مسلسل جيفري دامر.. أسر الضحايا تنتقد "تجسيد المأساة"
أثار مسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر" على منصة "نتفليكس"، الجدل حول تلميع المنصة الشهيرة لقاتل متسلسل.
ووفقًا لموقع "ذا كونفرسيشن" كان لمسلسل "جيفري دامر" تأثيرًا كبيرًا مع تصدر المسلسل قائمة الأعلى مشاهدة في "نتفليكس"، ليثير بذلك جدلًا عالميًا حول تأثير نجاح مسلسل عن قاتل متسلسل بهذا الشكل.
وعلى النقيض من الترفيه الإجرامي الخيالي، فإن التمثيل الدرامي والتخيل لجرائم الحياة الواقعية، مثل مسلسل جيفري دامر، قد أثار موجة من الانتقادات لأنه يعيد إيذاء أسر الضحايا، ويمجد المجرمين.
وفي نفس الوقت، أعربت بعض عائلات ضحايا دامر عن غضبهم من مسلسل "نتفليكس"، مشيرين إلى أنه لم يتم الاتصال بهم بشأن إطلاق المسلسل أو أخذ إذنهم من تجسيد شخصياتهم.
ونقل الموقع آراء النقاد والصحفيين حول العمل الدرامي المأخوذ عن قصة واقعية للإلمام بمدى تأثيره على متابعيه وأبطاله الحقيقيين.
وصفت آن شوارتز، الصحفية التي نشرت قصة دامر الأصلية، سلسلة دامر على نتفليكس، بأنها "ليست تمثيلاً مفيدًا".
وفي مقابلة مع الإندبندنت، انتقدت شوارتز التصوير الكاريكاتوري لتطبيق القانون في المسلسل، واستهدفت أيضًا أخطاء في عناصر الحبكة الرئيسية، مثل وجود الشاهدة الرئيسية جليندا كليفلاند في الغرفة المجاورة لـ"دامر" في المسلسل، رغم أنها كانت تسكن في المبنى المجاور في الحقيقة.
شكوى عامة
ولفت الموقع، إلى أن مسلسل "دامر" ليس الوحيد الذي أثار هذا الجدل، إذ تثير أغلب الأعمال عن القتلة المتسلسلين حالة تخوف.
وتعرض فيلم The Haunting of Sharon Tate، الذي كتبه وأخرجه دانيال فاراندز وتم إصداره في عام 2019، لانتقادات عالمية من قبل النقاد والجماهير على حد سواء لتصويره بشكل تفصيلي القتل الحقيقي للممثلة شارون تيت على يد عائلة مانسون.
إعادة إصابة الضحايا وعائلاتهم بصدمات نفسية
وكثيرًا ما تغضب أسر ضحايا الجريمة ويصابون بصدمات من جديد عندما تصبح قصصهم الواقعية مادة ترفيهية للاستهلاك العام.
وتتعرض عائلات ضحايا جرائم القتل لأزمات نفسية بشكل خاص عند مواجهة صور غير دقيقة أو مهينة لأحبائهم، نظرًا لأن الحماية القانونية لهم مثل رفع دعاوى التشهير، لا تنطبق إذا كان الشخص الذي تعرض للتشهير متوفياً.
وقالت ريتال إيسبل، التي قُتل شقيقها على يد دامر، في بيان رسمي، أنه تم إصدار المسلسل دون علمها أو موافقتها، كما وصفت المسلسل بأنه قاسي ومهمل في مقال في Insider معبرة عن أنه من المحزن أنهم فقط يجنون المال من هذه المأساة.
وخلص الموقع، إلى أن من يستفيد من تصوير جرائم الحياة الواقعية هو سؤال مهم، حيث تكسب الاستوديوهات الكبيرة ومنصات البث الملايين بينما غالبًا ما يُترك الضحايا وعائلاتهم لتحمل عواقب زيادة الاهتمام العام.