المغربي محمد نظيف لـ"العين الإخبارية": "كورونا" ألهمني بعمل مسرحي
الممثل والمخرج المغربي محمد نظيف يؤكد أن أزمة فيروس كورونا ألهمته فكرة عرض مسرحي، يتناول من خلاله تأثير الحجر الصحي على أسرة مغربية.
كشف الممثل والمخرج المغربي محمد نظيف عن أنه كان بصدد التحضير لمشروعات فنية جديدة لكنها توقفت بسبب انتشار فيروس كورونا، موضحا أن الحجر الصحي وإغلاق دور السينما في المغرب تسببا في تأجيل العرض التجاري لفيلمه الجديد "نساء الجناح ج" الذي شارك في عدد من المهرجانات.
وقال محمد نظيف، في حواره لـ"العين الإخبارية"، إن أزمة انتشار فيروس كورونا ألهمته فكرة عرض مسرحي، يتناول من خلاله تأثير الحجر الصحي على أسرة مغربية، مؤكدا أنه سيتناول الأزمة على خشبة المسرح بشكل ساخر.. وإلى نص الحوار..
هل تعطلت بعض مشروعاتك الفنية بسبب انتشار فيروس كورونا؟
لديَّ فيلمان كنت سأشارك في إنتاجهما وتوقف التحضير لهما بسبب انتشار فيروس كورونا، أحدهما فيلم قصير لمخرج فرنسي شاب، وهو إنتاج فرنسي مغربي مشترك، وكان سيتم تصويره في المغرب، ولكن تم تأجيل التصوير لشهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والفيلم الثاني بعنوان "صيف في أبي الجعد" وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج المغربي المقيم بفرنسا عمر مولدويرة.
وكنا قد بدأنا التحضير في بداية شهر فبراير من خلال البحث عن أماكن التصوير، وترشيح الممثلين، وكنا نود أن تكون هناك بروفات وورش تدريب قبل بدء التصوير، ونخطط أن يكون التصوير من منتصف شهر يونيو/حزيران حتى يكون أبطال الفيلم من الممثلين الشباب في فترة العطلة الصيفية، وننتظر رفع الحجر الصحي حتى نرى هل سنتمكن من التصوير أم سنضطر لتأجيله.
هل هناك تأثير للأزمة الحالية على العرض التجاري لفيلمك "نساء الجناح ج"؟
بالتأكيد؛ فجميع دور السينما في المغرب حاليا مغلقة، وكان من المقرر أن يعرض فيلمي الجديد "نساء الجناح ج" في عيد الفطر، لكن الأمور حاليا غير واضحة، وسأدرس الأمر مع الموزع للاحتفاظ بهذا الموعد في حالة رفع الحجر الصحي، أو تأجيل العرض التجاري لموعد لاحق.
هل يمكن أن تستلهم من أزمة كورونا وفترة الحجر الصحي الإجباري عملا فنيا؟
الشيء الوحيد الإيجابي في فترة الحجر الصحي هو أنه منحني الفرصة للتفكير في مشروعاتي الفنية المقبلة؛ حيث أستغل الجلوس في البيت للتحضير لفيلمي المقبل كمخرج والذي أقتبسه من رواية مغربية، كما أفكر بالفعل في تقديم عمل فني عن أزمة كورونا، وسيكون عملا مسرحيا مستلهما مما نعيشه حاليا، وسيتعرض لأسرة مغربية وطبيعة العلاقات بين أفرادها في ظل الحجر الصحي، وعلاقتهم بالعالم الخارجي، ودور التكنولوجيا الرقمية في حياتهم، وسأتناول خلال العرض وبشكل ساخر الأشياء الإيجابية والسلبية لدى هذه العائلة أثناء الحجر الصحي.
وما سبب تفكيرك في طرح أزمة كورونا في عمل مسرحي وليس في عمل سينمائي؟
ربما كان اختيارا عفويا، وربما هي رغبة ملحة للعودة للمسرح، فأنا بدأت مشواري كممثل ومخرج مسرحي، ثم مدير فرقة مسرحية كانت تسمى "مسرح الضفة الأخرى"، وآخر عرض مسرحي قدمته هو "ارتجالية الدار البيضاء" من تأليفي وإخراجي، وكان ذلك عام 2007، ومنذ ذلك الوقت ولدي رغبة ملحة في العودة للمسرح، فالسينما أبعدتني عن المسرح نوعا ما، وإن كنت مازلت حريصا على متابعة الأعمال المسرحية.
وأعتقد أن زاوية التناول للفكرة كانت أيضا سببا في اختيار المسرح، حيث اخترت أن يكون طرح الموضوع من خلال عائلة من 4 أو 5 أفراد وتسكن في شقة، أي أن هناك ديكورا واحدا؛ فالعامل الاقتصادي يفرض نفسه أحيانا، لأن العرض المسرحي أقل تكلفة بكثير من الفيلم السينمائي.
وكيف ترى تأثير أزمة كورونا على الحياة الفنية في المغرب؟
هناك تأثير كبير على كل القطاعات في المغرب، بما فيها القطاعات الثقافية والفنية، ومنها السينما والدراما التلفزيونية، فالحركة في المغرب توقفت وهناك حجر صحي مطبق بشكل صارم، وهناك غرامات مالية وعقوبات للمخالفين قد تصل إلى السجن، وكل التجمعات ممنوعة بما فيها التصوير السينمائي والتلفزيوني.
هل يمكن أن نخرج من الأزمة الحالية ببعض الدروس؟
بالتأكيد الأمور بعد هذه الأزمة لن تكون كما كانت قبلها، فنحن أمام مرحلة تاريخية مهمة، وسنعيش لاحقا مرحلة ما قبل وما بعد أزمة كورونا، والدرس الأول هو أن الحجر الصحي وإغلاق الحدود وعدم السفر فرض ضرورة الاعتماد على نموذج تنموي اجتماعي واقتصادي محلي، ينتج محليا حتى لا نكون تحت رحمة دول أخرى، فنحن رأينا بلدانا عظمى لم تستطع سد احتياجاتها من الكمامات.
وعلى مجتمعاتنا العربية أن تعود لمنتجاتها المحلية على جميع المستويات، ومنها المنتج الثقافي والفني، وقد كشف الحجر الصحي عن مدى ضرورة الإنتاجات الثقافية في هذه الأزمة.