بعد حادثة "البلد العدو".. اعتذار مغربي يؤكد "رابط الأخوة" مع الجزائر
الاعتذار جاء على خلفية التصريحات التي أدلى بها القنصل المغربي في مدينة وهران الجزائرية والتي وصف فيها الجزائر بـ"البلد العدو".
أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، السبت، أهمية العلاقات التي تربط بلاده ودولة الجزائر، مشيراً إلى أن البلدين الجارين والشعبين يجمعهما "رابط الأخوة".
وتلقى وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، اتصالاً هاتفياً من نظيره المغربي أكد فيه عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ما يعني نجاح البلدين في طي قضية كادت تؤزم العلاقات بينهما بشكل أكبر، وفق المراقبين.
وجاء الاتصال الهاتفي على خلفية التصريحات التي أدلى بها القنصل المغربي في مدينة وهران الجزائرية، خلال لقائه مع أفراد من الجالية المغربية، حيث وصف الجزائر بـ"البلد العدو".
وكشفت صحيفة "هسبريس الإلكترونية" المغربية، أن وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج المغربي ناصر بوريطة أجرى اتصالاً مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، حيث تناولا تطورات العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر.
- الجزائر تعلن استمرار تدابير كورونا حتى نهاية عيد الفطر
- المغرب يمدد "الطوارئ الصحية" إلى 20 مايو المقبل
فيما أكدت وسائل إعلام مغربية أخرى، أن بوريطة "قدم اعتذاراً رسمياً" لنظيره الجزائري عن تصريحات القنصل المغربي في الجزائر.
وأشارت إلى أن بوريطة شدد في اتصاله مع بوقادوم على أن "رابطة الأخوة أكبر بكثير من تصريح غير مسؤول".
وتسبب فيديو انتشر، الأسبوع الماضي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في "أزمة مؤقتة" بين البلدين العربيين الجارين، تتعلق بلقاء بين القنصل المغربي ورعايا من بلاده علِقوا في الجزائر بعد توقف الرحلات الجوية بين البلدين بسبب جائحة كورونا.
وقال السفير المغربي، خلال اللقاء، إنه:" أنتم تعرفون نحن في بلد عدو، حتى نتكلم بصراحة".
واستدعت وزارة الخارجية الجزائرية، الأربعاء الماضي، سفير المملكة المغربية للاستفسار حول تصريح القنصل، وفق ما ذكره بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.
واعتبرت الخارجية الجزائرية أن "التصريح إن تأكد يعد إخلالاً خطراً بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله، كما يمس طبيعة العلاقات بين دولتين جارتين وشعبين شقيقين".
ورغم خطوة استدعاء السفير، إلا أن مراقبين أكدوا أن السلطات الجزائرية "تفادت تصعيد الموقف مع جارتها الشرقية" بعد أن طلبت من السفير المغربي "اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي أي تداعيات لهذا الحادث على العلاقات الثنائية بين البلدين".
ويرى المتابعون أن تعامل الجزائر والمملكة المغربية مع قضية تصريح القنصل التي أثارت الكثير من الجدل في البلدين،"تعكس حرصهما على عدم تأزيم العلاقات بينهما بشكل أكبر، والحفاظ على التقاليد الدبلوماسية المعمول بها بينهما" خاصة فيما يتعلق بالتصريحات المتبادلة.
وشدد جزائريون ومغربيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أن "العلاقات بين الشعبين والبلدين أكبر من أن تتلوث بأي مواقف أو تصريحات"، مؤكدين على الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية المشتركة التي تجمع الشعبين الجزائري والمغربي.
فيما انتقد نشطاء عبر منصات التواصل الحملات الإعلامية التي تشن من حين لآخر في البلدين، معتبرين أنها "تزيد من تعميق الخلافات بين البلدين الجارين".