رعب وصدمة ودموع.. مشاهد تفطر القلوب بعد زلزال تركيا وسوريا (صور)
"دموع على أطلال المنازل.. وركام ينتشر في كل مكان.. رائحة الخوف تملأ المدن.. وعلامات الرعب ترتسم على الوجوه".
تلك ليست مشاهد من أحد أفلام الرعب التي أنتجتها هوليود، ولكنه واقع عاشه ويعيشه الشعب التركي والسوري عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا صباح الإثنين.
المآسي ولحظات الرعب التي رصدتها العديد من الصور وشهادات الناجين التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مآسي دامية لكارثة يتوقع أن تتفاقم حصيلة ضحاياها خلال الساعات والأيام القادمة.
من بين الصورة المؤثرة أناس ناجون في تركيا يذرفون الدموع، وهم ينظرون إلى بيوتهم التي صارت أنقاضا بعد انهارت على رؤوس من يسكنونها، أو حاصرتهم في انتظار أن يأتي من ينتشلهم.
ولم يستطع عمال الإنقاذ أنفسهم أن يقاوموا شدة المأساة ووقعها على النفس، فبدا عمال إنقاذ وهم يذرفون الدموع أمام هول ما يرون.
وفي عدد من مناطق سوريا وتركيا، وثقت الكاميرات إخراج جثامين أطفال في مقتبل العمر، بينما يجري الإمساك بهم وقد علاهم الغبار، ونزفت أجسامهم الصغيرة، فصارت مضرجة بالدماء.
وتداول مستخدمو منصات التواصل مقاطع فيديو تظهر قدرا كبيرا من الدمار في مدينة كهرمان معرش، حتى إنها تبدو كمدينة خرجت لتوها من حرب ومعارك ضارية.
وفي مدينة مالاتيا، شرقي تركيا، حيث البرد ودرجة الحرارة المتدنية، وثق مقطع فيديو خروج نزلاء أحد دور رعاية المسنين، إلى الثلج، حتى لا يظلوا تحت سقف يمكن أن يقع في أي لحظة.
وبدأ المسنون وهم يرتعدون حول نار أوقدوها عسى أن يشعروا ببعض الدفء، في انتظار إيجاد ملجأ يختبئون به، في حين يواجه عمال الإنقاذ ضغطا يُوصف بالرهيب.
وفي محافظة إدلب، راج مقطع فيديو لم يتسن التحقق من صحة توقيته، وهو يظهر طفلة معلقة، تدلى جسمها من بين الأنقاض، وهي على وشك السقوط من طابق علوي نحو الأسفل.
معاناة النازحين
وتزيد مأساة الزلزال من معاناة النازحين في إدلب، حيث كان الناس يعانون البرد ونقص الغذاء بسبب الأزمة الاقتصادية، ثم جاءت الهزة الأرضية لتزيد الطين بلة.
ورغم كل هذه المآسي لم يتضح بعد حجم الضرر الذي تسبب فيه الزلزال الثاني الذي شعر به السكان أيضا في أنحاء المنطقة مثل الزلزال الأول في وقت يكافح فيه عمال الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، مستخدمين في كثير من الأحيان أياديهم لإزالة الأحجار.
وأعاق ضعف شبكة الإنترنت وتضرر الطرق التي تربط بين بعض المدن الأكثر نكبة بالزلزال في جنوب تركيا الذي يقطنه الملايين، جهود تقييم حجم الخسائر.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما يقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما يؤدي إلى تدهور ظروف المحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى، وكانت الأمطار تسقط اليوم الإثنين بعدما اجتاحت العواصف الثلجية البلاد في مطلع الأسبوع.
وأظهرت لقطات حية بثتها محطة "تي.آر.تي" التركية الرسمية مبنى وهو ينهار في إقليم أضنة جنوب البلاد بعد الزلزال الثاني ولم يتضح بعد إن كان قد تم إخلاؤه قبلها.
وشاهد صحفيون من رويترز العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلا من الحطام بحثا عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلبا للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة.
وحمل رجال فتاة ملفوفة في بطاطين من بناية منهارة في المدينة.
وفي أزمير أظهرت لقطات لطائرات مسيرة عمال إنقاذ يقفون أعلى كومة من الأنقاض، حيث كان أحد المباني قائما في يوم من الأيام ويرفعون كتل الأنقاض.
سوريا
وأظهرت لقطات جرى تداولها على تويتر بنايتين متجاورتين تنهاران واحدة تلو الأخرى في حلب السورية، مما ملأ الشارع بالغبار والأتربة.
وقال اثنان من السكان في المدينة، التي مزقتها الحرب، إن البنايتين انهارتا في الساعات التالية للزلزال، الذي شعر به أيضا السكان في قبرص ولبنان.
لقي أكثر من 2650 شخصا مصرعهم في كل من تركيا وسوريا، يوم الإثنين، إثر زلزال مدمر وصلت شدته إلى 7.8 درجة، ثم أعقبته هزة أرضية قوية، وسط توقعات بأن ترتفع حصيلة الضحايا خلال الساعات، وربما الأيام القادمة.
وأكدت السلطات التركية مصرع 1762 شخصا، وإصابة أكثر من 9 آلاف، حتى الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينيتش، من جراء الزلزال الذي كان مركزه قرب مدينة كهرمان مرعش، غير بعيد من الحدود مع سوريا.
ولقي نحو ألف شخص على الأقل حتفهم في أنحاء سوريا، في حصيلة جديدة غير نهائية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg جزيرة ام اند امز