المغرب وإسبانيا يطويان صفحة التوترات.. تقارب واتفاقيات تعاون
"اليوم نفتح مرحلة جديدة في العلاقات".. كلمات قالها بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، أعلن بها طي صفحة توترات مع المغرب استمرت سنوات.
ولم تقف العلاقة بين البلدين على الكلمات فقط، بل أعلن البلدان بدء مرحلة جديدة من التعاون والتقارب لبناء المستقبل، ودعماها باتفاقيات على أرض الواقع.
- المغرب ورئاسة إسبانيا لأوروبا.. رهان العلاقات لمواجهة التحديات
- مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية.. هل تحشد إسبانيا دعم أوروبا؟
وفي إطار العلاقات الاستراتيجية التي عاد زخمها بين البلدين، جاءت زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط على رأس وفد يضم 12 وزيرا في حكومته.
الزيارة جاءت في إطار الدورة الـ12 للاجتماع رفيع المستوى بين البلدين الذي لم ينعقد منذ 8 سنوات بسبب التوترات.
19 اتفاقية تعاون
وعلى هامش الزيارة والاجتماع وقع المغرب وإسبانيا، الخميس، على 19 اتفاقية للتعاون بين البلدين بمختلف المجالات.
وشملت الاتفاقيات التعاون في عدد من المجالات أبرزها الهجرة، والماء، والضمان الاجتماعي، والبيئة، والنقل، والطاقة، والسكان.
إضافة إلى التنمية المستدامة، والرياضة، والزراعة، والتربية والتعليم، والتدريب المهني، والمقاولات الصغرى، والمجال العلمي، والتشغيل والصحة والسياحة، والمجال الثقافي.
ويعزز توقيع تلك الاتفاقيات التجارة والاستثمار بين البلدين بما يشمل تسهيلات ائتمانية تصل إلى 800 مليون يورو (873 مليون دولار) إضافة إلى التقريب بين البلدين في قطاعات أخرى غير الهجرة.
بيان مشترك
وأصدر البلدان، في ختام الاجتماع، بيانا مشتركا أعربا فيه عن "التزامهما باستدامة العلاقات المتميزة التي جمعتهما دوما"، وأكدا "رغبتهما بإثرائها باستمرار".
كما جدد البلدان "التزامهما بحماية وضمان حقوق الإنسان كقاعدة لا محيد عنها".
وأشارا إلى أن "قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدريد لحظة تاريخية في علاقة الحلف مع الضفة الجنوبية التي يقوم فيها المغرب بدور مهم من خلال مشاركته في الحوار المتوسطي".
بدوره، أثنى المغرب أيضا على "دور إسبانيا في إطار مجموعة العشرين من أجل الانتعاش الاقتصادي العالمي"، إضافة إلى "علاقتها المتميزة مع أمريكا اللاتينية والكاريبي والمجموعة الإيبيرية الأمريكية".
دعم الحكم الذاتي للصحراء المغربية
وجددت إسبانيا دعمها لمقترح المغرب بمنح إقليم الصحراء المغربية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية.
وهو تأكيد لموقفها الوارد في الإعلان المشترك بين البلدين الذي صدر في 7 أبريل/نيسان 2022 عقب اللقاء بين ملك المغرب محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية سانشيز".
ومن جانبه، قال عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية، خلال مؤتمر صحفي، إن "المشاركة الوازنة للوفد الإسباني بهذه الدورة تعبير صغير عن مدى قوة أواصر الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين".
وأضاف أنها كذلك "تجسيد للإرادة القوية، والالتزام الراسخ للبلدين للعمل سويا من أجل شراكة متميزة متجهة بثبات نحو المستقبل".
وأضاف: "لقد كانت غايتنا هي إرساء معالم استراتيجية لبناء علاقة متكافئة أساسها الإرادة والحزم المشترك لبناء المستقبل".
مرحلة جديدة بالعلاقات
ومن جانبه، أكد سانشيز أن "البلدين يفتحان اليوم مرحلة جديدة في العلاقات".
وأضاف: "نلتزم بالاحترام المتبادل، وسنتفادى في خطاباتنا وممارستنا العملية والسياسية كل ما يمكن أن يزعج الجانب الآخر، ولا سيما فيما يخص سيادتنا".
وتابع: "من جانب آخر هناك شراكة اقتصادية.. ومشاريع لاستثمارات جديدة وذلك لمرافقة المسيرة الرائعة التطوير والتحديث التي يقوم بها المغرب".
وأكد المغرب وإسبانيا كذلك على "التعاون النشط من أجل النهوض بالمبادرات الكبرى للبرنامج الاقتصادي والاستثمارات لصالح الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي".
كما أكدا الالتزام "بالسلام والاستقرار، وإدانة الأعمال الإرهابية، ومحاربة الهجرة غير الشرعية، وكل أشكال العنصرية".
سبب الخلاف ونهايته
كانت العلاقات بين البلدين شهدت فتورا في السنوات الأخيرة بسبب استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو فوق أراضيها.
لكن إسبانيا تراجعت عن موقفها بشأن جبهة البوليساريو وأعلنت دعمها للمقترح المغربي لمنح إقليم الصحراء المغربية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز