لص الدقهلية يثير جدلًا في مصر.. هل يرجى الخير من السارق؟ (خاص)
شهدت مصر واقعة سرقة غريبة، حين أقدم لص على سرقة مبلغ مالي كبير واشترى به عجلًا وذبحه ووزعه على أهالي قريته بمحافظة الدقهلية.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على السارق، بعد ورود بلاغ من صاحب محل بقالة "سوبر ماركت" بالاستيلاء على 112 ألف جنيه من محله، وظهور الجاني في كاميرات المراقبة.
واعترف السارق بارتكاب الواقعة، وقال إنه اشترى بالمبلغ المسروق عجلًا وذبحه على أهالي قريته، إلى جانب شراء بطاطس وأرز، ولم يتبق معه سوى 1200 جنيه، فيما أمرت جهات التحقيق بحبسه 4 أيام.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن السارق يبلغ من العمر 41 سنة، ومسجل خطر في مجال السرقات، مشيرة إلى أنه أخبر جهات التحقيق بأنه وزع لحوم العجل على أهالي قريته مجانًا، كما تعهد بإعادة المال لصاحبه.
من جهة أخرى، ناشد صاحب المحل أهالي قريته في مدينة المنزلة رد قيمة اللحوم التي وزعها السارق عليهم، مؤكدًا أن المبلغ المسروق يتاجر به ويؤثر على عمله وتجارته التي تضررت كثيرًا منذ ارتكاب واقعة السرقة.
وأثارت هذه الواقعة نقاشًا وجدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وبينما أنكر فريق على المتهم الإتيان بهذا الجرم وتبرير السرقة بفعل الخير، أبدى فريق آخر تعاطفه مع السارق بسبب الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم.
تعاطف في غير محله
ويقول الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن التعاطف مع السارق مرفوض، مشيرًا إلى قول الله تعالى في سورة المائدة: (والسارق والسارِقَة فَاقطعوا أيديهما جزاء بِما كسبا نكالا من اللَه والله عزيز حكيم)".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "هذا الشخص سرق حرامًا وتصدق بحرام، ولن يقبل الله إلا الحلال، ولا يجوز للناس أن تتعاطف مع السارق؛ لأنه ارتكب جريمة كبرى عقابها الشرعي قطع اليد، وتعاطف الناس في غير محله، والناس هنا يفهمون خطأ بأن السارق يغيث الملهوفين، وإغاثة الملهوف بالحرام لا تجوز".
واتفق معه الدكتور عبدالغني هندي، عضو مجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، قائلًا: "إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، ولا يجوز تبرير السرقة بأي شيء"، مضيفًا لـ"العين الإخبارية": "وارد أن تكون هذه الأموال لمريض سرطان يخضع لجلسات كيماوي، والسرقة سرقة مهما كان الدافع منها والغاية إليها، والله طيب ولا يقبل إلا الطيب".
علامات استفهام
أما الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع في مصر، فتقول إن هذه الواقعة عليها علامات استفهام كثيرة، متسائلة: "متى سرق اللص ومتى ابتاع العجل ومتى ذبحه ووزعه على الأهالي؟ وأين كانت الشرطة رغم جهودها الجبارة لحفظ الأمن؟"، مشددة على أن الغلاء لا يبرر ارتكاب السرقة.
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "مع افتراض صحة الواقعة فلا يجب التعاطف الشعبي مع السارق، لأن هذا التعاطف قد يفتح الباب على حوادث أخرى غريبة ودخيلة على المجتمع"، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مصر مثل باقي دول العالم".
وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى الجهود التي تبذلها الحكومة لضبط الأسواق والتخفيف عن المواطنين مثل معارض "أهلا رمضان"، مشيرة إلى ضرورة تعريف المواطنين بهذه الجهود، وقطع الطريق على محاولات استغلال هذه الأزمة لضرب الثوابت وتغيير مفاهيم المصريين.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز