العين الرياضية تكشف.. 4 عوامل منحت المغرب حق استضافة كأس العالم 2030
حظي ملف المغرب المشترك بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030 بثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ليقرر الموافقة عليه ومنحه شرف احتضان المونديال.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس أعلن في شهر مارس/ آذار الماضي عن تقديم بلاده ملفا مشتركا بمعية جارتيها الأوروبيتين، بهدف تنظيم النسخة بعد المقبلة من المونديال، قبل أن يعود (الأربعاء) ويزف النبأ السار بموافقة الفيفا على الملف وإسناد تنظيم البطولة للدول الثلاث.
وأصبح المغرب بذلك ثاني بلد أفريقي بعد جنوب أفريقيا، وثاني بلد عربي بعد قطر، يحتضن منافسات البطولة الأبرز في العالم على مستوى المنتخبات.
وحظي الملف المغربي المشترك مع البرتغال وإسبانيا بعدة نقاط قوة جعلت قادته لنيل ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ليقرر منحه شرف تنظيم المونديال، تستعرضها "العين الرياضية" في السطور التالية.
الدبلوماسية الرياضية
نجح البلد الشمال أفريقي خلال السنوات الأخيرة في بناء دبلوماسية رياضية ناجعة وفعالة جعلته عنصرا مؤثرا في كرة القدم الأفريقية والعالمية.
وقام المغرب بربط علاقات قوية مع مختلف الشخصيات المؤثرة على الصعيدين القاري والدولي ليزداد تأثيره بشكل لافت، مقارنة بما كان عليه الحال في السنوات الماضية.
وزار جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم المغرب في عدة مناسبات من أجل حضور بطولات وندوات تم تنظيمها طوال السنوات الأخيرة.
كما احتضن البلد العربي عدة نسخ من بطولة كأس العالم للأندية، آخرها التي دارت في شهر فبراير/ شباط الماضي بمشاركة نادي ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا التاريخي.
ويملك المغرب تأثيرا كبيرا على صناع القرار في الاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم، مما يجعل كلمته مسموعة بشكل كبير.
الدعم العربي والأفريقي والأوروبي
حظي الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال بدعم كبير من قبل البلدان العربية والأفريقية والأوروبية.
وأكدت كل المؤشرات أن معظم الدول العربية ستصطف وراء المغرب خلال عملية التصويت حول الملف الذي سيفوز بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، وهو ما حدث وأثمر عن فوزه بحق الاستضافة.
وكان المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أعلن رسميا مساندته للملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال بخصوص مونديال 2030، كما دعم الاتحاد الأوروبي الملف ذاته لعدة اعتبارات منطقية وموضوعية.
البنية التحتية المتطورة
يملك المغرب بنية تحتية متطورة للغاية سمحت له طوال السنوات الأخيرة باستضافة عدة بطولات كبرى في القارة وفي العالم.
وكان البلد العربي احتضن مؤخرا نهائيات كأس أمم أفريقيا تحت 23 عاما، كما نال في بداية العام الحالي شرف استضافة كأس العالم للأندية.
وقامت المملكة خلال العقود الأخيرة ببناء عدة ملاعب متطورة، كما أحدثت تحسينات كبرى في شبكة الطرقات بجانب بناء النزل الفاخرة وأيضا تطوير وسائل النقل الجماعي.
وبحرص شديد وضع المغرب خطة محكمة للقيام بأعمال تحسين للملاعب الحالية، فضلا عن بناء ملاعب جديدة تستجيب للمواصفات التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم.
الموقع الاستراتيجي والانفتاح الثقافي
يمتاز المغرب بموقعه الاستراتيجي باعتباره نقطة التقاء بين القارتين الأفريقية والأوروبية بجانب انتمائه للعالم العربي، كما يفصله المحيط الأطلسي عن الأمريكتين.
وبحكم موقعه الاستراتيجي، يمثل المغرب بوابة مهمة تساعد على الانفتاح الحضاري والثقافي، بجانب التقارب بين الشعوب.
هذا الأمر كان له انعكاس إيجابي على الشعب المغربي المعروف بتسامحه الكبير، فضلا عن سهولة تواصله مع الأجانب بحكم إتقانه، بجانب اللغة العربية، للغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية.
وشكلت العوامل الثقافية والحضارية نقطة قوة فارقة في الملف المغربي تم أخذها بعين الاعتبار عند تحديد الملف الفائز بحق استضافة نهائيات كأس العالم 2030، وهو ما أدى للتفوق العربي في النهاية.