في عيد العرش.. ملك المغرب يطمئن الجزائر ويدعم فلسطين وينتصر للفقراء
برسالة طمأنة للجارة الشرقية الجزائر، وتجديد لدعم فلسطين وانتصار للفقراء، وضع العاهل المغربي الملك محمد السادس ملامح سياسة بلاده لعام مقبل.
وجدد العاهل المغربي دعوته إلى فتح الحدود مع الجارة الشرقية الجزائر، مُؤكداً أن العلاقات بين البلدين علاقات مستقرة، معرباً عن تطلعه لأن تكون أفضل.
جاء ذلك في خطاب وجهه الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لجلوسه على عرش أسلافه.
في الثلاثين من يوليو/تموز من كُل عام، يُحيي المغاربة باحتفالات شتى ذكرى جلوس العاهل المغربي على عرش أسلافه، كما أنه عطلة رسمية، وموعد احتفال وتجديد للبيعة.
يد ممدودة
وخلال خطاب الذكرى الـ24 أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن خدمة شعبه لا تقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما من خلال حرصه أيضا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، خاصة دول الجوار.
وزاد "خلال الأشهر الأخيرة يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر، وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل".
وفي هذا الصدد، قال الملك، نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء، وكذا الأهمية البالغة التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا. مُضيفاً "نسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين".
والحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994 على خلفية تفجيرات فندق "أطلس أسني" بمراكش.
جدية
وشدد الملك على أن المغرب تمكن من تحقيق العديد من المنجزات، ومن مواجهة الصعوبات والتحديات، مؤكداً أن "المغاربة معروفون على الخصوص بالجدية والتفاني في العمل".
وأضاف أن المغرب محتاج إلى هذه الجدية للارتقاء به إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي يستحقها المغاربة.
وشدد العاهل المغربي على أن "ما ندعو إليه ليس شعارا فارغا، أو مجرد قيمة صورية، وإنما هو مفهوم متكامل، يشمل مجموعة من المبادئ العملية والقيم الإنسانية"، إذ إنه "كلما كانت الجدية حافزنا كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات".
وأشار إلى الإنجاز التاريخي الأخير للمنتخب المغربي، في كأس العالم لكرة القدم الذي أقيم في قطر، وحصل خلاله على المركز الرابع كأبرز مركز لمنتخب عربي وأفريقي في المونديال، موضحاً أن "الشباب المغربي، متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم بإنجازات كبيرة وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم".
وحدة وعدالة
هذه الجدية، بحسب ملك المغرب، بالإضافة إلى المشروعية، هي التي "أثمرت توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي".
وزاد "وبنفس الجدية والحزم نؤكد موقف المغرب الراسخ، بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة".
انتصار للفقراء
ولم يُفوت الملك فرصة خطاب العرش، دون أن يُبشر بقرب انطلاق الدعم المباشر للفقراء، موضحاً في هذا الصدد أنه من المنتظر "الشروع، نهاية هذا العام، كما كان مقررا، في منح التعويضات الاجتماعية، لفائدة الأسر المستهدفة".
وعبر الملك عن أمله في أن "يساهم هذا الدخل المباشر في تحسين الوضع المعيشي لملايين الأسر والأطفال، الذين نحس بمعاناتهم"، إذ "ستشكل هذه الخطوة (..) ركيزة أساسية في نموذجنا التنموي والاجتماعي لصيانة كرامة المواطنين في كل أبعادها".
وأقيم أول احتفال بعيد العرش في عام 1933، حيث كان المغرب حينها لا يزال تحت نير الاستعمار الفرنسي، وقد أقيم الاحتفال حينها دون تنسيق مع سلطات الاحتلال لكنه اكتسب في العام اللاحق صبغة رسمية.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA= جزيرة ام اند امز