"برامج حالمة" تتنافس لإقناع المغاربة في الانتخابات

تتنافس الأحزاب المغربية لإقناع المواطنين ببرامجها الانتخابية، وذلك في سياق السباق الانتخابي نحو المجالس المنتخبة، وعلى رأسها البرلمان.
تحقيق نمو يُخرج البلاد من تداعيات جائحة كورونا، تعويضات مالية تدعم الفئات الهشة، مستشفيات وأطباء، مع وفرة فرص الشغل، وعود وغيرها تحاول الأحزاب من خلالها استمالة المغاربة للتصويت لصالحها في اقتراح الثامن من سبتمبر/أيلول المقبل.
هذه الانتخابات، سيتشكل على أثرها المجالس المنتخبة، التي يوكل إليها تدبير الشأن العام، سواء على المستوى المحلي في المدن، والجهوي في الأقاليم والجهات، كما في البرلمان، الذي على ضوء نتائجه ستتشكل الحكومة المقبلة.
برامج حالمة
وتعد الأحزاب المتنافسة في الانتخابات الجهوية والبرلمانية، المغاربة بتحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة جراء الطارئ الصحي العالمي.
وتشترك البرامج الانتخابية في وعود الأحزاب للمواطنين بالخروج بالاقتصاد الوطني من تداعيات جائحة كورونا، وتعزيز الحماية الاجتماعية للمواطنين.
وفي هذا السياق، يعد حزب التجمع الوطني للأحرار، بإحداث العديد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، ومن بينها “مدخول الكرامة”، وهو منحة تؤدى للمسنين من المال العام.
ومن بين تلك الوعود توفير الضمان الاجتماعي لكل العاملين، وتوسيع نطاق التغطية الصحية لتشمل الجميع، ومنح إعانات عائلية عن كل طفل، وخلق مليون منصب شغل مباشر، وتشجيع الإنتاج الوطني.
حزب الأصالة والمعاصرة، ركز في برنامجه على القطاع الفلاحي، وأهميته في خلق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، وضمان استمراريتها.
وفي هذا الصدد، يقترح الحزب بلورة ميثاق فلاحي وقروي جديد، إلى جانب الاتجاه نحو صناعة حديثة قادرة على المنافسة دوليا، وصياغة خطة لإنقاذ وإنعاش قطاع السياحة في ظل الجائحة.
أما حزب الحركة الشعبية يركز على تنمية العالم القروي بالأساس، معتبرا أن القطاع الفلاحي يعد العصب الحساس في كل اقتصاديات العالم، واعدا بوضع مخطط شمولي لتنمية الوسط القروي.
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من جانبه، فقد وعد بإعادة النظر في السياسة المالية الوطنية لتحريك عجلة التطور والتنمية.
تحديات
ويرى كريم سعدوني، الباحث في السياسات العامة، أن الجائحة أرخت بظلالها على البرامج الانتخابية للأحزاب، مؤكداً أن الأخيرة تتلاقى في الكثير من النقاط التي تُحتمها الظرفية السياسية والاقتصادية للبلاد.
وفي المقابل، يُسجل سعدوني في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنه وعلى الرغم من كون برامج الكثير من الأحزاب حملت وعوداً دسمة للمواطنين، إلا أن برامج أحزاب أخرى، اتسمت بالارتجالية والتكرار.
وفي الوقت الذي كان الهاجس الاجتماعي والاقتصادي حاضراً بقوة في البرامج الانتخابية، سجل المتحدث غياب مقاربة للأحزاب لمواضيع أخرى كالهجرة وغيرها.
وأرجع ذلك إلى أن الأحزاب تحاول التركيز بشكل أكبر على ما يهم الحياة اليومية للمواطن، وخاصة ما يتعلق بقوته اليومي.
وأوضح أنه مهما كانت البرامج حالمة، إلا أنها قد تخضع لتعديلات خلال عمليات التفاوض من أجل توزيع الحقائب الوزارية، خاصة وأن هذه المرحلة تجتمع فيها عدة أحزاب، وتتقاطع فيها برامجها، للخروج ببرنامج حكومي موحد.
ويبقى التحدي بحسب سعودي، هو وفاء هذه الأحزاب بوعودها في حالة فوزها، والعمل على تنزيلها، تماماً كما تعاقدت مع من صوتوا عليها.
aXA6IDE4LjIxNy43Ni4xMCA= جزيرة ام اند امز