بعد زلزال تركيا.. عالمة مصرية لـ"العين الإخبارية": انتظروا تسونامي وحدوث شيء لا يمكن تخيله (حوار)
توجهت أنظار العالم أجمع فجر الإثنين إلى تركيا، جراء زلزال عنيف ضرب أراضيها بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وخلف آلاف القتلى والجرحى.
تأثيرات هذا الزلزال امتدت إلى سوريا، ونتج عنه سقوط آلاف الضحايا والمصابين أيضا، كما بلغت أصداؤه الأراضي اللبنانية، وحتى مصر على نحو أخف.
حتى كتابة هذه السطور، ما زال العالم يعاين أضرار ما حل بالأراضي التركية والسورية على وجه التحديد، كما يسعى الخبراء إلى الوقوف على حقيقة ما جرى، خاصة لقوة الزلزال الكبيرة، وتعدد الاهتزازات وارتداداته بشكل مستمر.
من ثم، تواصلت "العين الإخبارية" مع الدكتورة هايدي فاروق عبدالحميد، كبير مستشارين بمركز المعلومات الجغرافية الصيني، ومستشار مركز القانون والعولمة التابع لجامعة رينمين الصينية، وعضو الجمعية الجغرافية المصرية، لكشف أسباب وقوع هذه الكارثة، وتوقع الآثار المترتبة عليها.
وإلى نص الحوار:
ما السبب الرئيسي لهذه الزلازل؟
يعود الأمر إلى أنشطة شركات التنقيب عن الغاز، حيث تستخدم أسلوبًا يعتمد على "إحداث زلازل طينية"، عبارة عن "تقليب طبقات الأرض والتلاعب في جيولوجيا باطن عمق البحر"، بما أثر على الطبقات التكتونية المكونة لباطن الأرض.
لم تلجأ هذه الشركات إلى الحفر في أعماق البحر المتوسط؟
حقل الغاز غني بالهيدروكربونات الطازجة، التي تتكون بعد مرور مليون عام، وتتكون في "عمق أعمق مما حولها تحت سطح البحر".
وتختلف أعماق الهيدروكربونات من مكان لآخر على ساحل المتوسط، ففي مصر على سبيل المثال يبلغ عمقها داخل منطقة مخروط النيل 2 كم، أما في بقية السواحل يصل عمقها إلى 200 متر فقط.
وبالتالي، تلجأ شركات التنقيب إلى إحداث الزلازل الطينية لسحب الهيدروكربونات إلى السطح، وهو ما يعني استخراج الغاز الطبيعي من البحر المتوسط بالقوة، في عملية تخللها إهمال وجود شقوق كثيرة في أعماق المتوسط، يخرج منها الماء العذب وسط المياه المالحة، ومن ثم أحدثت هذه العملية تلاعبًا في هذا التكوين.
كم بلغ عدد الاهتزازات جراء الزلزال العنيف؟
بلغ عدد الاهتزازات 112 هزة في تركيا وسوريا، و8 في إيطاليا وإسبانيا.
هل ستقع مزيد من الزلازل خلال الفترة المقبلة؟
للأسف التأثير سيكون مستمرًا لما تعرض له باطن الأرض.
هل سنشهد حدوث تسونامي؟
سنشهد في مرحلة ما.
هل ستختفي بعض المناطق؟
هناك جزر في البحر المتوسط مهددة بالاختفاء، خاصة مع حالة التقارب التكتوني الذي يزيد تدريجيًا شرق المتوسط، وهو ما سينتج عنه تأثر الساحل اللبناني، ونفس الحال وأكثر بالنسبة للسواحل السورية، أما جنوب قبرص "سيحدث فيه شيء لا يمكن تخيله".
هل توقف أعمال التنقيب عن الغاز يحمينا من هذه المخاطر؟
الوضع في هذه الحالة سيكون "سيء مستقر".
هل خلقت شركات التنقيب عن البترول حزاما جديدا للزلازل في تركيا؟
بالفعل، الشركات التي عملت لصالح الجانب التركي خلقت هناك حزام زلازل.
هل كان هناك تحذيرات من هذه العواقب قبل سنوات؟
جرى تنظيم عدد من المؤتمرات في السنوات الأخيرة بتركيا، وانتهت جميعها إلى أن البحث المستمر عن مصادر الغاز المستقبلية في منطقة معينة سينتج عنها زلازل خطيرة.
خلص مؤتمر تم تنظيمه في عام 2019، إلى أن منطقة تيثيان التي تغطي حوض شرق البحر المتوسط، بها صخور عالية الإنتاج واحتياطات من الغاز المستقبلي، مع التنويه بأن النظام التكتوني سيتأثر.
أما في مؤتمر العلوم الطبيعية والبيئية في 2020 بأنقرة، حذر العلماء من خطورة الاستكشافات المحفوفة بالمخاطر من أجل استكشاف الهيدروكربونات المستقبلية، وقال المتخصصون إن الأمر سينتهي بوقوع زلازل في حوض أنطاليا وروديس ولواء الإسكندرون.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز