هجوم موسكو.. هل تجاهلت روسيا التحذير الأمريكي؟
في هجوم «إرهابي» وصف بـ«الأعنف» على موسكو منذ عقود، قُتل نحو 62 شخصًا وأصيب 145 آخرون، في حادث أثار تنديدًا عربيًا وغربيًا، وتضامنًا مع روسيا.
إلا أن ذلك الهجوم الذي أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنه، أعاد للأذهان ذلك التحذير الذي أطلقته أمريكا في وقت سابق من هذا الشهر، حول خطط لدى «إرهابيين» لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو.
فهل تجاهلت روسيا التحذيرات؟
في وقت سابق من هذا الشهر، قالت السفارة الأمريكية لدى روسيا إنها «تراقب التقارير التي تفيد بأن المتطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو»، بما في ذلك الحفلات الموسيقية. وحذرت السفارة المواطنين الأمريكيين من تجنب التجمعات الكبيرة.
تحذير السفارة الأمريكية في موسكو الذي وجهته لمواطنيها في موسكو، دفع بعض السفارات الأخرى في العاصمة الروسية لأن تحذو حذوها، فأصدرت تحذيرات مماثلة لمواطنيها.
ذلك التحذير، انتقده -آنذاك- المؤيدون للكرملين، بسبب ما قالوا إنه فشل أمريكي في تبادل المعلومات مع موسكو.
ليس هذا فحسب، بل إن خطابًا لاحقا، ألقاه الرئيس الروسي، أمام وكالة الأمن الفيدرالية الروسية، وصف فيه فلاديمير بوتين تحذيرات السفارة بشأن الهجمات الإرهابية المحتملة في موسكو بأنها «استفزازية»، قائلاً: «إن هذه الإجراءات تشبه الابتزاز الصريح ونية تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره».
ودعا الرئيس الروسي -في خطابه آنذاك- جهاز الأمن الفيدرالي وهيئات إنفاذ القانون الأخرى، إلى تكثيف الجهود لمنع الهجمات الإرهابية.
إلا أنه بعد أسبوعين من التحذير الأمريكي، وقع الهجوم الذي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه، مخلفًا ندوبًا كبيرة في روسيا، التي هزها الحادث الذي وصف بـ«الأعنف».
رد فعل أمريكا بعد الحادث
وتعقيبًا على الهجوم، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض كيربي، إنه ليس على علم بأن الولايات المتحدة لديها أي علم مسبق بالهجوم. وأضاف أنه لا يوجد دليل على تورط أوكرانيا أو أوكرانيين في إطلاق النار، مضيفا أن تفاصيل الحادث ما زالت تتكشف.
وقال مسؤول أمريكي، إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد ما أعلنه تنظيم «داعش» عن مسؤوليته عن واقعة إطلاق النار التي شهدها حفل موسيقي قرب موسكو.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة حذرت روسيا في الأسابيع القليلة الماضية من احتمال وقوع هجوم على أراضيها، متابعًا: «لقد حذرنا الروس بشكل مناسب».
وقالت السفارة الأمريكية في موسكو يوم الجمعة إنها «على علم بالتقارير عن حادث إرهابي مستمر في قاعة مدينة كروكوس» ونصحت المواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى روسيا.
وقد وعد بوتين باستخدام القوة الكاملة للقانون لقمع التوغلات ومعاقبة المتورطين. فيما قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، على تطبيق «تلغرام»، إنه سيتم العثور على الإرهابيين الذين اتهمهم بتنفيذ الهجوم وقتلهم.
وأضاف المسؤول الروسي: «يجب القبض عليهم جميعًا والقضاء عليهم بلا رحمة. بما في ذلك مسؤولي الحكومات التي ارتكبت هذه الجريمة».
ونفت كييف أي تورط لها. وقال ميخايلو بودولياك، أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «لنكن واضحين: أوكرانيا ليس لها أي علاقة على الإطلاق بهذا الحادث»، محذرًا من أن «موسكو قد تستخدم الهجوم كسبب لحشد المزيد من القوات وتوسيع نطاق الحرب في أوكرانيا».
وقالت وكالة الأنباء الروسية تاس إنه تم إجلاء الناس من مكان الحادث مساء الجمعة، مضيفة أن معهد الصحة الوطني في البلاد قال إن بعض المصابين يخضعون لعمليات نقل دم خارج المكان.
وتم نشر فرق العمليات الخاصة الروسية والحرس الوطني وفرق الإطفاء في مجمع المسرح، وهو أحد أكبر الأماكن في المدينة. وقالت وزارة الصحة إن العشرات من سيارات الإسعاف أرسلت إلى مكان الحادث.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز