الممثلة المغربية كاميليا قجاج لـ"العين الإخبارية": أمارس الفن التشكيلي بحب وجنون
الفنانة المغربية كاميليا قجاج تكشف في حوار لـ"العين الإخبارية" عن بدايات تعلقها بالتمثيل والرسم وإلى أي المجالين تنحاز
نجحت الفنانة المغربية الشابة كاميليا قجاج أن تمزج بين موهبة التمثيل والرسم، كنموذج فريد من نوعه في المغرب، ففي الوقت الذي قطعت فيه خطوات متميزة في عالم الفن التشكيلي وشاركت في عدد كبير من المعارض، تسعى لإثبات موهبتها عبر أدوار متعددة في السينما والمسرح.
وفي حوارها مع "العين الإخبارية" تكشف الفنانة المغربية كاميليا قجاج عن بدايات تعلقها بالتمثيل والرسم، وإلى أي المجالين تنحاز، ومن الذي يستفيد من موهبة الآخر الممثلة أم الفنانة التشكيلية.
متى بدأتِ اكتشاف موهبتك في التمثيل والرسم؟
ظهر تعلقي الشديد بالفن في مرحلة مبكرة من الطفولة، حيث بدأت بالمشاركة في عروض مسرح الطفل ضمن الأنشطة الثقافية التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وفي الأعياد الوطنية، فكان أول عرض لي وعمري 6 سنوات بمناسبة عيد العرش، ثم قدمت عروضا بدار الشباب، وبعدها مع فرقة وطنية للمسرح، ومؤخرا كانت لي مشاركات في أعمال سينمائية كان آخرها فيلم "رقص على الأشواك" للمخرج نور الدين بن كيران، والذي جسدت من خلاله شخصية أم شابة تتألم بسبب العادات والتقاليد التي أجبرتها على زواج ابنتها الطفلة التي لا تتجاوز 12 عاما من رجل تجاوز الستين عاما، أما موهبة الرسم فبدأت في السنوات الأولى بالمدرسة الابتدائية، ففي الصف الخامس كان أستاذ مادة اللغة العربية يشجعني عندما أعرض عليه ما أرسمه، حيث جعل من الفصل معرضا للوحاتي الطفولية آنذاك، وبعد سنوات بدأت أمارس الفن التشكيلي بشكل احترافي وأشارك في معارض عديدة.
لماذا لم تدرسي التمثيل أو الفن واخترتِ دراسة الإدارة والموارد البشرية؟
اخترت دراسة الإدارة والموارد البشرية كوني نشأت في عائلة يغلب عليها الطابع الإداري، بحكم أن والدي رجل أعمال خاصة أنني متأثرة جدا بشخصيته وأعتبره قدوتي في الحياة، وأردت أن أسير على خطاه وأحقق النجاح، لأنني أحب تخصص التسيير الإداري عن غيره من التخصصات التعليمية، حيث عرضني في ذلك الوقت على أخصائي في مجال التوجيه الأكاديمي بوزارة التربية الوطنية فاكتشف انحيازي لهذا التخصص، وحصلت على بكالوريوس في شعبة التسيير الإداري، ثم إجازة في تسيير الموارد البشرية، وبعد ذلك عملت في القطاع الخاص، ولم أتمكن بعد ذلك من الالتحاق بكلية الفنون أو المعهد العالي للفن المسرحي نظرا لظروف العمل ولعامل السن، خاصة أنني كنت أعتبر الفن سواء التمثيل المسرحي أو الفن التشكيلي مجرد هواية وليس مصدرا للعيش، لكن منذ طفولتي أحلم بأن أصبح ممثلة محترفة ما كان يجعلني دائمة البحث عن دورات تدريبية في فن المسرح، فضلا عن السعي لتطوير مهاراتي في الفن التشكيلي وتعاملي مع فن الصباغة، إضافة إلى تقنيات الخط العربي، فأنا أؤمن بأن التجارب والممارسة هي أفضل أكاديمية لصنع الفنان، ورغم ذلك لا أنكر أن دراسة الأكاديمية للفن لها دور مهم في تكوين الفنان وصقل موهبته.
أليس غريبا أن تختاري مجالين مختلفين في الفن لاحترافهما؟
لا أرى في ذك غرابة لأن الفن يسكن كياني، فأنا لم أختر بل مشيت في طريق أعتقد أنه مكتوب لي، فالموهبة رزق من عند الله يهبها من يشاء، وبالنسبة للاحتراف أفضل مجال التمثيل بالدرجة الأولى والفن التشكيلي يبقى موهبتي الثانية، والحمد لله أنني أسير بخطى ثابتة لإثبات وجودي على الساحة الفنية بصورة محترمة.
هل إجادتك نوعين من الفن تظلمك في كلا المجالين؟
نعم، فهناك ظلم التفرغ وتحقيق الذات في كلا المجالين، كذلك إذا كنت مرتبطة بتصوير عمل سينمائي أو بجولة مسرحية فإنه لا يمكنني ممارسة الفن التشكيلي، لكن فور عودتي وانتهائي من العمل أجد نفسي في محاكاة جميلة مع الفرشاة وأغوص في عمق الألوان مجددا.
من يستفيد من موهبة الآخر بالنسبة لك.. الفنانة التشكيلية أم الممثلة؟
أظن كلاهما معا، الفنانة التشكيلية والممثلة، لأن هناك توازنا بينهما ونقاطا مشتركة، فلكل منهما القدرة على تجسيد الرؤية والخيال والابتكار والإبداع، إضافة إلى ردود الأفعال الحسية الانعكاسية التي تتجسد على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا في شخصية معينة، وكذلك على اللوحة باستخدام الألوان التي توضح معالمها والأحاسيس من ذات الفنان نفسه.
لماذا حضورك في عالم الفن التشكيلي أقوى من حضورك في عالم التمثيل؟
أمارس الفن التشكيلي بحب وشغف وببعض الجنون، وأستطيع القول إنني اختار الوحدة وهدوء الليل لأن لي طقوسا خاصة أثناء تواصلي مع الألوان، إذ أخلق عالمي الخاص ممزوجا بنوع من الموسيقى حسب مزاجي وأحاسيسي، وأفضل العمل في الساعات المتأخرة من الليل، وبالفعل حضوري في عالم الفن التشكيلي ومشاركتي في عدة معارض بارزة بشكل أقوى من حضوري في عالم التمثيل خاصة السينمائي، لأني ما زلت في بداية المشوار الذي أطمح أن أسير فيه بالشكل الصحيح، فأنا في انتظار الفرصة التي أحلم بها، لذلك اختار بعناية الأدوار، فالانطلاقة الموزونة في عمل محترم وقوي فنيا وتقنيا أهم من انطلاقة مغرية لإثبات الذات.
هل لديك مثل أعلى في جمعك بالفن والرسم؟
نعم من الفنانين المغاربة هناك شخص أعتبره فنانا بجميع المقاييس، لمع اسمه في مجال التمثيل وعرفه الجمهور المغربي في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وهو الفنان رشيد الوالي الذي فاجأ الجمهور بدخوله عالم الفن التشكيلي، واستطاع أن يجمع بين التمثيل والرسم، فبعد سنوات من العمل اكتشف موهبته وشارك أول لوحة له مع محبيه على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم شارك في عدة معارض وطنية.
هل تواجه الممثلات المغاربة مشكلة الانتشار على المستوى العربي لعدم انتشار الأعمال المغربية؟
نعم، فالأعمال المغربية غير منتشرة على المستوى العربي، وهذا ما يعوق الفنان المغربي عن الانتشار ثم النجومية سواء كان ممثلا أو ممثلة، خاصة مع غياب الفرص أو إن لم يجدوا من يفسح لهم المجال في الوسط الفني المغربي من مخرجين ومنتجين.
ألا تفكرين في الخروج عن دائرة الفن المغربي والعمل في مصر مثلا؟
لم أفكر في هذا، لكن المشاركة في الدراما المصرية أو العربية بصفة عامة هي إضافة مهمة في مسيرة الفنان، لذلك إذا أتيحت إليّ الفرصة للمشاركة بعمل مع فنانين ذوي تجربة فنية مختلفة على مستوى التمثيل والإخراج وكان الدور محترما سأقبل طبعا، لأن الفن لا وطن له وطموح الفنان لا حدود له.
ماذا عن أعمالك الفنية التي تستعدين لتقديمها؟
لدي مشروعات فنية في طور الإنجاز، فبالنسبة للمسرح أعمل مع فرقة وطنية مغربية على التحضير لمسرحية "مدينة الخنساء " تأليف محمد الصباري وإخراج بادي الرياحي، وفيما يخص السينما لدي 3 سيناريوهات، فيلم طويل وفيلمين قصيرين، ولا يمكن أن أفصح عن التفاصيل لأنني لم أوقع العقد بعد مع شركة الإنتاج، وبالنسبة للفن التشكيلي أحضر أعمالا فنية جديدة من أجل المشاركة في برنامج المعارض والملتقيات الوطنية والدولية خلال الستة أشهر المقبلة.