موسكو تشعل حرب الغذاء والعملة: القمح للأصدقاء والدفع بالروبل
اقتحمت روسيا مناطق جديدة في حربها الشرسة مع هيمنة الدولار الأمريكي وسعيها المتنامي لفرض الروبل على التجارة العالمية.
واليوم٬ نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف قوله إن بلاده ستصدر الغذاء والمحاصيل إلى "الدول الصديقة" فقط وبعملة الروبل أو بعملات تلك الدول.
- الحبوب مكدسة على حدود أوكرانيا.. القطارات تفشل في تحرير "خبز العالم"
- تركيا.. المكان المرشح لاجتماع رئيسي روسيا وأوكرانيا
وتعد روسيا مصدرا رئيسيا للمواد الغذائية الأساسية، والمحاصيل، وتعرف بأنها "سلة خبز أوروبا"، لكن القمح يعد أهم حاصلاتها الزراعية.
وتعتمد دول كثيرة خاصة في الشرق الأوسط على القمح الروسي لتوفير الخبز لمواطنيها.
مدفوعات بالروبل
وفي ذات السياق٬ قال الكرملين إن روسيا ستطلب مدفوعات بالروبل مقابل صادرات أخرى وإن العقوبات الغربية سرعت من تآكل الثقة في الدولار الأمريكي واليورو.
وفيما يتعلق بطلب روسيا مدفوعات بالروبل مقابل الغاز، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله "ليس لدي أدنى شك في أن ذلك سيمتد في المستقبل ليشمل مجموعات جديدة من السلع".
حصار حبوب أوكرانيا
وتعرف روسيا أن ورقة الغذاء هي إحدى أهم أوراق القوة لديها. وقد نجحت في شل حركة صادرات الحبوب من أوكرانيا عبر غلق موانئ البحر الأسود٬ وهي الآن تتحكم، وتفرض شروطا بالنسبة لصادراتها.
واليوم٬ قالت وزارة الاقتصاد الأوكرانية إن صادرات البلاد من الحبوب في مارس آذار كانت أقل بأربع مرات من مستويات فبراير شباط، وذلك بسبب الحرب.
وأضافت الوزارة أن شحنات الحبوب إلى الخارج في مارس آذار شملت 1.1 مليون طن من الذرة و309 آلاف طن من القمح و118 ألف طن من زيت دوار الشمس.
وكانت أوكرانيا رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم في موسم 2020-2021 وفقا لبيانات مجلس الحبوب الدولي، وتم شحن معظم سلعها عبر البحر الأسود.
لكن مع احتدام الحرب على معظم الساحل، يضطر التجار إلى نقل المزيد من الحبوب بالسكك الحديدية.
خطر المجاعة
وفي وقت سابق حذر رئيس برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، من أن الصراع في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم، ما سيكون له تأثير فادح على سكان الدول الفقيرة.
وقال بيسلي إن ذلك يعرض المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم لخطر المجاعة.
وأضاف أن الوضع سيكون شديد الفداحة وكأنه "الجحيم على الأرض".
وحذر محللون من أن الحرب قد تؤثر في إنتاج الحبوب، بل تضاعف أسعار القمح العالمية.
وقال بيسلي إن عدد الأشخاص الذين يواجهون مجاعة محتملة في جميع أنحاء العالم قد ارتفع بالفعل من 80 مليونا إلى 276 مليونا في أربع سنوات قبل الغزو الروسي، بسبب ما يسميه "عاصفة كاملة" من الصراع، والتغير المناخي، وفيروس كورونا.
وقال إن بعض الدول يمكن أن تتأثر بشكل خاص بالأزمة الحالية، بسبب ارتفاع نسبة الحبوب التي تستوردها حاليا من منطقة البحر الأسود.
وتابع: "لبنان يستورد نحو 50 في المئة من الحبوب من أوكرانيا، وتعتمد دول مثل اليمن، وسوريا، وتونس - ويمكنني أن أعدد أكثر - على أوكرانيا باعتبارها سلة خبزها". وقال: "إذن أنت تنتقل من كونك سلة خبز للعالم إلى الوضع الحالي الآن، وهو حرفيا، حاجتك للخبز. إنه تغير مذهل للواقع".