مون جاي-إن.. ابن لاجئ شمالي رئيسا لكوريا الجنوبية
مون جاي- إن، رئيس كوريا الجنوبية، هو الابن الأكبر بين خمسة أبناء أنجبهم اللاجئ يونغ هيونغ، الذي عمل كـ"أجير" بأحد المعسكرات.
لم يكن مون جاي- إن، الذي انتخب اليوم رئيساً لكوريا الجنوبية، قد خرج للحياة عندما فر والده يونغ هيونغ من مدينة هامهونج "تتبع كوريا الشمالية حاليا" واستقر في جيوجي بكوريا الجنوبية، ليصبح الابن المولود في 24 يناير/كانون الثاني 1953، رئيساً للبلاد في مايو/أيار 2017.
مون وهو الابن الأكبر بين خمسة أبناء أنجبهم هذا اللاجئ، الذي عمل كـ"أجير" بأحد المعسكرات، شهدت حياته مراحل من الصعود والهبوط، إلى أن حقق الصعود الأكبر بالفوز في الانتخابات الرئاسية.
ومن المحطات المهمة في حياته هي اعتقاله وطرده من جامعة كيونغي، حيث كان يدرس القانون، عندما نظم في عام 1970، احتجاجاً طلابياً على دستور الحاكم العسكري آنذاك بارك تشونج.
ومن المفارقات أن يصبح مون بعد 47 عاماً من هذا الحدث الهام في حياته رئيساً لكوريا الجنوبية، خلفاً للرئيسة المعزولة بارك جيون-هيي، ابنه الحاكم العسكري الذي تسبب الاحتجاج على دستوره في اعتقاله.
وعاد مون إلى الجامعة بعد انتهاء فترة اعتقاله والتحاقه بالخدمة العسكرية، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية اجتاز امتحان نقابة المحامين وتم قبوله في معهد البحوث والتدريب القضائي، وكان الثاني في ترتيب الخريجين، وكان من المفترض أن يصبح قاضياً أو مدعياً حكومياً، لكنه دفع ثمن نشاطه السياسي ضد الديكتاتورية وقت أن كان طالباً، وتم رفض تعيينه بهذا المنصب لخلفيته السياسية، واختار أن يصبح محامياً بدلاً من ذلك.
تخصص مون في قضايا الحريات وحقوق الإنسان، وعمل في شراكة مع رئيس كوريا الجنوبية السادس عشر روه مو هيون، الذي جمعته معه علاقة صداقة حتى انتحار الأخير عام 2009.
وعلى الصعيد الاجتماعي أنجب مون طفلين، وهو متزوج من كيم جونج سوك، ويعشق كما تكشف صوره الحيوانات الأليفة.
المرة الثانية
ومون ليس حديث العهد بالانتخابات الرئاسية، فقد دخل الرجل الذي يتزعّم الحزب الديمقراطي- حزب يسار الوسط- انتخابات عام 2012 أمام بارك، ولكن لم يحالفه الحظ.
وبعد فضيحة بارك التي كلّفتها منصبها، طرح مون نفسه مره أخرى منافساً على منصب الرئيس، لمعالجة ما أفسدته رئيسة كوريا الجنوبية السابقة، وقال وهو يُدلي بصوته في الانتخابات "أشعر أن الشعب في حاجة ماسة لتغيير الحكومة".
ويدعو مون إلى السلام مع الجارة الشمالية عبر الحوار معها بهدف نزع فتيل التوتر ودفعها إلى العودة لطاولة المفاوضات، مع الحفاظ على الضغط والعقوبات، بخلاف "بارك" التي تكاد تكون قطعت العلاقات بين الكوريتين تقريباً.
ويريد الوافد الجديد على هذا المنصب الحصول على استقلالية أكبر في العلاقات بين سيول وواشنطن، التي تنشر 28 ألفاً من جنودها في كوريا الجنوبية.