اقتحام المهاجرين.. المغرب يوافق إسبانيا في أسباب "أحداث مليلية"
اتهمت الحكومة المغربية من أسمتهم بـ"مافيات الاتجار في البشر" بالوقوف وراء الأحداث التي عرفتها مدينتا سبتة ومليلية على الحدود الإسبانية، في تطابق مع رواية مدريد.
وأدان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بيتاس ما وصفها بـ"الأفعال" و"المناورات" التي تقوم بها شبكات التهريب، عبر "بيع الوهم واستغلال مآسي الناس، لدفعهم لمغامرات غير محسوبة العواقب".
ودعا بيتاس، في تجمع لحزب التجمع الوطني للأحرار، في مدينة العيون، جنوب المغرب، السلطات إلى عدم التساهل والتراخي مع هذا الملف.
وقال: "أدعو السلطات كل السلطات وكل القوى الحية لأن لا يكون في هذا الملف أدنى لحظة من لحظات التراخي".
وأضاف أن هذه الوقائع، الهدف منها التشويش على تعاطي المغرب مع ملف الهجرة، الذي ينهج فيه نهجاً إنسانياً.
وعلق في هذا الصدد "هذا ملف اليوم الهدف منه هو التشويش على الصورة المغربية كبلد متفرد في معالجة ملف الهجرة عموما، وهذا بلد ينهج مقاربة إنسانية في تعاطيه مع ملف الهجرة".
حصيلة الوفيات
وفي مستجدات حصيلة عملية اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، أفادت مصادر محلية بالإقليم بأنه تم تسجيل 5 حالات وفاة بين صفوف المقتحمين، لترتفع بذلك حصيلة الوفيات إلى 23 شخصا.
وصبيحة الجمعة، اقتحم حوالي 2000 مهاجر غير نظامي السياج الفاصل بين مدينتي سبتة والناظور، بطريقة جماعية، مدججين بعصي وأسلحة بيضاء.
وكشفت مصادر من إقليم الناظور المغربي أن اثنين من أفراد القوات العمومية و33 من مقتحمي مليلية يتواجدون حاليا تحت المراقبة الطبية بكل من المستشفى الحسني بالناظور والمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الحالات الصحية لأفراد القوات العمومية والمقتحمين للسياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، "مستقرة".
وفي تعليق له على الحادث، قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إن "مافيا تهريب البشر وراء ما حدث على أسوار مليلية".
وقال سانشيز في مؤتمر صحفي: "إذا كان هناك أي شخص مسؤول عن كل ما حدث على الحدود، فإن المافيا التي تتاجر بالبشر هي المسؤولة".
قصة الاقتحام
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية أن "مجموعة كبيرة من الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى اقتحمت في مجموعات منظمة السياج الحدودي، وحطمت باب الوصول إلى مركز مراقبة الحدود في الحي الصيني ودخلت مدينة مليلية المحتلة".
وحسب المصدر ذاته، فإنه في حوالي الساعة السابعة من صباح الجمعة، اكتشف جهاز مكافحة التسلل التابع لقيادة الحرس المدني الإسباني اقتراب مجموعة كبيرة من المهاجرين، مؤلفة من أكثر من 2000 شخص، من السياج.
وأوضح أنه "حدث الاقتحام بعد قرابة ساعتين على الرغم من الانتشار لقوات الأمن المغربية على الحدود، التي أظهرت حسب المصدر تعاونا مع الجانب الإسباني لصد الاقتحام".
وقال بيان للسلطات المحلية بمدينة الناظور، في الشمال الشرقي للمملكة المغربية، إن 140 فرداً من عناصر القوات العمومية، أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم 5 إصابات خطيرة، خلال تصديهم لمحاولة اقتحام السياج.
وتقول الرباط، إن مدينة مليلية وسبتة جُزء من التراب الوطني المغربي، مُعتبرة أنهما تقعان تحت الاستعمار الإسباني، في حين تعتبرهما إسبانياً جزءا من ترابها.
ويشكل هذان الجيبان الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الأفريقية ويشهدان بانتظام محاولات دخول مهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا.
وهذه المحاولة لدخول أحد الجيبين بأعداد كبيرة هي الأولى منذ تطبيع العلاقات في منتصف مارس/آذار بين مدريد والرباط، بعد خلاف دبلوماسي استمر قرابة العام.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMTE0IA== جزيرة ام اند امز