"حرب ثقافية".. كواليس إلغاء حفل كيفين هارت في مصر (خاص)
قبل أيام، أعلنت الشركة المنظمة للحفل الأول للكوميديان الأمريكي كيفين هارت في مصر إلغاءه لـ"أسباب لوجستية".
وفور الإعلان عن حفل كيفن هارت في الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي، تفجرت دعوات لإلغائه بسبب تصريحاته المغلوطة عن قدماء المصريين.
ويعد "هارت" من أبرز مناصري حركة المركزية الأفريقية "أفروسينتريك" التي تزعم أن "حضارة الفراعنة بُنيت بسواعد الأفارقة السود الذين كانوا ملوك مصر".
وتنشط هذه الحركة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، وتلقى أفكارها رواجًا كبيرًا بين جماعات المهاجرين الأفارقة وأصحاب الأصول الأفريقية.
في المقابل، أطلقت صفحة "وعي مصر" على موقع "فيسبوك" حملة للتحذير من هذه الحركة، وقادت الدعوات على مواقع السوشيال ميديا في مصر لإلغاء حفل "هارت".
وفي حواره لـ"العين الإخبارية"، يقول عبدالرحمن المرشدي، أحد مؤسسي الصفحة، إن مزاعم حركة المركزية الأفريقية "مسمومة وتضمر الكراهية للشعب المصري". وإلى نص الحوار:
لماذا تحركتم لإلغاء حفل كيفين هارت في مصر؟
من صفحة "وعي مصر"، بدأت الحملة التوعوية تجاه فكر "المركزية الأفريقية" المسموم والمعادي للشعب المصري وتاريخه وهويته وحضارته، وهذا الفكر يدّعي زورًا أن الدولة المصرية وحضارتها هي ملك لأصحاب البشرة السوداء فقط، وأن المصريين "عرب وشعب خليط من المحتلين".
هذا الفكر العنصري القميء يدعمه الفنان الأمريكي كيفين هارت من خلال شركة "بلاك ساندز" للترفيه التي تنشر بين الأطفال، خاصة الأفارقة وأصحاب الأصول الأفريقية، قصصًا مصورة تزعم أنهم شعب كمت الأصلي، وتبشرهم بالعودة يومًا ما وأن تاريخهم لا يقتصر على حقبة العبودية فقط.
من هنا، كان لزاما علينا في صفحة "وعي مصر" وكشباب يؤمن بالفكر القومي المصري أن نتصدى تمامًا لكل ما يمثله كيفين هارت عبر إطلاق حملات توعوية مثل "حضارتنا ليست للسرقة" و"إلغاء حفل كيفين هارت"، ونجحنا بشكل كبير في التأثير على الوعي العام وكشف أكاذيبهم وادعاءاتهم، وتمت الاستجابة بإلغاء الحفل قبل موعده بساعات قليلة.
كيف ترون الاستجابة إلى مطلب إلغاء الحفل؟
إلغاء الحفل هو بمثابة إعلان عن مدى تأثير الفكر القومي المصري والشباب المعتز بوطنه وتاريخه وحضارته، ويعني أيضًا وصول صوته إلى المسؤولين داخل الدولة المصرية ومؤسساتها التي نحب أن نشكرهم ونتمنى منهم المزيد، ونحن بدورنا نسعى إلى التواصل معهم لنشر التوعية العامة واستكمال مشروع الوعي القومي المصري الذي نطمح إليه.
ما أهداف حركة القومية المصرية وصفحة "وعي مصر"؟
أهدافنا تتلخص في إعادة نشر وإحياء الفكر القومي المصري، وأهم أسسه الانتماء للدولة المصرية وتاريخها وحضارتها وثقافتها وهويتها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة واضطراب الهوية المنتشر عند قطاع واسع من المصريين، فنحن مصريون ونعتز بوطننا، كما نهدف إلى نشر التوعية في كل النواحي الثقافية والفنية والتاريخية والسياسية والأثرية.
برأيكم.. ما مدى خطورة حركة "أفروسينتريك" على مصر؟
المركزية الأفريقية ومزاعمها تجاه الشعب المصري وتاريخه هي بمثابة حرب ثقافية شرسة، وتهديد مباشر على الأمن القومي المصري، لأن فكر هذه الحركة يسعى إلى تزوير تاريخ دول شمال أفريقيا وعلى رأسها الدولة المصرية، بادعاء نسب الحضارة المصرية إلى أصحاب البشرة السوداء فقط، وأن الشعب المصري محتلون وعرب دخلاء طردوا الأفارقة وشتتوهم في أنحاء العالم.
للأسف، تسببت هذه الأفكار في خلط كبير بين قطاع واسع من الشعب المصري، وخداعهم بأنهم عرب وليسوا مصريين، وللأسف هناك فئة لا بأس بها يظنون أن المصريين الأصليين انقرضوا أو أصبحوا خليط شعوب وبقايا احتلالات، وهنا يأتي دورنا كفكر قومي مصري للتصدي لهذا الحركة المدعومة من بعض الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا الفكر يسعى إلى طرد سكان شمال أفريقيا باعتبارهم "دخلاء على القارة" وهو بمثابة إعلان كارثي عن مشروع تغيير ديموغرافي على المدى البعيد، ومصر تتعرض لتأجيج مشاعر سكان الجنوب، وحث أهلنا في النوبة على الانفصال بحجج وادعاءات واهية، لذلك نرى أن فكر المركزية الأفريقية خطر كبير، بل يعتبر من أخطر التحديات التي تواجه الدولة المصرية في عصرها الحديث.
البعض يتهمكم بالعنصرية ضد السود.. ما تعليقكم؟
نحن لا نقبل العنصرية، ونرفضها رفضًا قاطعًا، وخطابنا لا يقوم بأي شكل من الأشكال على العرق أو اللون، ولكن على الفكر ذاته، وهنا يجب القول بأن كل الأفارقة ليسوا مؤيدين للمركزية الأفريقية، وهناك معارضون لهذا الفكر ومدركون لمخاطره وسلبياته عليهم، ولكن للأسف الشديد الأكثرية معرضة للانجراف فيه.
هل تتواصلون مع الجهات الرسمية أو الحكومة المصرية؟
حتى اللحظة لا يوجد تعاون أو قنوات اتصال مع الجهات الرسمية الحكومية للرد والتصدي بالتصريحات الرسمية تجاه هذه المزاعم، ونحن نناشد المسؤولين مساعدتنا من خلال التصريحات الرسمية المختصرة وحملات التوعية الداخلية للتصدي لهذا الفكر، وهناك محاولات للتواصل مع بعض أعضاء مجلس النواب المعجبين بفكرنا، ونأمل من المسؤولين الاستجابة لنا لتنفيذ مشروعنا التوعوي بشكل رسمي في القريب العاجل.
من هم مؤسسو الصفحة والقائمون عليها؟
نحن مجموعة شباب مصريين من تخصصات مختلفة، يجمعنا حبنا لوطننا والاعتزاز به والإيمان بفكر القومية المصرية الذي تبلور في الثورة القومية المصرية 1919 التي نادت بأن "مصر للمصريين - عاشت مصر حرة مستقلة - الدين لله والوطن للجميع"، كما نؤمن بالفكر القومي المصري الذي يقوم على أساس الحفاظ على وحدة وسلامة المجتمع المصري بغض النظر عن الأصل أو المعتقد، ونسعى لنشر هذا الفكر بيم كل فئات الشعب المصري.