسب رصيده الفني وقدرته على التنويع بين الأدوار، وعدم قولبة نفسه في شخصية واحدة مكررة.
ويضيف عاطف: "منى زكي ممثلة محترفة وموهوبة، لم تحصر نفسها في قالب معين، واستطاعت أن تنوّع أدوارها وفقا لكل مرحلة عمرية، ففي شبابها كانت تؤدي دور الفتاة الرقيقة، وفي مرحلة تالية وجدناها تلعب دور السيدة القوية والمتمردة، وهي الآن في مرحلة النضج الفني، وكل هذا سيكون في صالحها أمام الجمهور".
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز