زلزال تركيا وسوريا.. روشتة نفسية لتجاوز آثار الكارثة (خاص)
نتائج الزلازل لا تنتهي على خسائر الأرواح والإصابات والمباني، بل لها آثار نفسية قد تستمر لوقت طويل.
اكتئاب وخوف وشعور بالذنب، آثار سلبية عدة تداهم عشرات الآلاف من الذين عاشوا مأساة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/ شباط.
تحدثت الدكتورة آجم مزمزلي أوغلو، مختصة في علم النفس بتركيا، عن كيفية تجاوز تلك الأزمة خلال حديثها مع "العين الإخبارية".
وعن كيفية التعامل مع الضرر النفسي الناجم عن الزلزال، قالت مزمزلي أوغلو: "الزلزال كارثة طبيعية يمكن أن يكون لها آثار صادمة على الجميع لأنها مفاجئة وغير متوقعة، حتى في حالة عدم وجود إصابات جسدية، فقد تنشأ مشاكل نفسية لدى الأشخاص المتأثرين بهذا النوع من الكوارث".
وأضافت: "حتى بعد فترة طويلة من الحدث، قد يستمر الدماغ في إرسال إشارات إلى الجسم تفيد بأنه لا يزال هناك تهديد بخطر لم يعد موجودًا، لهذا السبب، أولاً وقبل كل شيء، يحتاج الجسم إلى التصديق بأنه آمن".
وتابعت: "عندما يشعر الشخص بالخوف الشديد، فإن الصوت المطمئن أو العناق أو الإمساك بيده يجعله يشعر أن جسده قوي وأنه لا يحتاج إلى أن يكون في موقف دفاعي طوال الوقت، وبجانب الاتصال الجسدي، فإن رؤية الوجوه المألوفة ومشاركة المشاعر والأفكار مع أشخاص جديرين بالثقة في بيئة مطمئنة ستجعله يشعر بالتحسن".
وأكملت: "من المهم تناول نظام غذائي متوازن عن طريق الحد من تناول الشاي والقهوة والسجائر، لأنها تزيد من القلق الذي قد يحدث في الحالة النفسية بسبب الصدمة، يمكن أيضًا الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، والتنفس وممارسة تمارين استرخاء العضلات".
وعن أعراض التأثر بكارثة الزلزال المُدمر، قالت مزمزلي أوغلو: "في الأيام الأولى يكون الأرق وفقدان الشهية وعدم الرغبة في فعل أي شيء والشعور بالذنب أمر طبيعي، لذلك لا ننصح باللجوء إلى المهدئات، سوف يتحسن النوم بمرور الوقت".
وقالت: "قد يتسبب دخول الأماكن المغلقة أو الوجود في أماكن مزدحمة بعد وقوع الزلزال في الشعور بالقلق، ويمكن محاولة تجاوز ذلك بالوجود مع الأشخاص الثقة حتى ينخفض مستوى القلق".
وأشارت إلى أنّه من المهم جدًا أن يدعم المجتمع ويتشارك بعضه البعض في طريق التعافي خاصة في حالات الصدمات الكبرى.
وعن كيفية التغلب على صدمة الزلزال، ذكرت مزمزلي أوغلو: "في الفترة الأولى بعد الزلزال قد نشعر بمشاعر مثل الخوف والقلق والذنب والتشاؤم والذعر والعجز، وقد نشعر أيضًا بمزيد من الانفعال أو التوتر، يمكن لكل شخص إظهار ردود فعل مختلفة عند تعرضه لمثل هذه الكارثة".
وقالت: "إذا شعرت أن جسدك عالق أو مفرط في التفكير يمكنك الاسترخاء عن طريق التنفس ببطء، يمكن أيضًا تنظيم تدفق الدم عن طريق لمس الكاحلين والمعصمين والمفاصل بلطف في دوائر كبيرة".
وشددت بنور البيرق أخصائية الصحة النفسية التركية، على أهمية التركيز على التغلب على الخوف من أجل التعافي من صدمة الزلزال.
وقالت لـ"العين الإخبارية": "يجب التركيز على الرغبة في التغلب حقاً على الخوف، فيجب المشاركة في تدريب نفسي حول الزلزال، فإن زيادة الوعي به ستجعل الشخص أقوى ضد خوفه، كما يجب البحث عن طرق العلاج والبدء بها في أسرع وقت ممكن للتخلص من هذه الحالة التي تؤثر سلبًا على وتيرة الحياة".
وأكملت: "لا يجب قمع الخوف وعدم الإفصاح عن المشاعر السلبية وكتمانها خوفًا من عدم تفهمها، ويجب المشاركة والحصول على الدعم المعنوي من البيئة المحيطة لإيجاد الحلول".
وأضافت "الأهم من ذلك هو أن يتعلم الشخص أن يظل هادئًا، ويجب تجنب التذكير بالزلزال والاستماع إلى الموسيقى الهادئة وممارسة تمارين التنفس وتمارين الاسترخاء للتخفيف من القلق والاكتئاب".
وتابعت: "الهدف من عملية العلاج في ظل الخوف من الزلازل هو اكتساب القدرة على مواجهة هذا الخوف، وإذا كان هناك شخص لا يزال يعاني من خوف شديد وحزن بعد فترة أسبوعين من وقوع الزلزال فيجب طلب الدعم النفسي والتوجه إلى طبيب نفسي في أسرع وقت ممكن".
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg جزيرة ام اند امز