حبارة .. 3 سنوات و4 أشهر تفصل الجريمة والعقاب
3 سنوات و4 أشهر المدة الفاصلة بين وقوع مذبحة رفح الثانية، التي نفذت في يوم 19 أغسطس/ آب لعام 2013.
3 سنوات و4 أشهر المدة الفاصلة بين وقوع مذبحة رفح الثانية، التي نفذت في يوم 19 أغسطس/ آب لعام 2013، بمنطقة رفح الواقعة على الحدود بين مصر وإسرائيل، وراح ضحيتها 25 جنديًا مصريًا، وإعلان مصلحة السجون المصرية تنفيذ حكم الإعلام شنقًا في حق المحكوم عليه، الإرهابي عادل حبارة، المتهم الرئيسي والمدان بتنفد مذبحة رفح المروعة.
وخلال هذه الفترة الفاصلة بين وقوع الجريمة وتنفيذ العقوبة، مرت هذه القضية التي شغلت بال الرأي العام المصري بعدة مراحل متعددة ما بين إلقاء القبض على المتهم الرئيسي ومعاونيه الستة الذين نفذوا الجريمة معه، ومحاولة الإرهابين للهرب من سيارة ترحيلات الشرطة أثناء الانتقال لجلسة المحاكمة، وإصدار حكم بالإعدام، والنظر في طعون المتهمين، إلى تنفيذ مصلحة السجون الحكم النهائي بعد رفض محكمة النقض طعن حبارة على الحكم.
وفي صباح يوم 19 أغسطس/ آب لعام 2013، استيقظت مصر على جريمة مروعة، ليسود الحزن عددا كبيرا من المحافظات المصرية، حيث كان يقطن هؤلاء الجنود، وفي مشهد وصفها الكثيرون بالمؤلم، نشرت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منسوبة لهؤلاء المجرمين الإرهابين منفذي العملية الإرهابية، صورًا وفيديوهات للحظة الهجوم السافر على 25 جنديًا مصريًا بقطاع الأمن المركزي.
وفي الفيديو ظهر هجوم عشرات الأشخاص الإرهابين على سيارة أجرة كانت تنقل جنودا بقطاع الأمن المركزي، ليقوموا هؤلاء المجرمون بتكبيل الـ 25 جنديًا بالحبال، ليتم قتلهم بتصويب الرصاص الحي وإطلاق النيران نحوهم وهم مكبلون، ليصف الخبراء السياسيون وقتها طريقة تنفيذ العملية بـ أسلوب تنظيم القاعدة.
وفي أقل من شهر قامت قوات الأمن المصري بالقبض على 37 إرهابيًا شاركوا في الهجوم على قوات الشرطة، بوجود 15 مدرعة وطائرة أباتشي في عملية القبض عليهم، وبعد فتح التحقيقات، اعترف حبارة بارتكابه جريمة رفح الثانية قائلًا " أنا عادل حبارة صاحب 25 شمعة منورة" في إشارة للجنود الذين قتلوا برفح، وأنه كان القائد والمخطط للمذبحة، شارحًا بالتفاصيل طريقة القتل التي تم عن طريق تقيد الجنود وإطلاقه هو ومن معه الرصاص الحي على مجندين الأمن المركزي، لتثبت التحقيقات فيما بعد انضمام عادل حبارة لتنظيم داعش الإرهابي، وإعلانه المبايعة للتنظيم في نفس عام ظهورها 2014.
وحرصت مصلحة السجون فرض رقابة وحراسة مشددة على حبارة ومعاونيه، ليتم حبسه في سجن " العقرب" الأكثر حراسة وتأمينًا، وفي شهر يوليو 2014 حاول الإرهابي حبارة الهرب أثناء عملية ترحيله من أكاديمية الشرطة، حيث مقر المحاكمة الخاصة به، إلى محبسه بسجن العقرب، ليتمكن قوات الشرطة من ملاحقته وإحباط محاولة الهرب.
وبعد عام من بدء التحقيقات، قضت محكمة جنايات القاهرة في 6 ديسمبر/ كانون الأول لعام 2014، معاقبة كلًا من حبارة و6 من المتهمين بالإعلام شنقًا، بتهمة اعتناق أفكار تكفيرية، وتنفيذ مذبحة رفح الثانية التي سقط فيها 25 جنديًا مصريًا.
وفي العام نفسه وتحديدًا في 13 يونيو/ حزيران 2014، تقدم المتهم هو ومن معه بالنقض على الحكم، لتقبل هيئة المحكمة حيثيات الطعن، وبناءً على هذا الطعن، تم إلغاء حكم الإعدام الصادر في حق حبارة، استنادًا لوجود خطًا إجرائي متعلق بتغيير هيئة المحكمة من المستشارين المساعدين لقاضي المحكمة الرئيسي، وبعد إعادة المحاكمة من جديد في جلستين متتالين تم إصدار حكم بتأييد الإعدام لـ 7 إرهابين المتهمين في قضية رفح الثانية.
وفي الوقت نفسه حصل حبارة على حكم بالإعدام في سبتمبر/ أيلول 2014، بتهمة الاتصال بتنظيم داعش، وأصدر محكمة جنابات الزقازيق حكمًا بالإعدام بحقه، لارتكابه أعمال إرهابية استهدف فيها رجال الشرطة والجيش في عمليات متعددة.
ليحصل حبارة على 4 أحكام بـ الإعدام متتالية، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، أحالت محكمة جنايات القاهرة أوراق حبارة و6 من التكفيريين إلى مفتي مصر، بتهم حيازة أسلحة متفجرات واستخدامها في أنشطة إرهابية وإجرامية، والترويج لأعمال عنف.
وكان الحكم الرابع في حق حبارة، حين قضت محكمة جنايات الزقازيق حكم الإعدام بحقه، لاتهامه بقتل مخبر الشرطة ربيع عبد الله على، مع سبق الإصرار والترصد، في ديسمبر/ كانون الأول لعام 2015.
وبعد توقف سير القضايا المتعلقة بالعقل المدبر لمذبحة رفح، عادت إلى ساحة المحاكم المصرية، لتصدر دائرة جنائية جديدة حكما نهائيا في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لتؤيد حكم الإعدام في حق حبارة و6 أشخاص آخرين.
لتعلن محكمة النقض المصرية كلمتها الفاصلة في هذه القضية، في 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، حكما نهائيا ضد عادل حبارة، بالإعدام بتهمة ارتكاب مذبحة رفح الثانية، بعد رفضها الطعن الذي تقدم به المتهم حبارة.
واليوم وبعد أكثر من 3 سنوات، تم إغلاق قضية مذبحة رفح الثانية، بتنفيذ حكم الإعدام على الإرهابي والعقل المدبر للمذبحة عادل حبارة، بسجن الاستئناف بوسط القاهرة.
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg جزيرة ام اند امز