"لم يفعلها المشركون".. رجال دين يوضحون حكم القتل في مكة المكرمة (خاص)
أقدم معتمر جزائري على قتل معتمريْن اثنين من جنسيته داخل مقر إقامتهما بأحد الفنادق القريبة من المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة.
وكشفت إمارة منطقة مكة المكرمة تفاصيل الجريمة، وذكرت عبر حسابها على "تويتر" أن شرطة مكة ألقت القبض على زائر من الجنسية الجزائرية لاعتدائه بالطعن على زائرين من الجنسية نفسها.
وضبط الأمن السعودي القاتل في الحرم المكي بعد الرجوع إلى كاميرات المراقبة، مع حجز معتمر ثالث مرافق للمعتمرين في غرفتهما بانتظار نتائج التحقيق، مع اتخاذ الإجراءات القانونية ومباشرة تحقيقات النيابة.
من جهته، أعرب الاتحاد الجزائري لوكالات السياحة والأسفار في الجزائر عن أسفه لـ"الفاجعة الأليمة" التي أسفرت عن مقتل معتمرين ينحدران من ولاية قسنطينة، موضحًا أن الجاني استهدف المعتمريْن بطعنات قاتلة في فندق إقامتهما بمكة المكرمة، ثم لاذ بالفرار.
وكشف أمين عام الاتحاد، صلاح الدين تومي، أن الجاني يبلغ من العمر 40 سنة، وكان يتلقى العلاج قبل سفره إلى الأراضي المقدسة في مستشفى الأمراض العقلية بوادي العثمانية في ولاية ميلة، وجاء بتصرف غير عادي صباح يوم الجريمة نتيجة ضغوط نفسية وعصبية.
"ما حكم القتل في مكة المكرمة؟"، سؤال طرحته "العين الإخبارية" على عدد من المشايخ ورجال الدين، فأجمعوا على أن مكة كلها حرام، وكما تضاعف الحسنات في بلد الحرم تضاعف أيضًا السيئات، مشددين على ضرورة ضبط النفس والتحكم فيها خاضة في أوقات الغضب.
"لم يفعلها المشركون"
في البداية، يقول السيد سليمان، أحد علماء الأزهر الشريف: "الرسول وجهنا إلى عدم الغضب، ولما جاء رجل إلى الرسول وقال له أوصني، قال له الرسول: لا تغضب، وكررها ثلاثا، وفي المرة الأخيرة قال له: لا تغضب ولك الجنة. والغضب يجعل الشيطان يتمكن من الإنسان وهو غضب مذموم".
وأضاف: "القتل من الكبائر، والمولى في سورة النساء يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، وفاجعة مكة تذكرنا بقول الرسول: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، كما يقول: (إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل يا رسول الله هذا القاتل فما شأن المقتول؟ قال: لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه)".
وأردف: "أعظم شيء جرمًا هو قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والعقاب مفوض إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء خلده في النار، والرسول يقول: (الإنسان بنيان اللَّه فملعون من هدم بنيانَه)، وبالنسبة للقاتل في البلد الحرام، فالرأي الراجح بين الفقهاء أن مكة كلها حرام، ومن يقتل إنسانًا في أي مكان بمكة فكأنه قتله في الحرم، وهذا القاتل ارتكب ما لا يرتكبه المشركون، فكانوا إذا أرادوا أن يقتلوا مسلمًا أخذوه من الحرم إلى الحل ثم قتلوه".
"مكة كلها حرام"
ويتفق معه الدكتور جمال فاروق، أحد علماء الأزهر الشريف، فيقول: "مكة كلها حرام، والمولى يقول: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، وعندما تحدثك نفسك وتنوي فعل مثل هذا الجرم في مكة فالذنب هنا يضاعف؛ لأن الحسنات تضاعف في مكة وكذلك السيئات، ومثل هذه الوقائع تكون نادرة جدًا؛ لأن الناس في العمرة تظهر السماحة، والمولى يقول: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، فكيف يحصل هذا؟!".
أما الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، فيقول: "القتل محرم في مكة كلها، وكذلك القتل بحق، فما بالك بالقتل من غير حق، والحيوان آمن في الحرم، فما بالك أيضًا بالإنسان. والرسول يقول: (لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم)، وهذه الحادثة تؤكد نبوءة النبي عندما قال: (والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل)، وللأسف نعيش في زمان صار فيه الدم والقتل هينًأ عند الناس".
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA== جزيرة ام اند امز