بعد دخوله دوامة التأجيلات مجددا.. هل ينهي كورونا الدوري المغربي؟
الدوري المغربي مهدد بإلغاء موسمه الحالي بعدما دخل من جديد في دوامة المباريات المؤجلة بسبب فيروس كورونا.. تعرف على التفاصيل
وجد الدوري المغربي نفسه غارقاً من جديد وسط دوامة المُباريات المؤجلة، بسبب تفشي فيروس كورونا بين الفرق، سواء اللاعبون أو الأطقم الفنية، رغم أن المسابقة عائدة للتو من توقف طويل للسبب ذاته.
وكان الدوري المغربي استأنف نشاطه مجددا في 27 يوليو/تموز الماضي، بعد توقف دام أكثر من 4 أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا الذي أدى لتوقف النشاط الرياضي والمسابقات والدوريات في أغلب دول العالم منذ مارس/ آذار الماضي.
وشهدت الجولات الأخيرة من المسابقة تأجيلات جديدة بسبب الفيروس، مما جعل خيار إيقاف المسابقة مجددا أفضل من استمرارها وسط ضغط المؤجلات، بحسب محللين، وهو ما قد يعني بالتبعية إنهاء الموسم الحالي للمسابقة وعدم استكماله.
وكانت آخر مُؤجلات الدوري المغربي، قمة الوداد والجيش الملكي المندرجة ضمن منافسات الجولة 22، والتي تم تأجيلها بعد اكتشاف 5 حالات إيجابية مؤكدة بفيروس كورونا لدى الفريق البيضاوي.
وكانت رابطة الدوري المغربي قررت (الجمعة) تأجيل 3 مباريات، كان من المقرر أن تجمع اولمبيك خريبكة واتحاد طنجة، والجيش الملكي أمام الوداد الرياضي، والرجاء الرياضي أمام سريع واد زم إلى موعد لاحق، بعد تأكد وجود حالات إصابة بفيروس كورونا داخل أندية الوداد، واتحاد طنجة، وسريع واد زم.
سيناريوهات وتداعيات
المدرب والمحلل الرياضي سعيد رزكي يرى أن السيناريوهات المحتملة لمصير الدوري المغربي يُمكن حصرها في احتمالين اثنين، الأول هو الاستمرار على الوضع الحالي، أو إلغاء الموسم وإعلان البطل بما قضى من مباريات.
وأوضح رزكي، في تصريح لـ"العين الرياضية"، أن السيناريو الثاني والمتمثل في إعلان البطل بما قضي من مباريات يعني إيقاف الدوري والاكتفاء بالمباريات التي تم خوضها سابقاً، خاصة أن جميع المباريات المؤجلة قد تم إجراؤها، وبالتالي يكمن إيقاف المسابقة وعلى أثر ذلك إعلان البطل الذي يكون هو متصدر الدوري.
ولفت إلى أن نفس الأمر يمكن تطبيقه بالنسبة للدوريين الاحترافيين معاً، سواء الأول أو الثاني، موضحاً أن "انطلاق بطولة الهواة وغيرها سيكون مستعصياً لأن الظرفية خطيرة، ولا تسمح بذلك".
أما السيناريو الآخر، بحسب رزكي، فيتمثل في "استكمال البطولة المغربية على الرغم من جميع العراقيل التي وُضعت في وجه المنظمين خاصة لجنة البرمجة"، مُشيرا إلى أن أول العراقيل هو الارتفاع المهول لعدد الإصابات في صفوف الأندية.
واعتبر أن الدوري بإمكانه الاستمرار على إيقاع التأجيلات المتتالية، لكن تزايد المقابلات المؤجلة سيزيد من الضغط في الروزنامة، كما أن الوقت لن يكون كافياً للعب كل المباريات، خاصة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم وضع سقفاً زمنيا لإنهاء كل البطولات، لتبدأ المرحلة الخاصة بانتقالات اللاعبين والمرحلة الثالثة وهي بداية الموسم الجديد.
وأكد أن اعتماد هذا السيناريو سيجعل الضغط قوياً سواء على الجامعة المغربية لكرة القدم (الاتحاد المغربي)، أو الأندية نفسها، خاصة أنها مُقبلة على مشاركات خارجية، وسيكون هناك اصطدام بين لجنة البرمجة في المغرب ولجنة البرمجة في الكاف، وسيضعف حظوظ مشاركة الفرق المغربية أفريقياً، وأيضا حظوظ المنتخب الوطني المغربي.
وأكد أن أي قرار في هذا الوضع ستكون له تداعيات سلبية وسيؤجج الاحتجاجات على مستوى الأندية، خاصة أن بعضها صار قريباً من الصدارة، مثل الوداد البيضاوي، ونهضة بركان، ومولودية وجدة، وكذلك رجاء بني ملال، واتحاد طنجة اللذين يعانيان من ازمة النتائج والإصابات ويقتربان من الهبوط.
مأزق كبير
ومن جهته، يرى محمد بلعودي، الصحافي والخبير الرياضي، أن "الجامعة وضعت نفسها في مأزق كبير عندما قررت استئناف الدوري الاحترافي، ووضعت لذلك تاريخا محددا لإنهائه في 13 سبتمبر/ أيلول المقبل، وهي تعلم أن الوضع الوبائي في المغرب لا يزال غير مستقر، ويصعب معرفة ما سيكون عليه الوضع في المستقبل.
وأوضح بلعودي، في تصريح لـ"العين الرياضية"، أنه من خلال الوضع الوبائي الحالي في المغرب "سيكون من الصعب إنهاء الدوري بالشكل التي كانت تتوقعه الجامعة"، مُرجعاً ذلك إلى "تزايد عدد حالات اللاعبين والإداريين المصابين بفيروس كورونا".
ومن المعطيات التي تزيد الوضع صعوبة بحسب بلعودي، ارتفاع عدد المباريات المؤجلة الأمر الذي سيزيد من ارباك لجنة البرمجة من جهة، وسيحول دون اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص، في ظل ضيق الوقت ورغبة الجامعة في إنهاء الموسم قبل 15 سبتمبر موعد انطلاق مرحلة الانتقالات الصيفية المقبلة.
وشدد على أن "الوضع القائم وتأجيل المباريات في آخر لحظة، وأحياناً بعد وصول الفريق الزائر إلى مدينة الفريق المستقبل، سيكون له تأثير سلبي على نفسية ومعنويات اللاعبين، وبازدياد عدد الإصابات ستزداد مخاوفهم، وينقص تركيزهم، مما يؤثر على جودة المباريات، ويضر بصورة كرة القدم الوطنية".
وبدلا من تعريض حياة اللاعبين للخطر، يقول بلعودي "كان الأنسب والأفضل في رأيي إعلان موسم أبيض، دون تحديد بطل"، موضحاً أن "هذا الخيار لم يكن ليؤثر على مشاركة الأندية في المنافسات الأفريقية المقبلة، على اعتبار أن القانون يحدد الأندية التي ستشارك حال إلغاء أو عدم إجراء أي دوري محلي بالقارة".
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg
جزيرة ام اند امز