"عجول الشراكة".. مبادرة شبابية تعيد اللحوم إلى موائد قرية مصرية (خاص)
رغم ارتفاع أسعار اللحوم في مصر، نجحت مبادرة شبابية في توفيرها لأهالي إحدى القرى بأسعار مخفضة بنحو 80 جنيهًا عن مثيلتها في الأسواق.
وأمام الارتفاع القياسي في أسعار اللحوم التي اقتراب سعر الكيلو من 300 جنيه في بعض الأسواق المصرية، قرر الشاب إبراهيم أحمد إطلاق مبادرته "عجول الشراكة" في قريته محل روح التابعة لمحافظة الغربية شمال مصر.
وتقوم المبادرة على أسبقية حجز اللحوم بواقع 170 جنيهًا للكيلوغرام الواحد، وعند اكتمال نصاب معين، يقوم شباب المبادرة بشراء العجول ونحرها وتعبئة لحومها ومن ثم توزيعها على الحاجزين في عملية نالت إعجاب جميع أهالي القرية.
ويشرح إبراهيم أحمد، مهندس اتصالات، تفاصيل المبادرة، ويقول لـ"العين الإخبارية" إن أسعار اللحوم أصبحت غير مقبولة بين الأهالي، لذا فكر في إطلاق المبادرة بالتعاون مع زميليه مصطفى البري (مهندس) وأحمد إسكندر (جزّار).
وبسبب ظروف عائلية، اضطر "إسكندر" إلى ترك مهنة الجزارة والعمل في معرض أثاث "موبليات"، قبل أن يقترح عليه زميله شراء العجول بتكلفتها الفعلية وبيع كيلو اللحم بـ170 جنيهًا بدلًا من 250 جنيهًا في الأسواق للتخفيف على أهالي القرية.
من جهة أخرى، طلب "أحمد" من زميله مصطفى البري، مدير صفحة القرية على موقع "فيسبوك"، الإعلان عن المبادرة عبر الصفحة، وإعلان فتح باب الحجز لتلقي طلبات الأهالي من اللحوم مقابل 170 جنيهًا للكيلو، ولاقت الفكرة ترحيب من زميليه.
وبعد يومين فقط، نجحت المبادرة في جمع 48 ألف جنيه مصري لشراء 400 كيلو من اللحوم، ويقول "أحمد": "اكتفيت بهذا المبلغ، واقترحت على زميلي أحمد إسكندر شراء 3 عجول، وكنت حريصًا على شراء عجول صغيرة لضمان جودة اللحوم".
ولاقت المبادرة ترحيبًا كبيرًا من الأهالي بعد توزيع الدفعة الأولى من اللحوم، ويقول "أحمد": "في ناس قالت لي: كتر ألف خيرك"، مشيرًا إلى أن عملية توزيع اللحوم تمت بقدر عال من التنظيم ولم تشهد أي تزاحم.
وبعد الانتهاء من الدفعة الأولى، أعلنت المبادرة عن مرحلة جديدة لحجز طلبات الأهالي، ويقول "أحمد": "في غضون ساعات من الإعلان الثاني تلقينا طلبات بنحو طن لحوم، وفي اليوم التالي وصل إجمالي الطلبات إلى نحو طنين وهو ما يعني 12 عجلًا.
وأضاف أنه وزميليه في المبادرة لم يتمكنا من تلبية جميع الطلبات في يوم واحد بسبب الإقبال غير المتوقع، فتقرر توزيع العمل على أكثر من 3 أيام، بواقع أكثر من 600 كيلو في اليوم الواحد، مشيرًا إلى أن ترحيب الأهالي بالفكرة كان حافزًا كبيرًا لاستمرار المبادرة.
وأمام الإقبال المتزايد من الأهالي على مبادرة عجول الشراكة، وانضمام بعض القرى المجاورة إليها، يقول "أحمد" إن محال الجزارة في قريته اضطرت إلى تخفيض أسعار اللحوم بنحو 50 جنيهًا للكيلو الواحد، مؤكدًا أن هذه الخطوة هي الهدف الأول من المبادرة.
وبعد نجاح المبادرة، حرص الشاب المصري على تعميم الفكرة في القرى المجاورة؛ للتخفيف عن الأهالي في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار الذي تشهده مصر، كاشفًا في نهاية حديثه عن تحصيره لمبادرة جديدة لتوفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة بمناسبة شهر رمضان الكريم.